سيكولوجية المال هي دراسة العلاقة بين النفسية والسلوكيات الإنسانية والأموال والثروة. وهي تستند إلى الفرضية الأساسية التي تفيد بأن الأفراد يتعاملون مع الأموال بطرق مختلفة ويشعرون بمشاعر وانطباعات مختلفة حول الأموال والثروة.
تؤثر العوامل النفسية على كيفية تعامل الأفراد مع الأموال، فمثلاً، قد يتسبب الخوف من فقدان المال في إجراءات احترازية زائدة، بينما قد يدفع الطمع والرغبة في تحقيق المزيد من المال إلى المخاطرة بطرق خطيرة.
كما تؤثر الثروة والدخل على الرفاهية النفسية والسعادة، وقد تتغير انطباعات الأفراد حول الثروة والمال بناءً على تجاربهم الشخصية والثقافية والاجتماعية.
يدرس علم سيكولوجية المال العديد من المفاهيم المتعلقة بالأموال، مثل الادخار والاستثمار والتبرعات والديون، وكيف يؤثر كل منها على الصحة النفسية للأفراد.
كما يدرس أيضًا تأثير الظروف الاجتماعية والاقتصادية على تعامل الأفراد مع المال، وكيفية تأثير التغيرات في السياسات الاقتصادية والتجارية على سلوكياتهم ومشاعرهم تجاه المال.
تأثير المال على السعادة والرفاه النفسي.
كان هناك رجلان، رجل يدعى رونالد جيمس ريد عمل ميكانيكيا في محطة وقود لخمسة وعشرين عاما.
وسبعة عشر عاما بدوام جزئي كعامل تنظيف في أحد المتاجر، وقد كان دخله من كلا العملين متواضعا، وحتى تعليمه كان متواضعا .
الثاني ريتشارد فوسكون، يحمل درجة الماجيستير في إدارة الأعمال من جامعة هارفرد، كان مسؤول تنفيذيا في شركة كبيرة . تمتع بسيرة مهنية لامعة لدرجة أنه تقاعد في الأربعينيات من عمره في عام 2014.
((عاوز أوضح لحضراتكم ملحوظة , يمكن الموضوع يكون طويل شوية لكن كله قصص وعبر وهاتكتسب خبرات في أخره فا تابعو معانا للنهاية )).
سيكولوجية الإنفاق: كيف يؤثر الإنفاق على الصحة النفسية.
مات الأول، رونالد جيمس، عن عمر فاق التسعين عاما، أوصى ب 1.2 مليون دولار لمكتبة محلية و4.8 مليون دولار لمستشفى في المقاطعة التي عاش بها. كان هذا جزءا من الثروة التي تركها والمقدرة ب 8 ملايين دولار.
وقف الثاني فوسكون عام الفان وثمانية أمام قاضي الإفلاس وقال: ليس لدي دخل حاليا، في النهاية انهار كل شيء وأصبح مفلسا ومدانا.
كيف انتهى الأمر برجل في مهنة متواضعة بتعليم عادي بترك مبلغ كبير، وبرجل ذو تعليم مالي مرتفع وسيرة مهنية مميزة، إلى الإفلاس.
لم يربح رونالد جيمس ريد أي يناصيب ولم يرث أي مبلغ من المال طيلة حياته، ادخر رونالد كل ما أمكنه من المال واستثمره في شركات قائمة وترك ثروته تتراكم على مر السنين.
ريتشارد فوسكون اقترض مبالغ كبيرة من أجل توسيع منزل بأحد عشر حماما ومسبحين ومصعدين وسبعة مرائب.
بتكلفة صيانة تصل إلى تسعون ألف دولار شهريا. بعد أزمة ألفان وثمانية أفلس فوسكون بسبب ارتفاع الديون، والأصول غير السائلة.
هل يمكن أن نسمع قصصا مشابهة في مجالات أخرى؟ أظن أنه من المستحيل أن نسمع قصصا مشابهة في أي مجال آخر. فلا يمكن تخيل قصة تتحدث عن أن رونالد مثلا أجرى عملية زرع قلب وكان أبرع من جراح تخرج من هارفارد.
ولا أنه كان في الفيزياء النووية أفضل من هيديكي يوكاوا. لكن لماذا نسمع عن قصص مشابهة في مجال الاستثمار؟
معظم الأحيان يعلم المجال المالي كونه علما له قواعد وقوانين دقيقة، مثل الفيزياء، لكن مورغان هاوسن يجادل بأن هذا غير دقيق تماما.
فيمكن مثلا تفسير سبب انهيار جسر تفسيرا دقيقا لأن بناءه تم بعلم دقيق هو الهندسة المعمارية.
وبالتالي يمكن تفسير سبب انهياره كذلك، لكن لا يمكن تحديد سبب الانهيار الاقتصادي عام ألفين وثمانية بنفس وجه الدقة.
إذن النجاح المالي ليس علما صعبا ولا دقيقا، بل هو في الحقيقة مهارة ناعمة يتفوق فيها السلوك على المعرفة.
حيث يمكن لشخص عادي يعرف كيف يتصرف أن يكون ثروة بينما شخص عبقري في علم المال ولكنه يفقد السيطرة على سلوكه أن يكون كارثة مالية.
وهذا ما يفسر نجاح شخص ذو تعليم متواضع وسيرة مهنية بسيطة مثل رونالد ريد وفشل آخر صاحب تعليم راقي، وسيرة مهنية مبهرة مثل ريتشارد فوسكون.
تحليل العلاقة بين الثراء والسعادة: الحقائق والأساطير.
ما هي إذن هذه المهارة الناعمة؟ عام ألفان وثمانية عشر كتب الصحفي المالي في صحيفة وول ستريت جورنل مورغان هاوسن، تقريرا أورد فيه العيوب والأسباب الأهم للسلوك المؤثر على الناس عند تعاملهم مع المال.
أطلق على التقرير اسم سيكولوجية المال، وبعد عامين تعمق في الموضوع أكثر في كتاب بنفس الاسم، سيكولوجية المال أو علم نفس المال، وهو المهارة الناعمة.
يقول مورغان أن الهدف من هذا الكتاب هو توضيح أن المهارات الشخصية أو السلوك، أهم من الجانب الفني للمال، أي كيف تتصرف أكثر أهمية مما تعرفه.
هذا الكتاب يختلف تماما عن كل ما كتب تقريبا عن المال، حيث ينطلق من فكرة أن النجاح المالي ذو علاقة بسيطة بمدى ذكائك.
لكن علاقته وثيقة بكيفية تصرفك ، ودراسة المال من منظور علم النفس يعطينا فهما أعمق لأسباب الإخفاق وعوامل النجاح.
ومن وجهة نظره، فإن الاستثمار ليس اختبارا للذكاء بقدر ما هو اختبار للشخصية. الكتاب مقسم إلى عدة أفكار مستقلة يمكن قراءة كل منها قراءة مستقلة.
ستجد في مربع الوصف توقيت كل فكرة إن شئت الاستماع إليها مباشرة، أو الرجوع إليها لاحقا أخبرونا ما هي أهم فكرة أو أهم الأفكار التي تتفق معها.
سيكولوجية المال عام ألفين وستة، قام أولريك مالميندر وستيفان نايجل وهما اقتصاديان من المكتب الوطني الأمريكي للبحوث ببحث بهدف معرفة ماذا يفعل الناس بأموالهم.
نظريا، يجب على الناس اتخاذ قراراتهم الاستثمارية بناء على أهدافهم والخيارات المتاحة لهم، لكن الباحثان وجدا أن الواقع يختلف تماما،.
فالقرارات الاستثمارية تتخذ بناء أمور أخرى مثل تجاربهم في جيلهم خاصة تلك المبكرة في مراحل سن الرشد.
الأولى كل شخص من جيل مختلف وبيئة مختلفة لديه نظرة مختلفة للمال وكيف يجب ان يصرف أمواله، فاعتمادا على عصرنا، وأين نعيش، وبيئتنا التي نشأنا فيها. نختبر عالم المال بشكل مختلف، فالفرق بين شخص ولد عام ألف وتسعمائة وسبعون.
وآخر ولد عام الفين وواحد، أو شخص عاش في الخليج وآخر في إفريقيا، وشخص عاش في ظل نظام منفتح وآخر تحت حكم ديكتاتوري سيكون فرقا كبيرا تماما.
فالأشخاص تتنوع أجيالهم ونشأتهم والقيم التي نشأوا عليها، لقد ولدوا ويعيشون في ظل اقتصادات مختلفة.
ويتعاملون مع أسواق عمل مختلفة ، حيث تختلف عوامل الحظ والفرص والحوافز ، فنتعلم الدروس بطريقة مختلفة و ننظر إلى المال نظرة مختلفة تماما.
كل فرد له تجربته الفريدة في العالم، ما تجربه يقنعك أكثر مما تتعلمه من شخص آخر، لهذا فلكل منظوره المالي الخاص، شخص نشأ في الفقر يفكر بطرقة مالية لا يمكن لشخص نشأ في الثراء فهمها إن حاول.
فعندما تتشكل نظرة الناس إلى المال في عوالم مختلفة، فحتما ستتفاوت وجهة النظر المالية بينهم، ما يبدو منطقيا لك قد يبدو جنونيا لشخص آخر، وهذا الاختلاف موجود حتى بين الأشخاص المتشابهين كثيرا.
الأنانية والمال: كيف يمكن للثروة تغيير سلوك الأفراد.
حتى نفس الشخص قد يتخذ قرارا ماليا خاطئا ولكنه يكون منطقيًا بالنسبة له في ذلك الوقت.
لنعرف الآن كيف يلعب الحظ والمخاطرة دورًا في حياتك ونجاحك المالي.
سنة ألف وتسعمائة وثمانية وستون، بعد جهود مدرس رياضيات يدعى بيل دوغال، جلب إلى ثانوية ليكسايد بالقرب من سياتل جهاز كمبيوتر، وكان وجود كمبيوتر في مدرسة ثانوية أمرا استثنائيا.
فحتى في معظم كليات الدراسات العليا في الجامعات جهاز كمبيوتر، وحتى الموجود فيها لم يكن في مستوى الجهاز الذي جلب إلى الثانوية.
كان هناك فتى في الثالثة عشر من عمره ، شغوفا بهذا الجهاز، هو وصديق له، لم يكن الكمبيوتر جزءا من منهج الثانوية العام، لهذا تمكن الفتيان من العمل عليه في أوقات فراغهما.
في عطلات نهاية الأسبوع وبعد الدوام وحتى وقت متأخر من الليل، وسرعان ما أصبحا خبيري كمبيوتر.
في أحد الليالي أمام الجهاز، قال الفتى لصديقه، ماذا لو تمكنا يوما من امتلاك شركة كمبيوتر ، ربما كان هذا جزءا من حديث أطفال، أحلام يقظة ربما.
بعد سنوات قليلة، بالتحديد سنة ألف وتسعمائة وخمسة وسبعون أسس الفتيان تلك الشركة والآن تبلغ قيمتها أكثر من ترليون دولار أي ألف مليار دولار.
نعم صديقي الرائع كما خمنت تماما، هي شركة ميكروسوفت والفتى هو بيل غيتس، وصديقه هو بول ألن.
الشريك المؤسس للشركة يروي لنا الكاتب هذه القصة كمثال على الحظ الذي ساعد في نجاح بيل غيتس ، يقول:
صحيح هو شخص ذكي جدا ومثابر جدا وتحلى برؤية في مراهقته في مجال الكمبيوتر، لم يفهمها معظم المديرين التنفيذيين في المجال، لكن بدايته المبكرة ساعدته جدا في ذلك.
فلولا الكمبيوتر في ثانويته التي كان يدرس بها لما وجدت مايكروسفت. حتى بيل غيتس نفسه قال في كلمة أمام طلاب ثانوية ليكسايد نفسها، عام ألفين وخمسة.
لو لم تكن هناك مدرسة ليكسايد لا كان هناك وجود لمايكروسوفت. فلولا خبرته في المدرسة الثانوية، لما وجدت مايكروسوفت على الإطلاق كان غيتس فعلا محظوظا.
لقد كانت فرصة التحاقه بثانوية تمتلك جهاز كمبيوتر سنة ألف وتسعمائة وثمانية وستون واحدة في المليون.
كان كينت إيفانز زميل جيتس في الفصل وصديقًا مقربًا.
كان أيضًا أحد المحظوظين الذين عملوا جنبًا إلى جنب مع جيتس في معمل الكمبيوتر بالمدرسة.
لماذا إذا لم يذكر إسمه في القصة؟ لأنه لم يصبح شريكًا في مايكروسفت أبدًا، لأنه توفي في حادث تسلق قبل انتهاء المدرسة الثانوية.
كانت احتمالات حدوث هذه المأساة واحدة في المليون كذلك. تمتع كينت إيفانز بنفس قدرة ومهارة زميليه ، لكن انتهى المطاف به في الجانب الآخر من اللعبة.
يقول الكاتب إنها الاحتمالات نفسها لكنها في اتجاهين متعاكسين، الحظ والمخاطر شقيقان، وكلاهما يعكس حقيقة أن النتيجة لا تتوقف على الجهد الفردي.
وحده الحظ والمخاطر عاملان موجودان في أي نجاح المالي، وإن فكرت بهذا المنظور فستتغير نظرتك إلى أي نجاح وحتى إخفاق.
قبل سنوات، سُئل الاقتصادي روبرت شيلر الحائز على جائزة نوبل، . "ما الذي تود أن تعرفه عن الاستثمار ولا نعرفه الآن". قال.
"الدور الدقيق للحظ في النتائج الناجحة هل الفشل دائما ناجم عن أخطاء، أم هناك عناصر كالمخاطر تتجسد في سوء الحظ؟
لا يحتفي الإعلام بمستثمرين فعلوا كل شيء واتخذوا قرارات جيدة، لكنهم انتهوا إلى الجانب المؤسف بسبب مخاطر لم تكن في الحسبان.
ويحتفي بالمستثمرين الذين اتخذوا قرارات متهورة لكنهم كانوا محظوظين في النهاية، وجهين مختلفين لنفس العملة.
لذلك فالسعي إلى محاكاة قصص نجاح، دون التمييز بين الأفعال القابلة للتكرار المؤدية إلى النجاح.
التخطيط المالي والصحة النفسية: كيف تؤثر الأمور المالية على الصحة العقلية.
ودور الحظ والمخاطر أمر ليس بالحكيم ، فدراسة ومحاولة استنتاج الخطوات من خلال دراسة نجاح أو فشل رجل واحد بعينه، أمر خطير.
فكلما زادت درجة النجاح أو الفشل زادت نسبة الحظ والمخاطر في كل ذلك، محاولة محاكاة استثمار.
وارن بافيت مثلا أمر غير عملي لأنه حالة متطرفة أو استثنائية، وحسب الكاتب دور الحظ قد يكون كبيرا في حياته المهنية، ولا يمكن محاكاة نفس الحظ في حياة شخص آخر.
بدلا من ذلك يمكن الاستفادة من دراسة شريحة أوسع من الناس، لنجاحات تكون أكثر قابلية للتطبيق.
من الأمثلة المتطرفة نحن دائما ما نسأل عن استراتيجيات الاستثمار والعمل الناجحة، كيف تكون ثريا الخ، ونبحث عن دروس النجاح والإخفاق لفعل ما فعل الأول وتجنب ما فعل الثاني.
ونميل إلى افتراض أن مئة بالمئة من النتائج هي بفضل الجهد والقرار الصحيح، وننسى عاملي الحظ والمخاطر في كل ذلك الأمر الأهم هو إدراك دور الحظ في النجاح.
ودور الإخفاق في الفشل، بهذا سنغفر لأنفسنا عند أي إخفاق للبدأ من جديد فما هو جيد ليس جيدا كما يبدو وما هو سيئ لسي سيئا كما يبدو.
لنعرف الآن كيف تجعل المرمى ثابتا، ألا يتحرك كلما وصلت إليه.
ولد راجات غوبتا في الهند،كان فقيرا معدما ويتيم في مراهقته، لكنه حقق نجاحا باهرا وأصبح الرئيس التنفيذي لشركة ماكينزي.
وهي شركة استثمارات مرموقة، عندما تقاعد في ألفان وسبعة، كانت ثروته تبلغ مئة مليون دولار عام 2008.
أراد أن يستغل فرصة حصوله على معلومات داخلية حول صفقة استثمار وارن بافيت لخمسة مليارات دولار لمساعدة بنك غولدمان ساكس، قبل نشر هذه المعلومات للعامة.
اشترى مائة وخمسة وسبعون ألف سهم من البنك، للاستفادة من ارتفاع سعر السهم، حقق له هذا سبعة عشر مليون دولار، يبدو هذا سهلا ورائعا.أليس كذلك .
كان من السهل على هيئة الأوراق المالية والبورصات إدانته وإيداعه السجن. لأن تصرفه كان ببساطة غير شرعي.
بيرني مادوف، المدان بإدارة مخطط بونزي أو احتيال القرن كم يسمى، الذي استمر احتياله عشرون سنة ، يقال أنه سرق خلالها ما يقارب خمسين مليار دولار، كانت لديه شركة استثمار ناجحة وشرعية، حقق أحد جوانب عمله القانوني أرباحا تتراوح بين خمسة وعشرين إلى خمسين مليون دولار سنويًا.
قبل اتجاهه إلى الاحتيال لماذا يشعر شخص يمتلك مئات الملايين بهذه الحاجة الماسة إلى الحصول على مزيد من الأموال؟
قد يشعر الناس ربما ببعض التفهم لجرائم يرتكبها من يعيشون على حافة البقاء، لكن أمثال غوتا ومادوف امتلكوا كل شيء مادي، ثروة هائلة ونفوذ وهيبة وحرية وشهرة.
ومع ذلك رموا كل شيء لأنهم أرادوا المزيد، لم يكن لديهم شعور بالاكتفاء إن التوقعات ترتفع أكثر كلما حققت نتائج أفضل، و مع الوقت ستفقد الشعور بالرضا عن النتائج، و سيصبح السعي إلى التقدم بلا معنى و القرب أو تحقيق أي هدف بلا معنى كذلك.
و يصبح الأمر خطيرا عندما يتحول الأمر إلى جشع من أجل تحقيق المزيد، مزيد من المال، مزيد من الطموح، مزيد من القوة، ، من المكانة، من الشهرة، حتى يصبح طلبه المزيد أقوى من رضاه.
ليصبح كلما تقدم خطوة إلى المرمى ليسجل هدف، فسيحرك العارضة خطوتين، ليشعر أنه متأخر دائما.
و يسعى للتعويض عن ذلك بمزيد من المخاطرة غالبًا ما تتسبب المقارنة الاجتماعية في أن ينظر المستثمرون إلى من لديه أكثر منهم ويصبحون مقتنعين تمامًا بأنهم بحاجة إلى امتلاك المزيد.
فالقرارات المالية العاطفية تكون مدمرة عندما تبنى على مقدار الأموال التي يمتلكها الآخرون ، ومقارنة أموالك بأموال الآخرين تعتبر معركة خاسرة.
لأنه سيكون هناك دوما من هو أغنى منك والدرس الذي يمكن أن تتعلمه هو أنك لا يجب أن تخاطر بما لديك وما تحتاجه لما لا تملكه ولا تحتاجه.
إذا كان لدى شخص ما يكفي لتغطية حاجياته والكثير من متطلباته، عليه أن يتذكر هذه الأمور ليتجنب المخاطر غير الضرورية:
أوقف الهدف عن التحرك كلما اقتربت اليه ، لا ترفع توقعاتك كلما ارتفعت نتائجك تقبل أن لديك بالفعل ما يكفي و لا تقارن نفسك بالآخرين، سيكون هناك دائما شخص يكسب أكثر منك.
إذن تخلص من المقارنة الاجتماعية قول "كفى" هو إدراك أن الرغبة في المزيد ستدفعك إلى حد خسارة كل شيء، إن الشعور بأن لديك ما يكفي، حتى لو كان أقل من شخص آخر.
هو السبيل للفوز تذكر أن أمورا مثل السمعة والحرية والأسرة والأصدقاء والسعادة، أمور لا تستحق المخاطرة مهما كانت المكاسب الآن سنعرف القوة المركبة الخارق.
إدارة الديون والتوتر النفسي: كيف يمكن للديون أن تؤثر على الصحة النفسية.
العصر الجليدي فترة في تاريخ الأرض غطت فيها طبقات الثلج أقاليم كبيرة من الأرض ، تعددت النظريات التي تشرح العصر الجليدي أقربها إلى الدقة حسب الكاتب، هي نظرية ميلانكوفيتش.
باختصار تعزو هذه النظرية أن السبب الرئيسي للعصر الثلجي هو الصيف المائل إلى البرودة وليس الشتاء البارد.
حيث يبدأ العصر الجليدي عندما لا يكون الصيف دافئًا بدرجة كافية لإذابة ثلج الشتاء السابق.
و بالتالي الجليد المتبقي يسهل تراكم الثلوج في الشتاء الذي يليه ما يزيد من احتمالات بقاء طبقة ثلجية في الصيف اللاحق، ليجذب المزيد من تراكم الجليد في الشتاء الذي يليه.
و الثلج الدائم يعكس المزيد من أشعة الشمس ما يزيد من البرودة و هذا يعني تساقط المزيد من الثلج و هكذا دواليك.
وفي بضع مئات سنين-وهو زمن قصير جيولوجيا-ستنمو كتلة ثلجية موسمية لتتحول إلى صفيحة قارية جليدية.
العبرة هنا، هي أنك لست بحاجة إلى قوة هائلة لتحقيق نتائج استثنائية، فيمكن أن تؤدي بداية صغيرة إلى نتائج استثنائية بما يتحدى المنطق، لدرجة أنك لن تصدق أن البداية كانت بهذه البساطة.
لكن النمو المستمر يؤدي في النهاية إلى نتائج مذهلة يقدم الكاتب وارن بافت كمثال مالي لهذا.
أنا أسمعك عزيزي أنت تفكر ، الكاتب متناقض، فقبل قليل قلت إن محاولة محاكاة استثمار وارن بافيت مثلا أمر غير عملي لأنه حالة متطرفة أو استثنائية.
أنا فكرت في هذا أيضا عند قراءة الكتاب وعند تلخيصه، إليك وجهة نظري المتواضعة.
لا يمكن في الحقيقة محاكاة تجربة وارن بافت، لكن يمكن أخذ الدروس منها، والاستدلال بها مثلا في هذا الفصل.
حيث يريد الكاتب القول إن طول مدة الاستثمار مع العوائد الثابتة تصنع في النهاية قوة مركبة.
يعتقد الكثيرون أن ثروته ترجع بالكامل إلى معرفته الجيدة بالاستثمارات، لكنه استثمر لمدة خمسة وسبعون سنة، حيث بدأ في سن العاشرة، إذا كان قد بدأ الاستثمار في سن الثلاثين.
وتقاعد في سن الستين، بنفس العائد السنوي (أي 22% / سنويًا)، لكان قد جمع 11.9 مليون دولار فقط على مدار حياته. أو 0.1 بالمئة فقط من ثروته الحالية.
مفتاح الاستثمار الجيد ليس تحقيق أعلى العوائد؛ هو كسب عوائد جيدة و يمكن تكرارها على مدار أطول فترة زمنية.
الننظر الآن في الحالة المعاكسة وهي كسب عوائد كبيرة، لكن لا يمكن الحفاظ عليها، فالحصول على المال شيء والاحتفاظ به شيء آخر.
كان جيمس ليفرمور أعظم متداول أسهم في عصره، لقد أصبح أحد أغنى الرجال في العالم خلال أحد أسوء الشهور في البورصة، انهيار أكتوبر عام ألف وتسعمائة وتسعة وعشرون.
بعد هذا النجاح الهائل، وبعد أربعة أعوام خاطر أكثر وأكثر، كان واثقا من نفسه لدرجة الغرور، في النهاية فقد كل شيء في سوق الأسهم، أفلس ليفرمور، وكانت آخر أيامه مأساوية انتهت بالانتحار.
أغلب كتب المال تتحدث عن كيفية تحقيق الثراء ولكن القليل منها يتحدث عن كيفية البقاء ثريا.
فتحقيق الثراء والبقاء ثريا مهارتان مختلفتان، يقول الكاتب أن الأولى تتطلب المخاطرة وهي تعد جزءًا ضروريًا من كسب المال، لكن الثانية تتطلب التواضع وشيئا من الخوف. التواضع.
أي ألا تغتر بنجاحاتك السابقة والقبول بأن بعض ما قمت به على الأقل يُعزى إلى الحظ، ولا يمكن تكراره.
والخوف يقصد به الكاتب الخوف من زوال ما بنيته بالسرعة نفسها، وهذا يذكرك دائما بعدم الذهاب بعيدا في المخاطرة.
يقول الكاتب: إذا اختصرنا النجاح المالي لكلمة واحدة فسيكون البقاء.
أي القدرة على البقاء لمدة طويلة دون الانسحاب أو الاستسلام، واتخاذ عقلية البقاء في أي استراتيجية مالية.
واستثمارية أو تجارية مهم جدا لسببين عدم المخاطرة الشديدة التي قد تنتهي بخسارة فادحة.
المفاجأة والتي تمر على الجميع. وأهمية القوة المركبة كما قلنا سابقا، فهي لا تعمل إلا إذا منحت سنوات وسنوات لتنمو ، كشجرة البلوط مثلا، فبعد عام واحد من زراعتها لن تلاحظ أي تقدم يذكر في نموها.
لكن بعد عشرة أعوام سيكون الفرق هائلا، وبعد خمسين عاما سيكون الفارق استثنائيا. يتطلب النمو المالي الاستثنائي والحفاظ عليه النجاة من جميع التقلبات المفاجأة والتي تمر على الجميع.
لتطبيق عقلية البقاء ينصح الكاتب بثلاثة أمور حاول أن تجعل نفسك غير قابل للكسر ماليًا بدلاً من التركيز على العوائد الكبيرة، خاصة في أوقات الأزمات.
فقد تبدو بعض الفرص أن فيها عوائد كبيرة لكن المخاطرة كبيرة كذلك. كن مستعدًا وتوقع أن خططك لن تؤتي ثمارها بالطريقة التي يتصورها جدول البيانات.
يتيح لك توفير "هامش أمان" التمتع بالمرونة عندما تؤثر عشوائية الحياة أو السياسة أو الاقتصاد على النتيجة المرجوة.
تزيد هذه الاستراتيجية من فرصتك في النجاح كن متفائلا ومرتابا في الوقت نفسه، متفائلا بنجاحك على المدى الطويل.
ومرتابا بأن الطريق إلى ذلك النجاح مملوء بالمطبات والصعوبات و الأحداث غير المتوقعة...الخ.
الثراء والمسؤولية الاجتماعية: كيف يؤثر الثراء على مسؤوليات الأفراد في المجتمع.
و الأمر سيكون هكذا دائما، انت بحاجة إلى الارتياب على المدى القصير لإبقائك في اللعبة مدة كافية لاستغلال التفاؤل على المدى الطويل.
سر النجاح هو الذيول , الذيل مصطلح إحصائي وأحداث الذيل هي أحداث نادرة الحدوث في منتصف ثلاثينيات القرن الماضي كانت ديزني قد أنتجت أربعمئة فيلم كرتوني.
لم تحقق اية أرباح تقريبا، قبل أن تنتج عام 1938 الفيلم الكرتوني بياض الثلج والأقزام السبعة، حققت مبلغ ثمانية ملايين دولار، غير هذا حال الاستوديو وتمكن من سداد جميع ديونه.
هناك مجالات يجب على الشخص أن يكون فيها مثاليا طوال الوقت، مثل قيادة طائرة، و أخرى يجب أن يكون فيها جيدا طوال الوقت تقريبا، مثل طاهي بمطعم.
لكن ليس في الاستثمار و الأعمال يمكن أن يكون الانسان مخطئا نصف الوقت، ومازال يحقق نجاحا ماليا.
بفضل أحداث الذيل أمازون مثلا تعمل على كثير من المنتجات الفاشلة بل الكارثية أحيانا.
مثل هاتف فاير فون، وهي تخسر الكثير جراء ذلك ، لكنها ستعوضه بمنتجات مثل أمازون برايم وأمازون واب سرفيس.
وهما من أحداث الذيل للشركة، فليسا من المنتجات التي كانت تعتبر أساسية لأمازون عند طرحها ولكنها نجحت.
أي في مقابل كل أمازون برايم هناك الكثير من المنتجات التي فشلت، والناس في معظم الأحيان لا ترى سوى المنتج النهائي ولا ترى الخسائر المتكبدة التي أدت إلى نجاحه.
فأكثر الشركات نجاحا هي تلك التي تقوم بأكثر الاختبارات من أجل اخراج -حدث ذيل- منتج غير عادي.
في الاستثمار ممكن أن تكون مخطئا بشكل منتظم، لكن على صواب بشكل عام. المهم ليس ما يفعله المستثمر في أوقات التحكم، بل خلال الواحد بالمئة من الوقت.
في أوقات الجنون والأزمات، مثلا الطريقة التي تصرف بها مستثمر لأشهر معدودة بين نهاية 2008 وبداية 2009، خلال الأزمة المالية، أهم بكثير من مما فعله خلال سنوات بين 2000 و2008.
فنجاح المستثمر متوقفة على كيفية تصرفه في لحظات الرعب التي تتخلل مسيرته.
ما هو أكبر عائد يجلبه المال في رأيك؟ لنعرف ذلك يقول الكاتب أن رغبته كانت عندما كان في الكلية هي أن يصبح مصرفيا استثماريا ودافعه الوحيد كسبهم للكثير من المال.
كان متأكدا 100 بالمئة أنه سيكون أسعد بحصوله على هذا العمل التحق في سنته الأولى بتدريب صيفي في بنك استثماري.
خلال أول يوم له هناك تفاجأ لصعوبة العمل، فعمل المصرفيين يمتد ساعات طويلة حيث تعتبر العودة إلى البيت قبل منتصف الليل ترفا .
يقول إن الوظيفة كانت محفزة فكريا ومنحته شعورا بالأهمية لكنه كان عبدا لمطالب مديره كل ثانية ، وكانت هذه الوظيفة من أكثر التجارب بؤسا في حياته.
كانت مدة التدريب أربعة أشهر لكنه تحمل شهرا واحدا فحسب، كان أكثر بؤسا مع أنه عمل في عمل كان واثقا من أنه سيجعله أسعد بكثير . لماذا.
لأنه فقد التحكم في حياته وفي وقته. يقول إن أصعب ما في الامر هو أنه أحب العمل، وأراد العمل بجد.
لكن العمل حتى ولو كنت تحبه وفق جدول لا يمكن التحكم فيه، يمنح الشعور نفسه بالعمل في عمل تكرهه.
المال أو المكانة الاجتماعية أو الشهرة أو السلع المادية ليست هي ما يحقق السعادة في آخر الأمر.
في أمريكا مثلا تحسنت ظروفهم المادية بشكل كبير خلال 60 عاما ، لكن هناك القليل من الأدلة على أن مواطنيها أكثر سعادة اليوم مما كانوا عليه في خمسينيات القرن الماضي.
في استطلاع للرأي أجرته مؤسسة غالوب، أن 45 بالمئة يشعرون بالقلق مقارنة بالمتوسط العالمي 39 بالمئة، و55 بالمئة من الأمريكيين يشعرون بالكثير من التوتر مقارنة ب 35 بالمئة في بقية أنحاء العالم.
فالمال لا يمكن أن يمنح السعادة، ولكن أكبر عائد يقدمه لك المال هو التحكم بوقتك، لفعل ما تريد وقت ما تريد مع من تريد.
وهو يسمح لك بكسب المزيد من الوقت ويوفر المزيد من الاحتمالات.
فإن كان لك مبلغ معين من المال يكفيك للعيش مدة عام، فستكون عندك مرونة في مواجهة بعض تقلبات الحياة، كفقدان وظيفة مثلا أو مشكلة صحية عارضة تمنعك من العمل.
سنتكلم الآن عن أقل العائدات التي يجلبها المال لك كتب الكاتب رسالة بعد ولادة ولده قال فيها:
أنت لا تريد سيارة فاخرة ومنزل ضخم، بل تريد الاحترام والاعجاب من الآخرين، الذي تجلبه هذه الأشياء، لكنك لن تحقق ذلك.
خاصة من الأشخاص الذين تريدهم أن يحترموك ويعجبو بك تعلم الكاتب ذلك بعد عمله في خدمة ركن السيارات، كيف كان أصحاب السيارات الفخمة يحبون نظر الناس لهم.
لكنهم لم يدركوا أن أغلب الناس معجبون بالسيارة وليس بالسائق يميل الناس إلى الرغبة في تحقيق الثراء لإرسال إشارة كم هم محبوبون ورائعون.
لكن المفارقة أن الآخرين لا يرون ذلك، بل يفكرون في مدى اعجاب الناس بهم لو امتلكوا مثلها.
تأثير الفقر على الصحة النفسية: كيف يمكن للفقر أن يؤثر على الصحة العقلية للأفراد.
فهم يستخدمون ثروة هؤلاء معيارا ليكونوا مثار محبة واعجاب سيجلب لك هذا التواضع والتعاطف الصادقين احتراما أكبر مما تجلبه السيارة الفخمة. والمنزل الكبير الفخم.
الآن أخبرني هل تعرف ما هو الفرق بين الثروة والغنى؟
يمكن للإنسان أن يكون غنيا بدخل يوفر له شراء سيارة جميلة أو منزل كبير.
لكن الطريقة الوحيدة يقول الكاتب لتكون ثريا هي ألا تنفق كل المال الذي لديك هذه ليست الطريقة الوحيدة بل هذا هو تعريف الثروة .
يجب تحديد الفرق بين الغنى والثراء، الغنى يدل على الدخل الحالي، فرجل يملك سيارة بقيمة مئة ألف دولار هو شخص غني، وفي الحقيقة لن نجد صعوبة في معرفة الأغنياء فهم يجتهدون للتعريف بأنفسهم.
لكن الثروة مخفية، فهي دخل لم ينفق، وقيمتها في توفير الخيارات والمرونة لشراء أشياء أكثر مما يمكن للشخص شراؤه الآن.
الثروة هي أشياء مخفية، إنها كل ما لم ينفق، إنها السيارات الفاخرة والمنازل الكبيرة التي لم تشتر والجواهر.
والساعات التي لم ترتد بالتأكيد أن الأثرياء ينفقون أيضا الكثير من المال، لكن حتى في مثل هذه الحالة فما نراه هو غناهم وليس ثروتهم.
ثروتهم مخفية في الأصول والحسابات والاستثمارات الخ. نرى المنازل التي اشتروها وليس تلك التي كان بإمكانهم شراؤها.
العالم مملوء بناس يبدون عاديين لكنهم في الواقع أثرياء، وآخرون يبدون أغنياء لكنهم على حافة الإفلاس.
تذكر هذا عندما تحكم على نجاح الآخرين وعندما تضع أهدافك المستقبلية لكن إذا كانت الثروة ما لا ننفقه فما الفائدة منها على أي حال؟
كريم وعماد شقيقان ورثا نفس المبلغ من المال ولنقل مليون دولار، بدءا الاستثمار في نفس الوقت، كان عماد مستثمرا أفضل من كريم، فهو يكسب 25 بالمئة عوائد سنوية أي 250000 دولار وكريم يكسب 15بالمئة.
أي 150000 ألف دولار سنويا. لكن معدل إنفاق عماد أكبر لان نمط حياته يرتفع كلما ارتفعت عائداته، فهو ينفق سنويا 240000 دولار.
كريم من الجهة الثانية أكثر كفاءة في التعامل مع أمواله وينفق 100000 دولا سنويا، بعد 10 سنوات سيكون كريم قد رآكم مبلغ 500.000 دولار.
بينما عماد لم يجمع سوى 100.000 دولار مع انه مستثمر أفضل من كريم ونسببة عوائده السنوية أعلى.
إن بناء الثروة، يرتبط أكثر بمعدل مدخراتك منه بدخلك أو عائدات استثمارك، فقد يمكن بناء ثروة بدون دخل ضخم لكن لا يمكن بناؤها بدون الادخار.
لكن معظم الناس في سعيهم للثراء يركزون على زيادة دخلهم بدلا من محاولة كبح انفاقهم أولا ، وهذه مسألة نفسية أكثر منها مالية.
فبمجرد تلبية اساسياتك وبعض الكماليات أو الراحة، سيتم توجيه انفاقك من خلال غرورك، لتظهر للناس أنك تملك المال.
مدخراتك هي تلك الفجوة بين دخلك وغرورك، إذا استطعت كبح جماح رغباتك وكنت أقل قلقا فيما يعتقده فيك الآخرون، فستستطيع الادخار أكثر.
ويقول الكاتب إن إحدى أقوى الطرق لزيادة مدخراتك ليس بزيادة دخلك إنما برفع مستوى التواضع.
إذن فالقدرة على الادخار تحت سيطرتك تماما، على عكس زيادة دخلك التي لا يمكنك التحكم فيها غالبا.
و لا تنسى ما قلناه سابقا من أن التحكم في وقتك و خياراتك هو أكبر عائد يجلبه لك المال، و هذا أكثر العملات قيمة في العالم، و لهذا فكر في بداية الادخار الآن، و قبل ذلك ابدأ بتقليل نفقاتك اليوم.
هل يمكن تطبيق نفس خطط و استراتيجيات الماضي لوضع خطط مستقبلية؟
حدثت كارثة مفاعل فوكوشيما النووي في اليابان في مارس 2011 بسبب زلزال وتسونامي توهوكو، بني المفاعل لتحمل قوة كقوة أسوء زلزال تاريخي سابق، لكن المفاجأة كانت أن زلزال 2011 كان أسوء.
هذا ما يحدث في الاستثمار طوال الوقت، فغالبا ما يستخدم الاقتصاديون والمستثمرون التاريخ والبيانات الماضية كدليل للمستقبل، من الذكاء ان يتحلى الشخص بتقدير عميق للتاريخ الاقتصادي والاستثماري.
فهو يساعد على فهم مكامن بعض الأخطاء ومعايرة التوقعات، لكنه ليس خريطة للمستقبل بأي حال من الأحوال.
الغرابة المثيرة للاهتمام في تاريخ الاستثمار هي أنه كلما نظرت إلى الوراء، زادت احتمالية أن تنظر إلى عالم لم يعد ساريًا.
اليوم يشعر العديد من المستثمرين والاقتصاديين بالراحة في حقيقة أن توقعاتهم مدعومة بعقود، وحتى قرون،.من البيانات. تطور الاقتصاد وتحول من الصناعة إلى التكنولوجيا و المعلوماتية.
الإدمان على المال: كيف يمكن للإدمان على الأموال أن يؤثر على الصحة النفسية.
مما أدى إلى زيادة المنافسة بين الباحثين عن فرص، ففي الماضي كان الشخص مثلا لا ينافس إلا أهل مدينته، أما الآن فأنت تتنافس مع الملايين من كل البلدان.
لنأخذ كتاب الاستثمار الكلاسيكي: المستثمر الذكي، فالكثير من الأفكار التي جاءت فيه لم تعد صالحة لعالم اليوم، لان البيانات والظروف وحتى الاقتصاد تغير منذ 1949.
وحتى كاتبه غراهام قال في آخر حياته عام 1976 أنه لم يعد يؤمن بتقنيات اتقاء الأسهم الفردية التي أسسها قبل أربعين سنة لان العالم لم يعد نفسه.
هناك أمر آخر يجب مراعاته عند وضع الخطط المالية، لنعرف ماهو وهم نهاية التاريخ هو مصطلح في علم النفس ظهر سنة 2013، و هو وهم نفسي يعتقد فيه الأفراد من جميع الأعمار.
بأنهم شهدوا تطويرًا مهمًا في الذات وتغييرات في الأذواق حتى اللحظة الحالية، ولكنهم لن ينموا أو ينضجوا جوهريًا في المستقبل، أي سيبقون كما هم مستقبلا ، بالرغم من إدراك أن تصوراتهم قد تطورت.
يتنبأ الأفراد بأن تصوراتهم سوف تبقى نفسها تقريبًا في المستقبل. ولهذا يقوم الكثيرون بالتخطيط المالي طويل الأمد.
غير واعين أن أهدافهم ورغباتهم تتغير بمرور الوقت التخطيط المالي طويل الأجل يمكن أن يكون أصعب مما يبدو.
من الصعب اتخاذ قرارات دائمة طويلة الأجل عندما يكون تغيير وجهة نظرك مرجحا حول ما تريده في المستقبل.
إن قبول فكرة أن الأهداف المالية التي حددتها قبل عشر سنوات لم تعد تخصك لأنك شخص مختلف الآن، فيمكنك التخلي عنها واستبدالها.
يمكن أن تكون استراتيجية جيدة لتقليل الندم في المستقبل. بعد هذا عليك أن تحدد هويتك المالية الخاصة، يمكنك التحدث إلى الأصدقاء المطلعين أو قراءة الكتب من الخبراء الماليين لتطوير فهمك للاستثمار.
لكن لا تسعى إلى تقليد الآخرين تقليدا أعمى، فليس لديهم نفس الرؤية للعالم، ولا نفس الأهداف المالية ولا يلعبون نفس اللعبة.
ابدأ بسؤال نفسك عن اللعبة التي تلعبها وكيفية لعبها، وماهية أهدافك المالية.. الخ ، فعندما تكون مهمتك واضحة، ستكون أقل ميلا للتقليد.
يقول الكاتب أنه لا يعرف رغباتك ولا متى تريدها ولا السبب وراءها لذلك، لن يخبرك بما عليك فعله بأموالك.
لكنه يقدم لك بعض التوصيات المختصرة التي ستساعدك على اتخاذ قرارات مالية أفضل، القابلة للتنفيذ، وهي بمثابة خلاصة لكل ما قلناه.
ابذل قصارى جهدك لتكون متواضعا عندما تسير الأمور جيدا، ولتكن متسامحا ورحيما عندما تسوء الأمور قلل غرورك لتزيد من إمكانية تحقيق الثراء.
فالادخار هو الفجوة ببين غرورك ودخلك اتخذ قراراتك المالية بحيث تستطيع النوم مرتاحا ليلا.
الوقت هو أقوى قوة للاستثمار، لهذا زد أفقك الزمني كن متواضعا، لطيفا وعطوفا، ستكتسب احتراما واعجابا أكبر من شراء أشياء.
لإثارة الاعجاب ادخر فقط من أجل الادخار وليس من أجل شراء شيء أو قضاء عطلة ، فالادخار أفضل حماية لك ضد ما هو غير متوقع.
وقد يحدث في أسوء وقت ممكن امنح لنفسك هامش خطأ بين توقعاتك والواقع، فهذا سيمنحك القدرة للبقاء في اللعبة للاستفادة من القوة المركبة ستتغير وتتغير أهدافك.
فلا تأخذ قرارات متطرفة حتى لا تندم عليها حدد اللعبة التي تلعبها وتأكد من عدم تأثرك بأشخاص يلعبون لعبا مختلفة في الأخير يا أصدقائي، أرجو ألا أكون قد أطلت عليكم.
وأرجو أن يكون المال وسعيك الى الثراء وسيلة وليس غاية، وسيلة لإسعاد من حولك وفعل الخير ومساعدة الناس ورسم البسمة، وليس غاية في حد ذاته، للتكبر والبهرجة والظهور والظلم.