عالم الذرات هو مجال يهتم بدراسة تركيب وخصائص الذرات، وهي أصغر جزيئات المادة التي لا يمكن تقسيمها إلى جزيئات أصغر منها باستخدام الوسائل التقليدية.
وتعد الذرات بمثابة البناء الأساسي لكل المواد المادية الموجودة في الكون، وتشكل أساس العديد من الظواهر الفيزيائية والكيميائية التي نشهدها في حياتنا اليومية.
تحتوي الذرة على مركز يسمى النواة ويتكون من البروتونات والنيوترونات، وتدور حول النواة الإلكترونات. وتختلف الذرات عن بعضها البعض في عدد البروتونات والنيوترونات والإلكترونات التي تحويها، مما يعطي كل ذرة خصائص مختلفة.
يتضمن عالم الذرات عددًا من الفروع الفرعية مثل الفيزياء النووية والكيمياء النووية والفيزياء الذرية والكيمياء الذرية. وتطبيقات عالم الذرات تشمل الصناعة والطاقة النووية والطب والإلكترونيات والعديد من المجالات الأخرى.
بشكل عام، فهم عالم الذرات يساعد على فهم تركيب وخصائص المادة والظواهر الفيزيائية والكيميائية، مما يساعد على تطوير تقنيات جديدة وإيجاد حلول للمشاكل التي تواجهنا في حياتنا اليومية.
عالم الذرات: مفهوم وتعريف.
قد ما الموت ممكن اكتر منها. فتخيل قد ايه ان انت محظوظ ان انت على قيد الحياة دلوقتي. ومش بس كده.
تخيل قد ايه انت محظوظ بخريطة الدي ان ايه بتاعتك اللي اقل تغيير فيها ممكن يسخطك يخليك بزعانف او بتبيض او بتزحف او بتحفر تحت الارض. اللي هو احنا كنا بنتكلم عن ايه اساسا؟
اه الذرات. ايه ده? اشمعنا الذرات يعني؟ على اساس انها اصغر حاجة فيك لا خالص حضرتك فيه الاصغر.
تركيب الذرة وخصائصها.
اصغر بكتير جدا. البروتون حضرتك انا مهما حاولت اشرح لك واوصف لك قد ايه البروتون صغير مش هتقدر تتخيل برضه. البروتون جزء متناهي الصغر من الذرة.
اللي هي صغيرة برضو ولا ترى حتى بالميكروسكوب بوضوح. يعني تخيل انك لو بتقرا كتاب مسلا النقطة اللي فوق الحرف دي ممكن تحتوي في مساحتها دي الف مليون بطولة عشان تتخيل ضخامة الرقم ده خليني اقول لك ان لو الرقم ده؟
كان ثواني يعني خمسميت الف مليون ثانية دول سعادتك يعملوا نص مليون سنة. فمتخيل البروتون ده صغير قد ايه؟
طب ازيدك من الشعر بيت. تخيل معي لو قدرت تضغط البروتون ده كمان لواحد على مليار من حجمه الطبيعي. طبعا مش قادر تتخيل.
اومال بقى لو قلت لك ايه المضغوط ده عاوزك تحشيه لي بقى بيجي تلاتين جرام مادة. ما تخافش احنا مش هنصبع محشي ولا حاجة. احنا سعادتك فضلة خيرك كده بنخلق الكون من جديد.
دابحين لك النهاردة دكر اهو الكون كله اتخلق من بروتون وشوية مادة؟ لا مش بس كده بالظبط. ناقصنا بس حاجة بسيطة جدا. اننا نجمع كل ذرات المادة اللي في الكون ونضغطها في حيز تقريبا عديم الابعاد من كتر ما هو صغير. الحيز اللي بيسمى او المفردية او النقطة المفردة.
بغض النظر عشان ما نتوهش في المصطلحات. يعني كان نفسي اقول لك اوعى وشك عشان الانفجار الكبير هيحصل اهو وممكن يطرطش عليك. بس للاسف ما فيش مكان تدارى فيه. المكان لسه ما اتخلقش اساسا.
المكان الوحيد اللي متاح حاليا هو دي نقطة المفردة المتناهية الصغر دي. المكان لسه هيتخلق اول ما المقادير دي تتفاعل وتنفجر وتوسع الدنيا حواليها كده وتدينا براح بقى.
واراضي تتخصص في القوات المسلحة بالامر المباشر وكده. اه. القوات المسلحة موجودة قبل البيت بنك.
اذن يعني. المهم نقدر نقول كده ان النقطة المنفردة دي او السنجولات دي عبارة عن نقطة صغير جدا جدا جدا بس حامل ومتشعلقة مش في الفراغ متشعلقة في العدم ما فيش حواليها لا زمان ولا مكان ولا اي حاجة.
عدم تام واول ما بتنفجر وبتتضخم الحيز اللي جواه اللي بيوسع ده بيكون جواه الزمان والمكان لان براها ما فيش اي حاجة عدم. وبكده بدأ الكون النقطة الصغيرة الحامل دي.
الكون الضخم اللانهائي ده بدأ بنقطة تعجز العقول عن تصور قد ايه هي صغيرة.
والاعجب ان ده حصل بسرعة جدا. اسرع من طرفة العين. النقطة بقت كون ضخم لا محدود. وفي اول ثواني من لحظة الميلاد دي ظهرت قوى الجازبية. وغيرها من القوى اللي بتحكم عالم الفيزياء.
تاريخ علم الذرات وتطوره.
وفي اقل من دقيقة اصبح عرض الكون اكتر من مليون مليار كيلو متر. وما زال بيكبر وبيمتد بسرعة. درجة حرارته مرتفعة جدا. عشرة مليار درجة. يا دوب كفاية عشان تبدأ التفاعلات النووية اللي هتنتج العناصر الخفيفة.
خصوصا الهيدروجين والهيليوم. مع نتفة كده. بعد تلات دقايق ظهرت تقريبا تمانية وتسعين في المية من كل المواد والعناصر اللي موجودة في الكون الف مبروك.
بقى عندنا كون. قمة في الجمال وكمان في الكفاءة. شغال زي الساعة. وكل ده في دقايق. اللي هو انت لو بتعمل سندوتش هتاخد وقت اطول من كده.
انت الكلام ده حصل بالظبط. والله المسألة دي محل جدل بين العلماء. في اللي قال من عشرة مليار سنة. واللي قال عشرين مليار. يعني متوسط تلتاشر او اربعتاشر مليار سنة كده يعني. بس طبعا دي كلها تخمينات يعني.
صعب جدا تحدد امتى بدأت على وجه التحديد. كل اللي العلم يقدر يقوله ان في زمان ما غير معلوم في الماضي السحيق حصلت ساعة الصفر. لحظة بداية الزمان والمكان من العدم.
العلم ممكن يحاول يتخيل ازاي اللحظة دي حصلت؟ لكنه عاجز تماما انه يعرف ليه حصلت؟ ولا مين اللي اخد القرار انها تحصل? لانها وفقا لقواعد العقل والمنطق والعلم يستحيل.
تحصل طبعا ما دام في معلومات كتير جدا ما حدش يعرفها عن كيفية بداية الكون. حتى فكرة الانفجار الكبير دي تعتبر حديثة نوعا ما. الفكرة نفسها مطروحة من عشرينات القرن الماضي لما طرحها العالم البلجيكي جورج لا مات في على استحياء.
لكن ما حدش اخدها على محمل الجد غير في منتصف الستينات. لما شابين من علماء الفلك اكتشفوا حاجة غريبة بالصدفة. سنة الف تسعمية خمسة وستين قارنوا.
وروبرت ويلسون كانوا بيحاولوا يستخدموا ضخم في احد المعامل. بس كان دايما بتواجههم مشكلة مخلياهم مش عارفين يشتغلوا نهائي. الايريال ده كان دايما بيلقط صوت دوشة مستمرة في الخلفية.
صوت الدوشة ده كان دايما موجود. طول السنة طول اليوم. ومش جاي من مصدر محدد. ده جاي من كل الاتجاهات.
قعدوا سنة كاملة يحاولوا يلاقوا طريقة يعزلوا بها عشان يقدروا يلغوه. جربوا كل حاجة. لعبوه كل الالعاب. عجين الفلاحة نومة العازف دول حتى اتشعلقوا في الدش الضخم بتاع المختبر.
وقعدوا يلزقوا كل مسمار وكل صامولة بسيكرتون. قال لك جاي في مسمار بيتهز هو اللي عامل الدوشة دي ولا حاجة. ولا الهوا. قال لك طب نطلع الدش نكنسه ونسيقه.
جايز عليه تراب ولا دبس ولا فضلات عصافير هي اللي عاملة الدوشة دي ولا الهوا.
الدوشة برضو موجودة في نفس الوقت من غير ما يعرفوا كان في فريق علماء بقيادة روبرت على بعد خمسين كيلو متر منهم بس في جامعة برنستون بيحاول يعمل نفس اللي هما بيعملوه بالظبط.
الفيزياء النووية: دراسة النواة الذرية.
بس كانوا بيدرسوا فكرة طرحها في الاربعينات عالم الفيزيا الفلكية الروسي جورج جامو الفكرة كانت بتقول اننا لو قدرنا نستكشف الفضاء لمسافات بالبعد الكافي هنلاقي اثار كوني متبقي من الانفجار الكبير.
وان الاشعاع ده على ما يعبر الفضاء كله هيوصل لنا على كوكب الارض في صورة موجات كهرومغناطيسية. طب ايه علاقة ده باللي حصل مع بنزيس وويلسون؟
ولا حاجة. اصل جورس جامو قال في الورقة البحثية بتاعته اننا نقدر نلقط الموجات الكهرومغناطيسية دي عن طريق استخدام ضخم.
زي ايه بقى؟ قال لك بالتحديد زي اللي موجود في المعمل اللي شغال فيه بس هم للاسف ما كانوش قروا الورقة البحثية دي.
الدوشة اللي كانوا بيسمعوها دي كانت ببساطة الموجات الكهرومغناطيسية الناتجة عن الانفجار العظيم على ما وصلت لنا على الارض. وقطعت مسافة تسعين مليار تريليون ميل.
الدوشة دي ببساطة كانت اول نور في الدنيا شق ضلام الليل. بس على ما وصل لنا بقى كان بقى موجات كهرومغناطيسية. طب يعني ايه الميزة في الموضوع ده برضو? ايه الاختراع يعني؟
الاختراع ببساطة سعادتك عشان تستوعب الانجاز هنا اننا لو واقفين في بلكونة في الدور المية في برج خليفة مثلا انا مش عارف هو كم دور يعني بس عدوها لي.
المهم اننا لو واقفين في بلكونة في الدور المية اللي هو بيمثل اللحظة اللي احنا عايشينها دلوقتي.
وارضية الشارع تحت او نافورة المول بتمثل لحظة الانفجار الكبير اللحظة دي كان ابعد مجرة ممكن نشوفها في الفضاء بوضوح موجودة في الدور الستين مثلا.
والنجوم اللي كنا بنشوفها طفاف كده موجودة في الدور العشرين مثلا. بعد الاكتشاف ده بقينا قادرين نشوف علب السجاير المرمية في نافورة برج خليفة. اللي هي لحظة الانفجار العظيم.
بس قبل ما ويلسون وبنزايز يستوعبوا الانجاز اللي تحت ايديهم ده. وبعد ما غلب حمارهم قرروا يتصلوا بفريقه على جامعة برنستون يستشيروه. جايز يلاقوا عندهم حل لموضوع الدوشة ده.
فرد عليهم روبرت ديك واللي فهم الليلة مباشرة وبعد ما قفل معهم قال لفريقه راحت علينا شباب. ولاد اللزين ويلسون وبنزايز اكتشفوا الحاجة اللي احنا طالع عينينا عشان نكتشفها من غير ما يقصدوا.
وبعدها على طول نشرت مجلة فايزكال جورنال مقالتين. واحدة كاتبها ويلسون وبانزايز بيحكوا تجربتهم وحكايتهم مع موضوع اللي جننتهم دي ومقالة تانية لروبرتيك بيشرح طبيعة الدوشة دي حسب ابحاس فريد.
والرغم من ان ويلسون وفانزايز ما كانوش بيبحثوا عن اشعاع كوني اساسا. ولا كانوا عارفين ايه ده ولا بيبيع ايه اصلا؟ برضو حصلوا على جايزة نوبل سنة الف تسعمية تمانية وسبعين في الفيزيا عن الاكتشاف العظيم ده. اللي حصل بالصدفة البحتة.
وفريق جامعة برنسستون اللي طلع عينه في البحث في المسألة اخد عموما اغلب اللي نعرفه عن الانفجار العظيم النهارده الفضل فيه يرجع لفكرة اسمها نظرية التضخم.
طرحها لاول مرة سنة الف تسعمية تسعة وسبعين عالم فيزيائي شاب في جامعة ستانفورد اسمه الانجوس. كان عمره اتنين وتلاتين سنة.
وتقريبا ما حققش اي انجازات علمية في حياته المهنية. ويمكن ما كانش هيحقق اي حاجة ولا حتى النظرية دي.
الكيمياء النووية: دراسة التفاعلات النووية في المواد.
الا انه مرة حضر محاضرة عن الانفجار اللي كان بيرأس فريق العلماء اللي اخد الصابونة اللي حكينا عنه من شوية. المحاضرة دي الهمت قلا انه يبحث في موضوع بداية الكون ده.
وكانت نتيجة بحثه دي نظرية التضخم اللي بتقول ان الكون بعد لحظة ولادته الاولى فضل حجمه يتضاعف كل كام ثانية. الموضوع اخد ثواني بس اتغير فيه حجم الكون من حاجة لا ترى لا بالعين المجردة ولا حتى.
غير المجردة دي حاجة كده حجمها اكبر بعشرة وقصادها اربعة وعشرين صفر. هي بتتقرا عشرة ستين يوم. بس مش هتفرق كتير لو قلنا عشر فشخ تلاف يريليون. يعني او رقم اكبر من انك تقدر تتخيله وخلاص.
نظرية التضخم بقى بتقول لك ان التضاعف المستمر في حجم الكون ده هو السبب في انه مش منبسط ومفروض في الات كده ولكنه متموت. كل مرة كبد فيها كانت بتتكون موجة جديدة. الموجات دي اللي بدونها ما كانش هيكون فيه تكتلات للمادة ولا نجوم.
هيكون بس مجرد دخان وضلمة في الكون كله وخلاص. بتقول نظرية التضخم انه في جزء من عشرة مليون تريليون تريليون تريليون جزء من الثانية. ظهرت الجازبية وبعدها بحاجة بسيطة جدا ظهرت القوة الكهرومغناطيسية والقوى النووية.
اللي هي عموما يعني. وبعدها بحاجة بسيطة بدأت تظهر حشود من جزيئات بدائية. ومن العدم تماما. فجأة بقى فيه حشود من الفوتونات والبروتونات والالكترونات والنيوترونات وغيره وغيره.
منزر وارقام لا يمكن للعقل البشري ان هو يستوعبها. في لحظة من العدم. في ثواني بقى في كون عرضه على الاقل ميت مليار سنة ضوئية. ومجهز لظهور النجوم والمجرات وغيرها من الانظمة المعقدة.
العجيب والمدهش والمذهل في وسط الليلة دي كلها ان احنا بنتكلم عن انفجار. عادة الانفجارات بتؤدي لكوارس ومصايب. انما الانفجار ده كانه هيأ كل حاجة في الكون عشان الحياة تظهر للوجود.
لو الكون كان اتشكل بطريقة مختلفة ولو بشكل بسيط. لو الجاذبية كانت اقوى سنة اقل شعرة لو تضخم الكون حصل بشكل اسرع سنة او ابطأ سنة يمكن ما كانش هيكون فيه العناصر المستقرة للذرات اللي اتخلقنا منها اساسا. احنا والارض اللي عايشين عليها.
لو كانت الجاذبية اقوى سنة كان ممكن الكون كله وينهار ويتكربس على بعضه زي خيمة مش منصوبة كويس فهو قاعد. من غير الضبط الدقيق لقيمة وابعاد وكثافة كل شيء كان فعلا هينهار.
ولو كانت الجاذبية اضعف سنة كان الكون هيتنطور في كل حتة وما فيش حاجة هتتجمع مع بعضها وتكون اي حاجة نهائي. يا ترى مين اللي بدأ كل ده من العدم؟ ومين اللي زبط القيم دي كلها مع بعضها؟
في علماء قالوا لا ما فيش عدم ولا حاجة. ممكن جدا يكون في اكوان كتيرة وانفجارات كتيرة بتحصل من وقت للتاني.
طيب سعادتك ما هو الانفجارات الكتيرة دي؟ برضو لازم يكون في انفجار يكون اول واحد حصل لو الموضوع ممتد لما لا نهاية فببساطة ده معناه ان ما فيش انفجارات هتحصل اساسا
زي المثل الشهير بتاع الجندي اللي المفروض ينفذ حكم الاعدام في مسجون ويضرب عليه رصاصة بس عشان يضرب الطلقة دي لازم ياخد امر من مديره ومديره لازم ياخد امر من مديره ومديره من مديره وهكذا دوالي.
السلسلة دي لو ماشية الى ما لا نهاية فده معناه ان الطلقة عمرها ما ولا حكم الاعدام هيتنفذ لان ما فيش مدير على راس الهرم الوظيفي او في نهاية السلسلة يدي الامر.
فلو هتقول ان اي حاجة بتحصل بشكل لا نهائي وما لهاش نقطة بداية فده كلام مش منطقي.
لان معناه ان ما فيش حاجة هتحصل اصلا. اما عن فكرة الضبط الدقيق ففي ناس اوخوا وقال لك مجايز حصلت انفجارات تانية كتير فاشلة وده الوحيد اللي نجح بالصدفة يعني. ده برضو كلام مش منطقي.
لان جبنا كومة حروف وورق وكومناهم فوق بعض. تفتكر كان زلزال المفروض يحصل عشان يرص الورق والحروف ده عليه في صورة قاموس. ده سؤال لو انا سألته لك ابقى مجنون اساسا. فما بالك باللي بيرد عليك؟
الفيزياء الذرية: دراسة التفاعلات بين الإلكترونات والذرات.
لو احنا بنتكلم عن بيئة فيها كل العناصر اللي محتاجينها بالفعل. مش هنخلقها من العدم. مستحيل كم القوى والقواعد اللي اتظبطت مع في نفس الوقت عشان تطلع طبخة الكون ده مسبوكة تكون صدفة. العالم بيقول ان فيه ست ارقام تحديدا بتحكم الكون اللي عايشين فيه ده.
وان قيمة اي رقم فيهم لو اتغيرت بمعدل فجية الكون كله اتشقلب. مثلا عشان الكون اتوجد فهو محتاج ان الهيدروجين يتحول لهليم بطريقة دقيقة جدا وبكميات ضخمة جدا. بشكل سبعة من الالف من كتلته لطاقة. غير النسبة دي وخليها ستة من الالف بدل سبعة من الالف.
هتلاقي ان ما فيش اي تحول هيحصل. الكون كله هيكون عبارة عن هيدروجين بس. طب زود القيمة وخليها تمانية من الف بدل سبعة من الف. معدل سرعة التحول هيزيد وكان زمان الهيدروجين اللي في الكون كله خلص من زمان وانبوبته فضيت والبقاء لله.
في الحالتين الكون اللي نعرفه هيتوجد يا هيتوجد وينتهي قبل ما يكون فيه حياة اصلا. مين يا ترى اللي ظبط الظبطة دي؟ دلوقتي بقى في سؤال بيطرح نفسه. يا ترى لو وصلنا لحافة الكون وخرمنا الحيطة كده ولا رفعنا الستارة وبصينا وراها؟ هنشوف ايه؟ في ايه برة الكون؟
بسم الله الرحمن الرحيم. الاجابة الوصول الى حافة الكون مستحيلة. مش عشان محتاج وقت طويل جدا اطول من اعمارنا وبس. ولا عشان طاقة كفاية ولا لاننا لو مشينا في خط مستقيم تماما في الكون برضه مش هنوصل لنهايته ابدا.
لانه بينحني بشكل عجيب بحيس يتهيأ لك انك ماشي بخط مستقيم بس انت بتلف معه في الحقيقة فتلاقي نفسك لفيت ورجعت لمكانك تاني حسب نظرية النسبية لاينشتاين.
هو الحقيقة ان الكون ما هواش بالونة عمالة تكبر واحنا جواها بحيس اننا نتخيل اننا ممكن نوصل لحافتها الحقيقة ان اعجب بكتير من كده. اعجب من اننا نتصور طبيعته اساسا عشان نسأل اسئلة افتراضية زي سؤال هل نقدر نوصل لحافته ولا لا؟
تخيل معي كده انت بتحاول تشرح فكرة منحنيات الفضاء لواحد جاي من عالم تاني ما فيهوش غير مسطحات وخطوط مستقيمة بس. ما شافش كورة في حياته ولا يقدر يتخيل ايه هي اساسا. تخيل انك تاخد الشخص ده في جولة على كوكب الارض.
هيتجنن لانه مش قادر يلاقي حافة الارض هتقعد تشرح له اصلها مكورة وبتاع فما لهاش حافة مش هيفهمها. اهو ده حل مع الكون. العلماء بيحاولوا يبسطوا المفاهيم للناس.
لكن في الحقيقة الكون اعجب بكتير من قدرة البشر على الاستيعاب او الفهم. هل ده المقصود بقوله تعالى؟ يا معشر الجن والانس ان استطعتم ان تنفذوا من اقطار السماوات والارض فان لا تنفذون الا بسلطان. الله اعلم.
وزي ما ما فيش مكان في الكون تقدر تقول ان هو حافت ونهاية الكون فبرضو ما فيش مكان تقدر تقف فيه وتقول انا في مركز الكون بالظبط. دي النقطة اللي بدأ منها الانفجار العظيم. في كم اية كمان؟
يعني لا املك الا ان انا اتوقف عندهم وافكر شوية. وخليني اوضح نقطة مهمة قبل ما اتكلم برضو. القرآن كائن حي. بيتفاعل مع الانسان خبرات وعلوم وفهم الانسان. عشان كده ما فيش حاجة اسمها تفسير للقرآن.
تطبيقات علم الذرات في الطاقة النووية.
ولكن كل ما كتب في مجال تفسير القرآن هي خواطر شخصية للمفسر حسب زمانه ومكانه وعلمه. لكن كل كتب التفسير دي ما هياش تفسير نهائي للقرآن. ولو كان في حد له الحق في انه يضع التفسير النهائي للقرآن لكان النبي صلى الله عليه وسلم.
ولكن الفكر في القرآن كالعهد او الكتاب الصالح لكل زمان ومكان انه يكون بالحياة دي. فكل ما البشر يكتسبوا المزيد من العلوم والخبرات يلاقوا فهمهم للقرآن بيزيد.
فنلاقي مثلا قوله تعالى والسماء ذات الرجع. كتب التفسير القديمة بتتكلم عن ان المقصود هو المطر مثلا. لكنه قصاد اللي عرفناه بخصوص الاشعاع الكوني اللي بيعبر الكون كله.
ويوصل لنا واللي من خلاله واكتشفنا بداية الكون مش قادر ما احسش بشكل طبيعي بدون تكلف ان في علاقة بين الاية دي والاكتشاف ده. المفسرين القدامى فسروا في ضوء المعلومات المتاحة لهم.
وانا في ظني ان لو كان المقصود هو المطر لكانت الايات اتكلمت بشكل صريح ومباشر اكتر من كده يعني. كمان قوله تعالى والسماء بنيناها بايد وانا لموسعون. لموسعون. عملية التوسع مستمر. العمل شفناها في نظرية التضخم.
كمان قوله تعالى او لم يرى الذين كفروا ان السماوات والارض كانا رتقا ففتقناهما. الاية واضحة وصريحة في انها بتتكلم عن ان بداية الكون كانت شيء مصمت ومضغوط وحصل ما يشبه التوسع او الانفجار.
دي مجرد خواطر طبيعي انها تيجي في بال اي حد عارف المعلومات اللي قلنا والسؤال اللي محتاجين نتأمله هنا بقى لما تحط الايات دي كلها كده جنب بعضها.
يا ترى ايه المعارف والتصورات اللي كانت موجودة على كوكب الارض ايام النبي صلى الله عليه وسلم؟
عن شكل الكون وكيفية بدايته. منين جه في بال النبي صلى الله عليه وسلم فكرة الردق والفتق دي؟
وكمان يعني الاية بتخاطب الكفار انتم ما شفتوش كذا يعني الكفار اللي كانوا موجودين على ايام النبي عليه الصلاة والسلام. شافوا الكلام ده فين؟
عشان الاية تسألهم سؤال غريب زي ده. الفكرة غريبة ولا تخطر في بال حد. طب فكرة ان الكون مستمر في التوسع والتضخم دي. جيت منين برضو؟
فكرة السماء ذات الرجع. بس دي مش هخوض فيها كتير عشان ممكن نتجادل كتير ونصفط في المعاني اللغوية. كل دي تساؤلات محتاجين نفكر فيها. لو ما كانش النبي صلى الله عليه وسلم يوحى اليه وهو اللي مؤلف القرآن ده. المفاهيم دي جابها منين؟ وخلونا نرجع تاني للانفجار العظيم.
النظرية دي كان فيها ثغرة حيرت الناس لسنين طويلة. لانها ما قدرتش برضو تفسر احنا جينا هنا ازاي؟ او منين؟ ازاي يعني؟
اصل تمانية وتسعين في المية من العناصر او المادة الموجودة النهاردة نتجت عن الانفجار الكبير.
واللي اغلبها كانت غازات خفيفة. هليم لكن ما فيش ولا ذرة من العناصر الثقيلة اللي نتجت عنها الحياة ظهرت بسبب الانفجار الكبير لا الكربون ولا النيتروجين ولا الاكسجين؟
ولا غيرهم من العناصر الضرورية للحياة مع ان العناصر دي كلها عشان تتطبخ وتتسبت فهي محتاجة الحرارة الناتجة عن الانفجار العظيم وما حصلش غير انفجار عظيم واحد بس وما نتجش عنه العناصر دي؟