يشير مصطلح الركود الاقتصادي إلى فترة انخفاض النمو الاقتصادي وتراجع الأداء الاقتصادي في البلد، حيث يتراجع معدل الناتج المحلي الإجمالي ويزيد معدل البطالة، ويتراجع الاستثمار والإنفاق، وتنخفض الأسعار وتزيد معدلات التضخم.
يعد الركود الاقتصادي مشكلة اقتصادية كبيرة تؤثر على الأفراد والشركات والحكومات، ويمكن أن يؤدي إلى تدهور الحالة الاجتماعية والاقتصادية للبلد.
تحدث الركود الاقتصادي بشكل دوري في الاقتصاد العالمي، وتحدث أسبابه بشكل عام نتيجة التغيرات في الطلب والعرض في الأسواق، والتغيرات في السياسات الاقتصادية الحكومية، والأزمات المالية، وتدهور الأوضاع الاقتصادية في دول أخرى.
يمكن للركود الاقتصادي أن يؤدي إلى زيادة الفقر والبطالة والعجز المالي وتدهور الحالة الاجتماعية والصحية للأفراد، ويؤدي إلى تراجع الإنفاق في الأسر والشركات والحكومات.
ويترتب عليها العديد من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية، ولذلك يعد التصدي للركود الاقتصادي تحديا كبيرا للحكومات والشركات والمجتمعات.
يتطلب التصدي للركود الاقتصادي تبني استراتيجيات وسياسات اقتصادية تهدف إلى دعم الاستثمار وتعزيز النمو الاقتصادي وتشجيع الإنفاق وتحفيز الاستهلاك، كما يتطلب التصدي للركود تعاونًا دوليًا وجهودًا مشتركة بين الحكومات والمؤسسات الاقتصادية والمجتمع .
مفهوم الركود الاقتصادي وأسباب حدوثه.
تعريف الركود الإقتصادي ومدي تأثيره على أموالنا ووظائفنا. الركود الاقتصادي تعريفه إيه؟ يعني إمتى نقول إن الاقتصاد الفلاني بيعاني من ركود؟
السؤال البسيط جداً دا كان سبب في خناقة كبيرة حصلت في نهاية شهر يوليو اللي فات بين المحررين بتوع موقع ويكيبيديا وتحديداً النسخة الإنكليزية من الموقع.
كل شوية حد من المحررين يدخل ويحط تعريف على مزاجه وبعدين محرر تاني يدخل بعده يعدل التعريف وهكذا فضلوا يلعبوا مع بعض لعبة القط والفار في خلال أسبوع 1 صفحة كلمة Recession.
السياسات الاقتصادية التي يتم اتباعها لمواجهة الركود الاقتصادي.
اللي هي ركود على ويكيبيديا تعدلت 180 مرة وفي الآخر إدارة ويكيبيديا علشان تحط حد للخناقة دي منعت المحررين الجدد من تعديل الصفحة.
في الوقت دا كانت مقالة الركود على ويكيبيديا هي تاني أكتر المقالات شعبية من بين أكتر من 6.5 مليون مقالة موجودة على النسخة الإنكليزية ودا في الحقيقة أمر له دلالات واضحة جداً.
باختصار الركود الاقتصادي إلى جانب التضخم بقوا هما أكتر موضوعين شاغلين بال الناس في العالم كله خلال الشهور الأخيرة.
الناس خايفة وشايلة الهم وقلقانة من إن الأوضاع الاقتصادية الصعبة الحالية تزداد صعوبة خصوصاً في ظل إنهم محاصرين طول الوقت بالأخبار والتوقعات السلبية اللي بيجي في صدارتها حالياً إن العالم داخل على ركود في السنة الجديدة.
كلمة أو مصطلح الركود لها بطبيعة الحال دلالة سلبية يعني الناس عارفة إن الركود دا شيء وحش مش كويس بس قليلين جداً اللي فاهمين يعني إيه ركود.
وأنا هنا ما أقصدش التعريف أنا أقصد الواقع على الأرض بيكون عامل إزاي يعني إيه اللي بيحصل للناس والشركات والاقتصاد بشكل عام في ظل الركود؟
في الحقيقة فيه أسئلة كتير مرتبطة بموضوع الركود دا من ضمنها مثلاً.
إحنا ليه أصلاً رايحين ناحية الركود؟ وإيه علاقة الركود بالتضخم وأسعار الفايدة اللي عمالين يزيدوا في العالم كله؟ وإيه هي تأثيرات الركود على الأسعار والبطالة والأجور؟
وليه الركود في بعض الأحيان بيكون مقصود؟ وبعدين هو التضخم هو الأسوأ كمشكلة اقتصادية ولا الركود؟ والسؤال الأهم بقى هو الركود اللي تورطنا فيه دا هينتهي إمتى؟
دا جزء من اللي هندردش فيه مع بعض في موضوع النهاردا.
دور الحكومات والمؤسسات الاقتصادية في التصدي للركود الاقتصادي.
عربية قطار خارجة عن نطاق السيطرة ماشية بسرعة في مسارها الطبيعي وفيه 5 أشخاص مربوطين ومرميين قدامها على السكة الحديد ولو فضلت مكملة في مسارها الـ 5 أشخاص هيموتوا.
دا بيحصل وأنت واقف شايف المشهد وبتتفرج وجنبك دراع التحويل اللي بيسمح لك تحول مسار القطر لمسار فرعي بس المسار الفرعي دا فيه واحد مرمي ومربوط عليه ولو حولت مسار القطر ناحيته هيموت في الحالة دي هتعمل إيه؟
هتسيب القطر ماشي في طريقه الطبيعي وبالتالي الـ 5 يموتوا ولا هتحول مساره للمسار الفرعي وتضحي بـ 1 علشان تنقذ 5 يعني أنت هنا ما بين الامتناع عن فعل شيء.
وترك 5 أشخاص لمصيرهم أو أنك تاخد قرار واعي بأنك تمسك الدراع وتحول مسار القطر للمسار الفرعي وتكون سبب مباشر في موت الشخص الموجود هناك في سبيل أنك تنقذ الـ 5 دي طبعاً هي الـ Trolley Problem أو معضلة العربة الشهيرة جداً.
اللي أظن معظمكم سمع عنها قبل كدا المعضلة دي هي معضلة أخلاقية بالأساس وما لهاش حل واضح متفق عليه.
علشان كدا كانت مثار جدل ونقاش ما بين الفلاسفة وعلماء الأخلاق وحتى الخبراء القانونيين لسنين طويلة.
الأغلبية الكاسحة من الناس لو اتحطت في مواجهة المعضلة دي هتكون مترددة جداً في اتخاذ قرار خوفاً من تحمل المسؤولية والشعور بالذنب لكن برأيي لو الشخص اللي اتحط في مواجهة المعضلة دي.
محافظ بنك مركزي فهو غالباً مش هيتردد في إنه يمسك الدراع ويحول مسار القطر ويفرم واحد في سبيل إنقاذ الأغلبية ودا في الحقيقة هو اللي البنوك المركزية في دول كتير حوالين العالم بتعمله في الفترة الأخيرة.
باختصار صناع السياسة النقدية شايفين إنه لازم يتم التضحية بجزء من الشعب علشان الكل يعيش طب إزاي دا بيحصل؟ وإيه اللي وصلنا للوضع دا؟
هقول لك المشكلة الرئيسية اللي العالم كله كان بيعاني منها في 2022 ولسه بيعاني منها لحد النهار دا هي التضخم المرتفع أو ارتفاع الأسعار بنسب كبيرة أعلى من النسب الطبيعية المستهدفة.
تجارب الدول في مواجهة الركود الاقتصادي ونجاحاتها.
المهم التضخم المرتفع دا بيتسبب بشكل مباشر في انخفاض قيمة الفلوس وبالتبعية تراجع القوة الشرائية لعموم المستهلكين بنسب كبيرة ودا طبعاً بيأثر بالسلب على مستويات وجودة المعيشة.
طب إحنا دلوقت عاوزين نحل المشكلة دي ونحط حد لتدهور القوة الشرائية بتاعة الناس إيه العمل؟
في البداية أنت محتاج تفهم التضخم بيتحرك إزاي أصلاً إحنا فيه عندنا نوعين من التضخم.
النوع الأول هو الـ Cost-Push Inflation أو التضخم المدفوع بالتكلفة ودا زي ما هو واضح من اسمه تضخم سببه ارتفاع أسعار مدخلات عملية الإنتاج زي المواد الخام مثلاً ارتفاع أسعار المدخلات بيرفع من تكلفة إنتاج السلعة.
على سبيل المثال أسعار الأسمدة النيتروجينية ارتفعت في الشهور الأخيرة لإن تكلفة إنتاجها زدات بعد ما الغاز الطبيعي.
اللي هو المادة الخام الرئيسية في تصنيع الأسمدة المعروض منه في السوق قل وسعره زاد الطلب على الأسمدة هو هو ولكن السعر زاد بسبب ارتفاع التكلفة.
النوع التاني بقى من التضخم هو الـ Demand-Pull Inflation أو التضخم المدفوع بالطلب ودا بيحصل نتيجة ارتفاع مستويات الطلب على السلعة.
في ظل ثبات حجم المعروض منها التضخم اللي بيعاني منه العالم في الشهور الأخيرة وخصوصاً بعد الحرب الروسية الأوكرانية هو إلى حد كبير تضخم مدفوع بزيادة التكلفة.
أسعار السلع الأساسية في العالم كله زادت بسبب مشاكل على جانب العرض في الحالة دي لو عاوزين نخفض معدل التضخم ما قدامناش غير حلين.
يا إما نلعب في التكلفة يا إما نلعب في مستويات الطلب.
التحكم في التكلفة صعب وبالتالي الحل الأوقع هو التلاعب بمستويات الطلب على السلعة وعلشان أي دولة تعمل دا فهي قدامها مسارين 2.
المسار الأول هو استخدام السياسة المالية ودا بيحصل من خلال إجراءات زي خفض الإنفاق الحكومي ورفع معدلات الضرائب ودا بالضبط اللي عملته بلد زي بريطانيا.
في نوفمبر اللي فات حكومة رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في سعيها للسيطرة على معدل التضخم في البلد اللي تجاوز 11% في أكتوبر اللي فات ووصل لأعلى مستوى ليه في 41 سنة.
تحليل تداعيات الأزمات المالية على الاقتصاد العالمي.
أعلنت عن رفع الضرايب على الشركات بحوالي 25 مليار استرليني وخفض الإنفاق الحكومي بحوالي 30 مليار استرليني دا المسار الأول.
المسار التاني بقى هو استخدام السياسة النقدية البنك المركزي عنده الأدوات اللي بتديه القدرة أنه يتحكم في حجم الفلوس الموجودة في السوق.
أو المعروض النقدي لما يعوز يقلل مستويات الطلب علشان يخفض المستوى العام للأسعار بيستخدمها الأدوات دي من ضمنها مثلاً رفع متطلبات الاحتياطي الإلزامي في البنوك.
البنك المركزي مثلاً يقول للبنوك أنا عاوزكم تحتفظوا بـ 20% من ودايع العملاء احتياطي إلزامي بدل 15% كدا هو عمل إيه؟
ببساطة قلل حجم الفلوس المتاحة للإقراض داخل القطاع المصرفي لكن أشهر أداة نقدية على الإطلاق هي أسعار الفايدة البنوك المركزية حوالين العالم النهار دا بترفع أسعار الفايدة كوسيلة للسيطرة على التضخم طب دا بيحصل إزاي؟
هقول لك البنك المركزي لما بيرفع أسعار الفايدة بيزود من جاذبية الإيداع في البنوك وبيزود من جاذبية السندات كخيار استثماري وبالتالي بيسحب سيولة كبيرة من السوق.
وفي نفس الوقت رفع أسعار الفايدة بيزود تكلفة الاقتراض وتكلفة الاقتراض لما بتزيد الشركات بتحجم عن الاقتراض اللي بتستخدمه في تمويل توسعاتها.
دلوقت بقى اضرب الـ 3 دول مع بعض في الخلاط ناس بتحط فلوسها في البنك بدل ما بتصرفها ومستثمرين بيستثمروا في أدوات الدين بدل خيارات أكثر مخاطرة زي الأسهم مثلاً وشركات بتحجم عن التوسع لإن التمويل غالي يطلع لنا في النهاية نشاط اقتصادي أقل.
وهو دا المطلوب بالضبط تخفيض النشاط الاقتصادي البنك المركزي هنا بيحاول يعمل Cooling أو تبريد للاقتصاد اللي الأسعار المرتفعة مولعاه بس تخفيض النشاط الاقتصادي معناه إن حاجة الشركات للعمالة هتقل.
لإن الشركات لما ما بتتوسعش مش هتعين ناس جديدة وفي نفس الوقت الناس لما تحط فلوسها في البنوك إنفاقها هيقل وبالتبعية إيرادات الشركات هتنخفض وساعتها هيكون جزء من العمالة بتاعتها زايد عن حاجتها فهترفدهم وتقعدهم في البيت دا يرضي البنوك المركزية؟
آه يرضيها لإن أنت وغيرك لما تترفدوا وتقعدوا في البيت مش هتاخدوا مرتبات وبالتالي مش هتلاقوا فلوس تصرفوها وزمايلك اللي لسه شغالين مش هيجرؤوا يطالبوا بزيادة في مرتباتهم.
العلاقة بين الركود الاقتصادي والتضخم والفائدة.
وبكدا الطلب على السلع المتاحة في الاقتصاد هيقل وبالتبعية أسعارها هتنخفض من الآخر كدا لازم يتم التضحية بمجموعة من الناس.
ورفع معدل البطالة علشان نحجم التضخم المرتفع والاقتصاد يعيش والدنيا تروق على بقية الشعب اللي مكوي بنار الأسعار.
والنقطة دي تاخدنا للعلاقة بين التضخم والبطالة في سنة 1958 الاقتصادي النيوزيلاندي ويليام فيليبس نشر دراسة تحت عنوان العلاقة بين البطالة ومعدل التغير في الأجور المالية في المملكة المتحدة.
في الدراسة دي السيد فيليبس درس العلاقة بين معدلات البطالة ومعدلات التضخم في بريطانيا في الفترة ما بين 1861 لـ 1957 وبناء عليها الراجل المحترم دا قدم ما يعرف النهار دا باسم Phillips curve.
أو منحنى فيليبس المنحنى دا يا جماعة ببساطة بيقول إن فيه علاقة سلبية بين معدل البطالة ومعدل التضخم يعني البطالة لما تزيد التضخم بيقل والعكس صحيح معدل البطالة لما بيقل التضخم بيرتفع والسر ببساطة بيكمن في الأجور.
لما يكون فيه ناس كتير متوظفة يعني فيه ناس كتير معاها فلوس ينفع تصرفها دا هيزود الطلب.
ودا شيء البنوك المركزية مش عاوزاه الفترة الحالية خصوصاً وإن انخفاض معدل البطالة ممكن يفجر الأسعار بشكل غير مباشر عن طريق رفع تكلفة الإنتاج.
يعني دلوقت لما التضخم يرتفع العمالة هتطلب من أصحاب العمل إن مرتباتهم تزيد بنفس النسبة علشان يقدروا يواكبوا ارتفاع الأسعار.
أصحاب العمل لو زودوا المرتبات يبقى كدا تكلفة الإنتاج زادت عليهم وطبعاً التكلفة الزيادة دي هما مش هيشيلوها فهيحملوها للمستهلك من خلال رفع سعر السلعة النهائية ودا هيزود التضخم.
التضخم لما يزيد العمال هيرجعوا لأصحاب العمل ويقولوا لهم زودونا تاني علشان نقدر نواكب التضخم فهيزودوهم وبعدين يحملوا الزيادة على قفا الزبون فالتضخم يزيد وهكذا.
دوخيني يا لمونة وابقى قابلني بقى لو خرجت من الدوامة دي الظاهرة دي بالمناسبة اسمها Wage-Price Spiral أو دوامة الأجور والأسعار.
البنوك المركزية حريصة إن الاقتصاد ما يتورطش في الدوامة دي بأي تمن حتى لو كان التمن انخفاض معدلات التوظيف وارتفاع معدلات البطالة.
وخسارة البعض لمصدر دخله ودا اللي جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي قاله بمنتهى الصراحة في سبتمبر اللي فات.
باول قال ما ملخصه يا جماعة ما فيش حد هيهتم بأن فيه ناس كتير بتشتغل ومعدلات التوظيف مرتفعة الأهم هو التضخم.
أهمية تحقيق الاستقرار الاقتصادي وتفادي الركود.
إحنا لما بنقابل الناس وبنسمعهم بيقولوا لنا إن أكتر حاجة بيعانوا منها هي التضخم إحنا لازم نقضي على التضخم المرتفع.
وأنا هنا في الحقيقة كنت أتمنى أن يكون فيه طريقة حنينة أو غير مؤلمة علشان نعمل دا بس مع الأسف ما فيش.
المنطق ورا كلام الراجل دا هو إن البطالة في ظل السياسة النقدية المشددة اللي بيتبعها الفدرالي من خلال رفع أسعار الفايدة.
مشكلة هيعاني منها مجموعة محدودة من الناس ولكن التضخم الشعب كله بيعاني منه ودا اللي بيخليه أكتر أولوية.
علشان كدا الفدرالي مش زعلان من موجات التسريح الجماعي اللي بتحصل مؤخراً في السوق الأمريكي يعني في نوفمبر اللي فات.
فيه قطاع واحد اللي هو قطاع التكنولوجيا الشركات الأمريكية استغنت عن أكتر من 52 ألف موظف علشان يوصل إجمالي اللي تم الاستغناء عنهم خلال 2022 في القطاع دا حوالي 81 ألف موظف.
وفي بداية السنة اللي إحنا فيها دي أمازون أعلنت عن أكبر عملية تسريح جماعي في تاريخها 18 ألف موظف بيعادلوا 1% من إجمالي موظفي الشركة تم الاستغناء عنهم.
ودا طبعاً أثره بيظهر في معدل البطالة معدل البطالة في أمريكا في أغسطس اللي فات كان 3.7% في سبتمبر زاد لـ 4.4% والفدرالي بيتوقع أنه يوصل لـ 4.6% في 2023.
حلو أوي الكلام دا الخوف بقى فين؟ الخوف إن أنت تيجي تضبط البنطلون الجاكتة تضرب.
بصوا يا جماعة السيناريو المثالي اللي أي دولة بتسعى إنها تنفذه في ظل الظروف دي هو إنها تعمل حاجة الجماعة بتوع الاقتصاد بيسموها Soft Landing أو إنزال سلس. للاقتصاد.
يعني وأنت بتحاول تبطأ النشاط الاقتصادي علشان تسيطر على التضخم الأمور ما تفلتش منك وتباطؤ النمو يتحول لركود اقتصادي طب يعني إيه ركود اقتصادي؟
في الحقيقة فيه تعريفات كتير للركود الأمريكان مثلاً من خلال المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية NBER بيقولوا إن الركود معناه انخفاض كبير وملحوظ في النشاط الاقتصادي في جميع أنحاء السوق وبيستمر لأكتر من عدة شهور.
البريطانيين تعريفهم أبسط لو الاقتصاد انكمش أو سجل نمو سلبي لربعين متتاليين يبقى كدا ركود طيب هل البنوك المركزية هتقدر تعمل Soft Landing وتتجنب الركود؟
صعب جداً كريستالينا جورجيفا مديرة صندوق النقد الدولي بتبشركم أن تلت العالم على الأقل هيدخل في ركود في 2023.
والركود دا طبعاً نتيجة طبيعية للسياسات اللي بتستهدف السيطرة على التضخم والضحية الرئيسية للركود دا مع الأسف هتكون فئة محدودي الدخل.
اللي للمفارقة مش هي الفئة المسؤولة عن الجزء الأكبر من الإنفاق المحلي اللي بيزود التضخم بس هنقول إيه هي.
دي آليات السوق ومعلش لازم نضحي بالجنين علشان الأم تعيش السيناريو الكابوسي بقى هو أننا نلاقي نفسنا ضحينا بالجنين والأم والدكتور هو اللي عاش.
اللي بقصده هنا ببساطة هو أننا بعدما نضحي بالنمو الاقتصادي ونتورط في ركود علشان نسيطر على التضخم.
التضخم ما ينخفضش ويبقى عندنا Stagflation أو ركود تضخمي يعني ركود وتضخم في نفس الوقت الناس من ناحية مش لاقية شغل وما فيش فلوس وفي نفس الوقت الأسعار بتزيد.
دي أسوأ ورطة ممكن تقع فيها أي دولة وضع لا تتمناه لألد أعدائك وإن شاء الله ما حدش يتورط فيه.
ويكون الموضوع على قد ركود حنين نتجاوزه بعد سنة أو سنة ونص بعدما الأسعار تهدا.
لحد هنا أنا خلصت كلامي وكالعادة عندي سؤال لحضراتكم أي شركة بتستغنى عن جزء من الموظفين بتوعها بيكون هدفها الرئيسي خفض التكاليف.
طب ليه بدل ما ترفد شوية والشوية دول يفقدوا مصدر دخلهم تماماً ما تخفضش رواتب كل الموظفين وما حدش يترفد؟