تتحدث التكنولوجيا الحديثة عن الروبوت باعتباره واحداً من أكثر الاختراعات إثارةً للجدل والإثارة في عالم الهندسة الكهربائية والإلكترونية والبرمجة.
ومع تطور التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، أصبح الروبوت عنصرًا حيويًا في العديد من المجالات، من الأعمال الصناعية إلى الروبوتات الجراحية وحتى الروبوتات المنزلية.
الروبوتات: تاريخها وتطورها المستقبلي.
نحن نسمع ونرى الكثير من الأخبار عن إنسان اعتدى على الحيوانات أو النباتات أو حتى إنسان اعتدى على إنسان لكن هل فعلاً وصل الأمر للاعتداء على روبوت؟
في سنة 2019 لقد نشرت صحيفة نيويورك تايمز أخبار عن عدد من حوادث الاعتداء العنيف على روبوتات في بلدان مختلفة كانت معظم تلك الاعتداءات على الروبوتات التي صُنعت على هيئة بشر.
لقد تم قطع رأس روبوت على هيئة رجل متحرك في ولاية فيلادلفيا الأميركية وضُرب روبوت أمني حتى وقع على الأرض .
وفي ولاية سان فرانسيسكو غطت مجموعة من الشباب رأس روبوت أمني آخر بقطعة قماش وضربوه لكن السؤال المحيّر لماذا يهاجم الناس الروبوتات ؟؟
هل لأن الروبوتات لا تستطيع الدفاع عن نفسها وبالتالي يفرغ الإنسان رغبته في العنف مع الروبوتات بحرية أم أن البشر خائفون من أن الروبوتات ستأخذ وظائفهم.
ما هو الحل لهذه العلاقة الجدليّة بين الروبوتات و الوظائف؟؟
عندما نفكر في كلمة روبوت قد تأتي لأذهاننا صورة عن شيء من الخيال العلمي أو أحد أفلام هوليود الرائجة.
لقد تم إنشاء أقدم روبوت في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي Uبواسطة جورج سي ديفول وكان يدعى UNIMATE.
و ظهرت كلمة روبوت لأول مرة عام 1920 في مسرحية روسوم العالمية للرجال الآليين للكاتب التشيكي كارل تشابيك .
إن الحقيقة هي أن معظم الروبوتات في العالم الحقيقي عادة ما تكون مصمّمة لتنفيذ مهام محدّدة حيث تم استخدام الروبوتات في المصانع لكنها أصبحت مؤخراً أكثر شيوعاً في مجالات أخرى.
مثل مصانع الأدوية حيث تستخدم في التوزيع والفرز وتجميع الأدوات الخفيفة والتعبئة والتغليف و في مصانع السيارات تستخدم في الطلاء واللحام والتجميع ومناولة المواد.
وبالتالي تختصر الكثير من الوقت ولولا هذه الروبوتات لأصبحت تكلفة الأدوية والسيارات باهظة الثمن.
و تستخدم أيضاً في السيارات ذاتية القيادة و سيؤدي ذلك حتماً لتغيير عدد من الصناعات المختلفة قد يجد البشر أنفسهم خائفين من فقدان الوظائف و هو أمر طبيعي جداً.
سواء شعر البشر أن الروبوتات شيء جيد أو سيء سيحتاجون لإيجاد طريقة للتكيف معها سأوضح لكم أمر مهم.
أثر الروبوتات على سوق العمل والاقتصاد.
حسب موقع الإخباري فإن CNBC الاقتصاديون المتخصصون بهذا المجال يقولون أن الروبوتات يمكن أن تشغل أكثر من 20 مليون وظيفة تصنيع حول العالم بحلول عام 2030.
و حسب دراسة لجامعة أكسفورد يمكن أن يكون هناك 14 مليون روبوت يعمل في الصين وحدها في غضون 11 عامًا.
كما تعتبر كوريا الجنوبية الدولة الأولى عالميًا في تكنولوجيا الروبوت 631 روبوت لكل لكل 10 آلاف عامل بشري .
على الرغم من المخاوف حول مستقبل التوظيف لكن يجب التوضيح أنه لهذه الروبوتات حاجة اقتصادية شديدة حيث تنتج الروبوتات أعمالًا أكثر دقة وعالية الجودة.
ويمكنهم إنتاج كمية أكبر في فترة زمنية قصيرة, ثانياً يمكنهم العمل بسرعة ثابتة دون فترات راحة أو أيام عطلة أو إجازة.
تقوم الروبوتات بتنفيذ المهام الخطرة كبديل عن العمال البشريين تعتبر فترة انتشار وباء كورونا من أكثر الفترات التي تحولت بها الكثير من الشركات والمصانع إلى الروبوتات.
لكن هل سيؤثر استخدام الروبوتات على جميع الوظائف ؟
إذا كانت وظيفتك تتضمن الرد على الهاتف أو الجلوس وراء مكتب أو قيادة سيارة أو حمل صندوق فإنه يمكن لروبوت أن يحل مكانك.
و هذه ليست توقعات حيث أن شركة غوغل أطلقت سيارات أجرة ذاتية القيادة والصين تبني أول مصنع يعتمد على عمالة الروبوت بالكامل.
وحسب دراسة لمعهد أبحاث ماكينزي فإن هذه المهن تشكل %51 من الاقتصاد الأمريكي مندوبو المبيعات عبر الهاتف نسبة خسارتهم للوظيفة 99بالمئة .
وعمال الطباعة نسبة خسارتهم للوظيفة 98 بالمئة بالرغم من ذلك هناك وظائف لا يمكن للروبوتات أن تسيطر عليها.
تلك الوظائف التي تحتاج لمسات إبداعية وأفكار متجددة وتقديم الرعاية والعاطفة سأذكر لكم هذه الوظائف ونسبة إمكانية استخدام الروبوتات بها.
وظائف لن يقوم بها الروبوت.
أولاً مدراء الموارد البشرية نسبة استخدام الروبوت بها لا تتجاوز النصف بالمئة وذلك لأن هذه الوظيفة تحتاج مهارات إدراكية وذكاء عاطفي.
نضيف لهذه المهن وظائف أخرى تحتاج للعاطفة والرعاية التي لا يملكها الروبوت المدرّسون نسبة سيطرة الروبوت على هذه الوظيفة 0.8 بالمئة فقط.
والتمريض1بالمئة وطب الأسنان 2 بالمئة والصحفيون 8 بالمئة لذا ماذا سنفعل عند فقدان وظائفنا ؟؟
الجواب بسيط وهو أنه يجب علينا التأقلم كما فعل البشر سابقاً عندما دخلت حاصدة الحبوب واستغني عن عن آلاف العمال في عملية حصد المحاصيل .
حيث تحول هذا العامل من عمل يدوي لحصد الحبوب بإنتاجية ضعيفة جداً إلى سائق روبوت ضخم وهي الحاصدة وبذلك حصلت عملية التأقلم وزادت الإنتاجية أضعاف مضاعفة وقلت التكاليف.
لذلك يجب التعلم والبحث عن وظائف جديدة تتناسب مع متطلبات العصر ومن الضروري جداً تحديد الوظائف التي ستكون أكثر في حال أصبحت الروبوتات أكثر فعالية وانتشاراً في عالمنا.
مهندسو التصميم و البيانات و مشغلي الروبوتات و مهندسو البرمجة و مهندسي التحكم الآلي والحواسيب و خبراء الخوارزميات وهندسة الميكانيك .
إذاً لا حظنا أنه على الرغم من أن الروبوتات قد تؤدي لاختفاء بعض الوظائف لكنها أدت لظهور وظائف جديدة أيضاً.
فبحسب تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي للعام 2020 قد تأخذ الروبوتات حوالي 85 مليون وظيفة من البشر بحلول عام 2025.
لكن بالمقابل ستظهر 97 مليون وظيفة جديدة بسبب استخدام هذه الروبوتات إذاً نلاحظ أن خوف البشر مبالغ فيه وغير مبرر لأنه هناك أسباب تجعل الروبوت غير قادر على أخذ فرص العمل بشكل كامل.
فإن الروبوت لا يمكن أن يفسر لماذا اتخذ القرار كما أن الروبوتات قد تكون منحازة وتخفي تمييز عنصري أو على أساس الجنس مثلاً ترجمة غوغل .
إذا أردت ترجمة جملة هو ممرض هي طبيبة من الانجليزية إلى الهنغارية ثم أعدت ترجمتها للإنجليزية ستكون النتيجة هي ممرضة هو طبيب وهذا يعتبر نوع من الانحياز.
وتخصيص الوظيفة لجنس محدّد إذاً يجب أن نتوقف عن إلقاء اللوم على التكنولوجيا بأنها سبب في البطالة.
ونجد الحلول أحد أهم الحلول هو تجهيز الطريق لأبناء الجيل القادم ليتمكنوا من مواجهة سيطرة الروبوتات على الوظائف في المستقبل من خلال التعلم والاستمرار بذلك .
مع كل ما هو جديد وثانياً تجنب الاعتماد على مبدأ ما تعرفه أفضل مما قد تتعرّف عليه بالإضافة إلى دراسة مجالات العمل التي ذكرتها لكم سابقاً على أنها وظائف المستقبل .
أثر الروبوتات على سوق العمل والاقتصاد.
إن الروبوتات أصبحت جزء أساسي من اقتصاد الدول المتطورة وجسر للدول النامية لتطوير اقتصادها وهي ضرورة أساسية في عالم المنافسة الشديد.
أنها تمتلك إنتاجية كبيرة جداً في بعض القطاعات بحيث روبوت واحد قد يغني عن مئات العمال و في نفس الوقت أنواع من الروبوتات تعمل في خدمات معينة لا يحب أن يعمل فيها.
القلق الوحيد المتنامي الموضوعي من الروبوتات هو إمكانية حصول الروبوتات على قدرات الوعي الذاتي التي تعمل عليها بعض الشركات .
الآن بمعنى أن يستطيع الروبوت أن يتخذ قرار بشكل ذاتي ولذلك هذا الموضوع قد يستخدم بشكل لا أخلاقي في روبوتات الجيوش .
أو فقدان السيطرة على الروبوتات كما حصل في بعض أفلام هوليود وهذا ماحذر منه شخصيات عالمية وهذا ما سمعنا عنه مؤخراً.
من أن شركة غوغل وشركات أخرى تعمل على إعطاء الروبوت لكن روبوتات الصناعة والخدمات البسيطة هي ضرورة وليست خيار. وستكون جزء أساسي من حياتنا شئنا أم أبينا .
- المصادر:
الموقع الإخباري
https://www.cnbc.com/world/?region=world
جامعة إكسفورد
https://www.ox.ac.uk/
معهد أبحاث ماكينزي
https://www.mckinsey.com/middle-east/ar/overview