يعتبر حب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لزوجته السيدة عائشة رضي الله عنها من الأمور التي تثير إعجاب واحترام المسلمين حول العالم. فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعامل السيدة عائشة بكل مودة ورحمة، وكانت تحظى بمكانة خاصة في قلبه وعقله.
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعتني بالسيدة عائشة ويسأل عنها وعن صحتها وراحتها بشكل دائم. وكان يعبر عن حبه الشديد لها بكلامه وأفعاله، فكان يقول عنها "أيم الدنيا" وكان يمزح معها بلفظ "حميراء" وهو لفظ اللطف والمدح في اللغة العربية.
ولذلك فإن حب الرسول محمد لها يعد مصدر إلهام للمسلمين حول العالم، ويدل على قيمة المرأة في الإسلام وأهميتها في نشر الدين وتعليم الناس.
السيدة عائشة في عيون الرسول محمد: قصة حبٍ وتقديرٍ.
قصة حقيقية تعتبر من احزن القصص في التاريخ وعجيبة في كل تفاصيلها.
حتى انها تمتلك افضل نهاية ممكن تتخيلها . بعدما تزوج الرسول عليه الصلاة والسلام عائشة بنت ابو بكر. كان واضح جدا على الرسول عليه الصلاة والسلام. الحب الشديد لعائشة.
بل كل الناس كانت تعرف مقدار حبه عليه الصلاة والسلام لعائشة. وما كان أبدًا يخجل باظهار حبه لها.
تعرفون حب عنتر وعبلة ومجنون ليلى وروميو وجوليت وقصص حب الف ليلة وليلى. كل قصص الحب هذي. والّتي يراها البعض انها ترمز للحب الاسطوري.
فكل هذي القصص لا تقارن ولا حتى واحد بالمئة. من الحب الّذي كان بين الرسول عليه الصلاة والسلام وبين عائشة. هذا الامر أغضب كثير من المنافقين. وكانوا متعجبين . كيف بحجرة صغيرة وضيقة.
يخرج منها كل هذا الحب. وصاروا ينتظروا أي فرصة ولو بسيطة. ليس فقط ليدمروا الاسلام. بل حتى يدمروا هذا الزواج الاسطوري والناجح. حتى جاءت الفرصة الذهبية بالنسبة لهم.
حب الرسول محمد للسيدة عائشة: الحقيقة خلف المزاعم الكاذبة والهجمات المسيئة.
وفي يوم خرج عليه الصلاة والسلام في سفر. ومن عادته إذا كان سياخذ واحدة من زوجاته يعمل بينهم قرعة والّتي تكون من نصيبها تسافر معه . نعم قد يختلف هذا النوع من السفر فوقعت القرعة هذي المرة على عائشة فخرجت معه .
عائشة في هذا الوقت كانت نحيفة و وزنها خفيف ستعلم المقصد في القصة وكعادتهم في السفر وبسبب الحر الشديد كانوا يمشون في الليل ويستريحون في النهار.
وفي طريق رجوعهم من السفر استراحوا في النهار وفي اخر النهار فنادى منادي بأن تجهزوا سنكمل طريق الرجوع وفي الوقت الذي كان كل واحد يتجهز للرجوع . ذهبت عائشة تقضي حاجتها بعيد مخيم.
وعندما رجعت وركبت الهودج الخاص بها. الهودج هو عبارة عن مقعد مغطى بقماش يكون فوق الجمل و يخصص في العادة للنساء أو للمرضى والعاجزين. وأيضا الاغنياء يستخدموه كثير.
- قد يهمك :
الأساليب النفسية والمعرفية للتعامل مع صعوبات الحياة
التغيير في العلاقات الاجتماعية والزواجية وظاهرة المساكنة
فعندما ركبت عائشة الهودج وهو ما زال في الارض لم يحمل بعد فوق الجمل. تفقدت رقبتها واذا عقدها انقطع وسقط منها.
وهذا العقد كان هدية من اختها اسماء. فرجعت بسرعة تبحث عنه. وفي الوقت الذي كانت تبحث فيه عن العقد. جاءوا الناس ورفعوا الهودج فوق الجمل. وتحركوا وظنوا أن عائشة داخله.
لانها كانت نحيفة. فلم يكن وزنها مؤثر عندهم كثير. فبعد ما وجدت العقد ورجعت وجدت انهم رحلوا. فجلست تنتظر في نفس المكان. حتى إذا تفقدوا الهودج ولم يجدوها.
سيعودون لنفس مكان التخييم الاخير. وهذا من ذكاء عائشة. لانها لو تحركت من مكانها. ستضيع وهم سيعودون ولن يجدوها و سيحتاروا في مكانها. هذا غير انهم يسيرون طوال الليل بدون توقف.
ولن ينتبهوا أنهم فقدوا احد إلا إذا طلع النهار. فجلست عائشة تنتظر حتى غلبها النوم فنامت. وانكشف غطاء وجهها. ولم تستيقظ إلا على صوت يقول ويكرر جملة. إنا لله وإنا إليه راجعون.
قصصٌ عن حب الرسول محمد للسيدة عائشة: الأحاديث النبوية والقصص الشعبية.
فقامت مفجوعة وغطت وجهها. فكان هذا هو صفوان ابن المعطل . كان الرسول عليه الصلاة والسلام يجعله يتأخر بفترة طويلة. من أجل في طريق عودته يتفقد مكانهم اذا فقدوا شيء أو احد. وقالوا انه كان ثقيل في النوم وهذا معروف عنه.
فلما رأى صفوان عائشة وكان يعرفها قبل الحجاب. وبدون لا يتكلم ولا يدور بينهم حوار أو كلمة واحدة. أجلس صفوان الجمل. فصعدت عائشة. و أدار ظهره لعائشة ورجعوا إلى المدينة.
واستمروا بالمشي حتى لحقوا بالجيش لانه توقف لإستراحة النهار.
وعندما وصلوا لمخيم الجيش هنا كانت الفرصة الذهبية للخبثاء المنافقين. قالوا إذاً واضحة لم ترجع مع صفوان لوحدهم إلا أنه فعل بها وفعل. وبدأوا يتناقلون هذا الكلام بينهم. من كلمة بسيطة إلى شائعة ضخمة بدأت تنتشر بين المسلمين.
وعائشة بشكل طبيعي رجعت للنبي وعادوا للبيت و إلى هذه اللحظة هي غافلة ولا تعرف أي شي عن هذا الاتهام الخطير. وبدأت الشائعة تكبر والكلام يكثر بين الناس.
بسبب المنافقين الذين استمروا في إشعال نار هذه الفتنة الفتنة. وفي نفس هذي الليلة مرضت عائشة بسبب البرد. فكان الرسول عليه الصلاة والسلام يزورها وعادته أن يتفقد جميع زوجاته في النهار ويطمئن عليهم .
في الليل ينام عند صاحبة الليلة. فكانت عائشة ترى زيارة الرسول لها مختلفة عن عادته. وكأنه يدخل يطمئن عليها ويخرج. ومن عادته لو مرضت عائشة كان يواسيها ويجلس بجوارها ويلاطفها بالكلام. لكن هذه المرة كان هنالك نوع من الجفاف.
رؤيةٌ شخصيةٌ وعاطفيةٌ لحياة الرسول وزوجته الحبيبة.
فقالت عائشة اكيد هنالك شيء. وهي إلى الآن المسكينة لا تعرف ولا شيء ولا تعرف الاتهام الخطير من وراها. وبعد خمسة عشر يوم من الحادثة. وما زالت عائشة لا تعرف شيء. جاءتها أم مسطح.
وهي بنت عم لعائشة. وفي ذاك الوقت لم يكن عندهم حمام او مرحاض. فخرجت عائشة مع أم مسطح ليقضوا حاجتهم بعيد عن المنزل في منطقة ترابية.
وهم راجعين تعثرت أم مسطح وسقطت في الارض فصارت تدعي وتقول تعس مسطح وكأنها تدعو على ولدها. عائشة استغربت جدا منها ومن فعلها.
كيف تدعين على ولدك? وهو من الصالحين وحارب في معركة بدر. وكأنها تقول لها حتى لو كان غير صالح. ما علاقة سقوطك بولدك? أم مسطح لم تستطع تتحمل الكلام الذي تخفيه في قلبها?
من كثر حزنها وخوفها على عائشة. فقالت لها القصة والشائعة كاملة. وكيف أن كثير من الناس تكلموا في عرضها بالزنا. ومسطح كان من الناس الذين تناقلوا الخبر. انصدمت عائشة من الخبر.
وعرفت السبب في تغير الرسول عليه الصلاة والسلام عليها. فكان هذا الخبر كالصاعق عليها من شدته . فزاد مرض عائشة اكثر واكثر وصارت ملازمة للفراش. فزارها الرسول عليه الصلاة والسلام كعادته. وسألها عن حالها و وضعها.
ولم يحدثها عن موضوع الحادثة ابدا. وهو يعرف ويرى نظرات السخرية والاستهزاء من المنافقين له. ويسمع كلام بين فترة والثانية عن الحادثة وعن زوجته الكريمة. وهو في وضع لا يعلم به إلا الله. ومن وقت الحادثة لم ينزل عليه الوحي.
بخصوص هذا الاتهام. فقالت عائشة تأذن لي أذهب عند اهلي في بيتهم? فقال لها نعم. فلما وصلت عائشة لبيت اهلها سألت امها. قالت يا امي ماذا يقولوا الناس عني?
فقالت لها وهي تعرف شرف عائشة وعفتها. يا إبنتي اهدئي ولا تحملي الهم. لا توجد إمرأة تعيش حياة سعيدة إلا ولها أعداء من النساء والرجال.
فقالت إذاً بالفعل الناس تحدثوا عني واتهموني بالفاحشة. فلم تتحمل عائشة هذا الأمر فأصبحت تبكي وتبكي.
حتى لم تهدأ لها عين من كثر البكاء. وهذا الشيء متوقع إمرأة عفيفة وشريفة وزوجة رسول الله. وأم للمؤمنين إتهموها بالزنا. يا كبرها عند الله ويا له من موقف صعب جدا على عائشة. فقعدت عند اهلها خمسة عشر يوم.
أبرز المواقف والأحاديث التي تدل على هذا الحب؟
والرسول عليه الصلاة والسلام ما زال يزورها ويسأل عنها ويتفقد احوالها. فمر الآن ثلاثين يوم منذُ وقعت الحادثة. والله لم يوحي للرسول باي شيء بخصوص الحادثة.
والكلام الآن كثر وصار في أعلى درجات الشك عند البعض. والمنافقين يعيشوا أفضل لحظات الانتصار المؤقتة المكذوبة.
فجاء الرسول عليه الصلاة والسلام لعائشة. وقال لها إن كنت بريئة فسيبرئك الله. و إن كنتِ فعلتي ذنب فاستغفري الله وتوبي إليه . والتوبة تمحو ما قبلها.
كأن عائشة تضايقت من كلامه وظنت انه يشك بها فنظرت لأبيها من أجل أن يجاوب عنها فقال والله ما أدري ما اقول فنظرت لامها من أجل أن تدافع عنها فقالت والله ياا بنتي ما أدري ما اقول مع أنهم يحبون إبنتهم إلا أن حب رسول الله عليه الصلاة والسلام أكبر فقالت عائشة.
لو قلت لكم أني فعلت هذا والله يعلم أني بريئة فسوف تصدقوني ولو قلت لكم أني بريئة والله يعلم أني بريئة فلن تصدقوني وإني والله لا أجد مثلًا إلا كما قال أبى يوسف فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون.
وما زالت عائشة تبكي حتى كاد البكاء أن يهلكها. لكن سؤال الرسول عليه الصلاة والسلام لها كان بسبب أنه رأى حزنها الكبير. وتعبها وهمها الواضح على جسمها ووجهها. فأراد أن يريح قلبها ويثبتها. وأيضاً أن يتثبت بخصوص هذا الأمر .
فهذا من حكمته. وفي النهاية هو لا يعلم الغيب. إن هو إلا وحي يوحى. بعد ما صار هذا الحوار. أنزل الله الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقال ابشري يا عائشة فقد برأك الله. فأنزل الله آيات عظيمة ينصر بها عائشة ويدمر كل من نطق بهذا الإتهام الخبيث. فأنزل الله براءتها من فوق سبع سماوات. قال تعالى .
إن الذين جاءؤا بالإفك عصبة منكم. لا تحسبوه شرًا لكم بل هو خير.
الله سماه إفك يعني كذب وبهتان و إتهام بالباطل. فالناس الذين جاؤوا بالكذب. لا تحسبوه شر. بل هو خير. والله توعدهم بعذاب أليم .
فقال والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم. وقال تعالى كتحذير واضح وصريح لكل من إتهم إمرأة بالفاحشة بالكذب والبهتان فقال
إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة .
وسبحان الله في نفس هذي الآيات . الله وضع قاعدة يتبعها المسلمون إلى الآن كأساس أو في قضايا الإتهام بالزنا. وهي أي شخص يتهم إنسان بالزنا.
فيجب عليه أن يأتي بأربعة شهداء شهدوا هذه الفاحشة ورأوها بنفسهم فيحكموا على هذا الإنسان بالفاحشة. ونعم قضايا الإتهام بالفاحشة بها تفاصيل كثيرة وأمور أخرى .
قبل أن يقول القضاء كلمته في هذه القضية. لكن أنظروا كيف سبحان الله بعدما ظن المسلمين أن هذا الأمر شر لهم. صار خير عظيم لهم.
والخير إلى هذا اليوم. فكل الناس علمت ببراءة عائشة. بآيات عظيمة في القرآن تتلى إلى يومنا هذا. والله هذا شرف عظيم لعائشة. المنافقين الآن صارت وجوههم سوداء ومخزية.
وكلها عار. والبعض من الذين إتهموها تراجع عن كلامه وتاب إلى الله. وأعلن ذلك أمام الناس.