اللغة الكتالونية هي إحدى اللغات الرومانسية التي تُحكى في منطقة كتالونيا في شمال شرق إسبانيا، بالإضافة إلى بعض الأجزاء من فالنسيا وجزر البليار وبعض المناطق في فرنسا وإيطاليا.
تتميز هذه اللغة بأنها لغة رسمية في إقليم كتالونيا، وتُعد واحدة من اللغات الرسمية الرسمية في أندورا، وتُستخدم بشكل واسع في الإعلام والأدب والفن في مناطق مختلفة.
تتشابه اللغة الكتالونية إلى حد كبير مع اللغات الإسبانية والبرتغالية والفرنسية والإيطالية، وتحتوي على عدد من الأصوات والكلمات المشتركة مع تلك اللغات. وتتميز بالإيقاع النغمي الخاص بها ونبرتها المميزة.
وتعتبر اللغة الكتالونية مصدر فخر وهوية قوية لأهالي كتالونيا، إذ تمثل لغتهم وثقافتهم وتاريخهم المتعدد الأوجه.
وبالرغم من أنها لغة صغيرة الحجم إلا أنها تحمل في طياتها تاريخاً عريقاً، وتتميز بنظامها اللغوي وبالأدب الكتالوني الغني الذي يشتهر بالشعر والرواية والمسرح والنثر.
ما هي اللغة الكتالونية وما هي أصولها؟
دعونا اليوم نتحدّث عن سبعة حقائق مدهشة عن واحدة من أجمل اللغات الرومانسية لغة سلفادور دالي وأنطوني غاودي, وهي اللغة الكتالونية.
1.اللغة الكتالونية مستخدمة خارج إسبانيا.
اللغة الكتالونية هي اللغة الرسمية في مقاطعة كتالونيا وفالنسيا وجزر البليار balearic islands. Visca el Barça y Visca Catalunya عبارات مألوفة للجميع!
طبعاً إلى جانب اللغة الإسبانية والتي تعتبر اللغة الرسمية في إسبانيا. لكنّها متحدّثة أيضاً خارج الحدود الإسبانية في قسم من جنوب فرنسا, ومنطقة ألغيرو Alghero التابعة لإيطاليا.
والمثير للاهتمام أنّها اللغة الرسمية الوحيدة في أندورا, هي إمارة صغيرة تقع بين إسبانيا وفرنسا وتعتبر سادس أصغر دولة مستقلّة في أوروبا.
تعرف على لغة المنطقة الشمالية الشرقية في إسبانيا.
أمّا بعيداً عن الحدود, يوجد أكثر من 300 ألف شخص من حول العالم يتحدّث اللغة, وحوالي 132 جامعة من دول مختلفة من حول العالم تدرّس اللغة الكتالونية. نجد منها اليابان والهند والولايات المتحدة وكندا وغيرها.
2.اللغة الكتالونية هي لغة الصمود.
نشرت صحيفة الغارديان الشهيرة منذ سبعة سنوات تقريباً. مقالة تحت عنوان " Catalan: a language that has survived against the odds"
مشيرة إلى صمود اللغة الكتالونية وبقائها رغم الصعوبات التي اعترضتها على مرّ الزمن. وفي الحقيقة إن عدنا بالتاريخ للخلف, نرى أنّ العديد من القوانين حدّت من استخدام هذه اللغة في عدّة مجالات.
وخاصّة خلال فترة حُكم الدكتاتور فرانكو لإسبانيا في القرن العشرين. حيث كان استخدام هذه اللغة في الأماكن العامّة يعتبر مخالفاً للقانون! حتّى أنّ ممارستَها قد تقود للسجن!
واستمرّ ذلك حتّى عام 1975 تقريباً, عندما تم الاعتراف باللغة بشكل رسمي مع اللغة الإسبانية في الأقاليم التي ذكرناها مسبقاً.
ورغم ذلك, نجد أنّه في أيامنا الحالية يوجد ما يقارب ال10 مليون شخص يتحدّث اللغة الكتالونية بطلاقة (معظمهم يتحدّث لغة ثانية مثل الإسبانية أو الفرنسية)
والمثير للاهتمام أنّ أعدادَهم أكبر من المتحدّثين باللغة النرويجية مثلاً أو الفنلندية أو حتّى يقارب عدد المتحدّثين باللغة السويدية.
3.اللغة الكتالونية هي اللغة الغير رسمية الأكثر تحدّثاً في أوروبا.
صحيح أنّها لغة رسمية في إقليم كتالونيا, ولكن لا ننسى أنّ هذا الإقليم تابع لإسبانيا واللغة الرسمية في البلاد هي الإسبانية. بالتالي تبقى اللغة الكتالونيا هي لغة غير رسمية في إسبانيا.
وأعتقد أنّ مُعظمُنا يعلم مسبقاً بالسعي الدائم لهذا الإقليم بالاستقلال عن إسبانيا وجعل اللغة الكتالونية هي لغة رسمية لدولة مستقلة.
وطبعاً من الأسباب الأخرى لطلب الاستقلال أنّ الاقتصاد المحلّي لإقليم كتالونيا يعتبر الأقوى في إسبانيا
مع إجمالي ناتج محلّي سنوي مرتفع جدّاً, يعادل الناتج المحلّي للبرتغال أو اليونان مثلاً
ولهذا السبب نرى أنّ التدريس في المؤسسات التعليمية الحكومية لا يقتصر على اللغة الإسبانية بل يتم باللغة الكتالونية بالنسبة لمعظم المناطق.
وأيضا أصبح القانون الكتالوني يشترط على العاملين في مجال التدريس أو الصحة أو القطّاع العام, أن يستخدموا اللغة الكتالونية مع الإسبانية.
4.اللغة الكتالونية هي لغة الفن والعمارة.
من أبرز الأمثلة لدينا الرسام والفنان التشكيلي سلفادور دالي واحد من أبرز فناني القرن العشرين. ولد في مدينة فيغيريس في إقليم كاتالونيا في العام 1904.
أعتقد أنّه في أيامنا الحالية قليلون هم الذين لا يعرفون دالي, فبعيداً عن كونه فنّان تاريخي شهير.
ربما الأقنعة المستخدمة في المسلسل الإسباني الشهير "La Casa de papel" جعلت منه شخصاً مألوفاً لدى الجميع.
ولن ننسى طبعاً المهندس المعماري الغنّي عن التعريف أنطوني غاودي والذي ولد في مدينة رويس في منطقة كتالونيا عام 1852. فمن منّا لم يسمع من قبل بكنيسة ساغرادا فاميليا في مدينة برشلونة؟
حقّاً إن لم تكن مألوفة لك, فأنصحك بالتعرّف لاحقاً على المكان الذي يقصدُه أكثر من 20عشرين مليون سائح سنويّاً!
في الحقيقة أعمال غاودي لا تقتصر على الكنسية وحسب, بل يقال أنّه حوّل مدينة برشلونة إلى عاصمة الإلهام المعماري.
5.اللغة الكتالونية تحتل المرتبة 19 بعدد المقالات المكتوبة في موسوعة ويكيبيديا Wikipedia.
ربما للوهلة الأولى تبدو معلومة غير مهمّة, لكن دعني أخبرك أنّ لغة غنيّة كلغتنا العربية تحتل المرتبة 15 في موسوعة ويكيبيديا. لذلك برأيي بالنسبة للغة أقليّات كاللغة الكتالونية مع هذا التواجد الكبير هو شيء مثير للاهتمام حقّاً.
6.اللغة الكتالونية تشمل عدّة لهجات أو لغات متفرّعة منها.
صحيح أنّ اللغة الكتالونية مستخدمَة في عدّة مناطق, ولكن تسميتها تختلف من منطقة لأخرى فمثلاً إن قمت بزيارة مدينة فالنسيا الإسبانية, تجد أنّهم يطلقون على لغتهم اللغة الفالنسيانيةValenciano.
مع أنّها تابعة للغة الكتالونية, وربما تختلف عنها بطريقة اللفظ وببعض المصطلحات. والأمر ذاتُه بالنسبة لبقيّة المناطق, ففي جزر البليار مثلاً تدعى لغة الباليريك Balearic, في القسم الكتالوني تدعى Central Catalan.
وفي القسم الفرنسي تدعى Northwestern Catalan وهكذا.
7.اللغة الكتالونية هي لغة رومانسية.
اللغة الكتالونية هي سادس أكثر لغة مستخدمة من اللغات الرومنسية
حيث تحتل المراتب الأعلى بالترتيب, الإسبانية, البرتغالية, الفرنسية, الإيطالية والرومانية.
وفقط للعلم, أكثر من 42% من سكّان أوروبا (أي ما يزيد عن 200 مليون شخص) يتحدّثون هذه اللغات.
وأنت, إن كنت تعلم أي شيء لم يذكر عن اللغة الكتالونية لا تنسى إخبارنا عنه في التعليقات.