أخر الاخبار

حياة الليث بن سعد: إمام الفقهاء في المدينة المنورة

 الليث بن سعد هو إمام فقهاء المدينة المنورة في القرن الثاني الهجري، وهو أحد العلماء الكبار الذين شهدت لهم المدينة المنورة بالتفاني والعطاء في خدمة الإسلام والمسلمين. 

ولد الليث بن سعد في المدينة المنورة ونشأ في بيئة دينية تربى فيها على حب العلم والعمل به. وبفضل جهوده العلمية والتدريسية، استطاع الليث أن يكون إماماً في الفقه والحديث ويحظى باحترام وتقدير كبير من زملائه العلماء والطلاب.

قصة حياة الليث بن سعد

 ولذلك، يعتبر الليث بن سعد واحداً من أهم الشخصيات العلمية في تاريخ الإسلام وإرثه العلمي ما زال يلهم العلماء والباحثين حتى اليوم.

دراسة للمناهج الفقهية التي أسسها ونشرها الليث بن سعد.

بعد بناء مسجد عمرو، بالفسطاط منتصف القرن السابع الميلادي اصبح المدرسة الأولى التي تعلم بها المصريون الحديث والفقه التفسير بواسطة جيل من الصحابة جاؤوا لمصر مع الجيش الفاتح .

وحتى بعد بناء مدن أخرى مثل العسكر والقطائع والقاهرة ظلت الفسطاط هي مركز العلم ومقر العلماء، وقِبلة الطلاب اسمي طارق الشافعي وهذه قناتي وقال الراوي في صحن المسجد العتيق، جامع عمرو درس المسلمون الأوائل، المصريون القرآن والسنة والأحاديث .

وكان المعلم الأول هو الصحابي، عبد الله بن عمرو بن العاص عاش في الفسطاط، في دار عمرو الصغرى لم يكن مشغولا بالأحداث السياسية الجارية في هذا الوقت كان أبيه واليا على مصر، حسناً تم عزلة من منصبه وعاد إلى مكه لا توجد مشكلة.

 أنا سأظل بمصر عاد أبيه مرة أخرى إلى منصبه، حسناً ولكني لا اهتم كثيرا بهذا لم يكن يشغله إلا محاضراته اليومية في صحن جامع عمرو يتحدث إلى الطلبة عن الأحاديث التي سمعها وتعلمها من النبي صلى الله عليه وسلم وكبار الصحابة، الأكبر منه سناً.

يقول عنه ابن سعد في كاتبه، الطبقات الكبري انه موثوق به، من أفضل رواة الأحاديث أيضا تعلم اللغة القبطية كان يتحدث بها عندما يسأله أحد المصريين أيضا كان يجيد اللغة الآرامية والتي كان يتحدث بها مع كثير من أهل الشام القاطنين في مصر.

  • قد يهمك :

التغيير في العلاقات الاجتماعية والزواجية وظاهرة المساكنة

تفسير أفعال الخضر مع النبي موسى

 تولى منصب القاضي الأكبر في 40 هـ بأمر من معاوية بن أبي سفيان وكان من أوائل الذين دونوا سجلات خاصة للمواريث وسجلات أخرى للأملاك العقارية عندما كثرت المشاكل والنزاعات حول العقارات .

مات في 75 هـ تعلم منه حبيب بن سعيد الأزدي واكمل من بعده سجلات المواريث والعقارات التي بدأها عبد الله وأكمل دروسه في الفقه والتشريع وتعلم منه لاحقا واحد من أكبر فقهاء مصر الإمام الليث بن سعد في قرية قلقشندة حاليا تابعة لمدينة طوخ.

ولادة الإمام الليث بن سعد .

 في القليوبية ولد الأمام الليث بن سعد في 93 هـ لأسرة من أصول فارسية نزحت من أصفهان على مصر عبيدا لحساب خالد بن ثابت آل فهمي طبعا اعتقهم، وزالت ولايته عنهم ولكن ظلوا ينتسبوا إليه بعد ذلك أما الليث.

 فمنذ أن كان صغيرا سافر إلى الفسطاط، ليدرس في جامع عمرو تلميذا لكبار التابعين درس الفقه والتفسير وعلوم اللغة وعندما اصبح عمره 20 عاما سافر إلى الحجاز، ليتعلم في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم.

 في المدينة وهناك تعلم من الإمام مالك ثم سافر إلى الكوفة يتعلم من علماء العراق بعدها عاد إلى جامع عمرو، ليصير معلما يحاضر الطلبة بما تعلمه اشتهر بفتاويه القوية إلى أن اصبح أكبر فقهاء عصره.

 كان يستشره القضاة في كثير من القضايا والأمور الفقهية أيضا احترمه كثير من ولاة مصر احترموا أراءه، وكان مستشارهم الدائم.

دراسة لدور الليث بن سعد في تأسيس مدارس الفقه والحديث في المدينة المنورة.

 اشتهر الليث بن سعد برواية الحديث عن النبي، صلى الله عليه وسلم والذي تعلمه من بعض التابعين الذين قابلهم في الحجاز أو الكوفة أو الفسطاط يقول عنه ابن سعد في كتاب الطبقات الكبرى أن الليث قابل 50 تابعا و 150 من تابعين التابعين .

ويقول عنه الإمام احمد بن حنبل انه افضل من روى الحديث من المصريين يقول ابن حجر العسقلاني إن علم التابعين في مصر قد ذهب كله إلى الليث بن سعد أي انه أفضلهم .

جميعا أيضا يقولون عنه، انه عندما كان لا يعجبه أمر ما من حاكم أو قاضي أو مسئول لجمع الضرائب كان يرسل رسالة للخليفة مباشرة يحكي له ما حدث، ويشرح له وجه اعتراضه وكان الخليفة يرد بقرار بعزل الوالي أم المخطئ بوجه عام.

 وتعيين آخر بدلا منه تم تعيين الليث بن سعد قاضيا في عهد مروان بن محمد، آخر خلفاء الأمويين وبعد أن تولى العباسيون السلطة عينه الخليفة أبو جعفر المنصور قاضيا في الفسطاط اعتذر الإمام الليث واكتفى بالتدريس للطلاب في المسجد .

قصة أمام الفقهاء مع هارون الرشيد .

أيضا يحكون عن الخليفة هارون الرشيد انه، في لحظة غضب، قال لزوجته سوف أطلقك إن لم أكن من أهل الجنة وعندما ذهب الغضب جمع الفقهاء ليبحثوا له عن حل لهذه المشكلة ولم يجد أحدهم الحل المقنع أو المناسب .

وارسلوا يسألون الليث بن سعد يا مولاي، يرد الليث (ولِمَن خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جِنَّتَان) ألا تخاف مقام ربك؟ فلك جنتان يا مولاي، لا واحدة فقط واقتنع الخليفة هارون الرشيد وأمر بمنحه مكافأة كبيرة .

وكان الليث بن سعد من أهل السنة، الأثر الذين يعتمدون في آراءهم على الأحاديث الصحيحة وإجماع أئمة الصحابة وليس من أهل الرأي.

 مثل الإمام أبو حنيفة برغم ذلك اختلف مع كثير من الأئمة الآخرين مثل الإمام مالك، إمام المدينة وجدنا في كتب التراث، مجموعة رسائل منهما في إحداها.

يلومه الإمام مالك لفتوى قالها تخالف إجماع الأئمة ويطلب منه أن يراجع نفسه ويلتزم بمنهج أهل المدينة التي هاجر إليها النبي، صلى الله عليه وسلم فيها نزل معظم القرآن، وفيها ختم وفيها سمع الصحابة الأحاديث من النبي مباشرة ليس بينهم أحدا .

ولذلك يجب أن تلتزم منهجهم ويكون رأيك مثل آرائهم ويرد عليه الإمام الليث بن سعد ردا قويا يدافع فيه عن رأيه ويوضح وجهة نظره بأسلوب بليغ يقول، إن صح أمر عمل به صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم الذين شهدوا نزول القرآن وعاشوا بعد ذلك في الشام.

 والعراق ومصر في عهد أبي بكر أو عمر أو عثمان فهذا أيضا واجب وهذا يدل على سعة أفقه، مع علم كبير وقدرة على الإقناع الرسالتان نموذجا طيب لأدب الحوار بين الفقهاء.

تأثير مذهبه الفقهي على الفقهاء الآخرين في عصره وما بعده.

 مع الأسف اصبحنا نفتقده في وقتنا الحالي وكان مجلس الإمام الليث بن سعد في مسجد الفسطاط مقسما لأربع أقسام في القسم الأول، كان يجيب على أسئلة الوالي أو القاضي أو كبار القوم .

في القسم الثاني، كان لطلبة الحديث يجلس الطلاب حوله بشكل دائري محاضرة في الفقه والحديث القسم الثالث، كان لعامة الناس الذين يسألونه في أمورهم الدينية القسم الرابع كان لطلب المساعدات لمن يطلب منه مساعدات مادية .

كان الإمام الليث بن سعد من كبار الملاك كان يمتلك ضيعة قرب مدينة رشيد ينفق مصروفاته من دخلها السنوي كان 20 ألف دينار، طبقا لأقل التقديرات ومن كثرة نفقاته في الخير انه عمره ما وجبت عليه زكاة المال لأنه كان ينفق كل أمواله دائما وكانت نفقاته أعلى من أي مقدار الزكاة، بكثير.

وفاة الإمام الليث بن سعد .

 مات الإمام الليث بن سعد في 75 هـ كان عمره 78 عاما كانت جنازته كبيرة، حضرها كل أهل الفسطاط حزن عليه كل أهل مصر والكوفة والحجاز ودمشق امتدت صلاة الجنازة إلى خارج حدود المسجد .

دفن في المقابر الشرقية، شرق الفسطاط وكان قبره في البداية مثل المصطبة وبعد 450 عاما بنى عليه أحد التجار قبة كبيرة تحولت لاحقا إلى مسجد اهتم به سلاطين المماليك، قايتباي والغوري.

 مازال المسجد موجودا إلى الآن قال عنه الإمام الشافعي إن الإمام الليث كان افضل فقهاء زمانه ولكن أصحابه لم يعتنون به أي أن طلابه لم يدونون أفكاره في كتب تنتشر ويدرسها الناس كما فعل طلبة الأئمة الأربعة .

ولهذا ظل فكرهم مستمر إلى وقتنا الحالي في عصر التدوين والكتابة دخلت مصر أفكار الأئمة الأربعة اعتنق أهل الفسطاط والدلتا مذهب الشافعي اعتنق أهل الإسكندرية مذهب مالك وفي برقة وشمال أفريقيا.

 وبعض أهالي الصعيد وانتهى فكر الليث بن سعد لم يتبقى منه ألا ما كتبه عنه ابن سعد في كتاب الطبقات الكبرى والإمام الذهبي في كتاب سير أعلام النبلاء والإمام بن حجر العسقلاني في كتابه عن قصة حياة الليث .

وأغلبها سيرة حياته ومواقف وحكايات ليست فقها أو مذهب ديني يقول الشيخ مصطفى عبد الرازق، من الأزهر إن الليث بن سعد توجه بالحركة الفقهية إلى الناحية الخُلُقية والروحية لأن معظم أحاديثه عن موضوعات حسن السلوك وكمال الخُلُق. أكثر من التي تتحدث عن الحدود والمعاملات .




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-