الشيخ الشعراوي , السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم إخواني وأحبابي في الله.
أحكي لكم قصة حصرية عن الشيخ الشعراوي رحمه الله تعالى الحقيقة أن أهمية هذه القصة في أنها تلقي الضوء على جانب مهم للغاية في حياة هذا الرجل الصالح.
إيه السر اللي مخلي الناس يحبو الشيخ الشعراوي !!
والشيخ الصالح رحمه الله تعالى لأن من الأشياء الجديرة بالتأمل والجديرة بالانتباه والتي في الحقيقة تشغلني أنا شخصيا وأفكر فيها كثيرا وهي.
ما هو السر في أن الشيخ الشعراوي رحمه الله وغفر الله له كل هذه المحبة في قلوب الناس ما هو السر في أن وضِع لهذا الرجل الصالح القبول في الأرض.
بحيث أنك إذا مشيت في شوارع مصر من الأسكندرية إلى أسوان ستجد أن صور الشيخ موجودة في كل مكان تقريبا.
ما هو سبب محبة الناس للشعراوي .
موضوعه على السيارات موضوعه على واجهات المحلات موجودة في البيوت.
الناس يحبون هذا الرجل فعلا محبة جارفة بالرغم من أن الشيخ رحمه
الله توفي منذ أكثر من خمسة وعشرين سنة.
وما زال هو الشيخ الأشهر في مصر على الإطلاق هو
رقم واحد فعلا، لا يوجد أحد ينافسه في المحبة والشهرة ومكانته في قلوب الناس.
كل الناس رجال ونساء كبار وصغار متعلمين وأميين
الجميع هذا الرجل له محبة غريبة جدا في قلوب الناس في مصر.
الغريب
هو أنك إذا سألت نفسك تقول أن الشيخ الشعراوي رقم واحد ولكن من رقم اثنان بعد
الشيخ الشعراوي؟
تفكر كثيرا جدا من يمكن أن يكون بعد الشيخ
الشعراوي في الشهرة والمحبة الكبيرة جدا عند الناس.
فإذا سألت ما الذي جعل الناس يحبونه هذا الرجل رحمه الله هذه المحبة الجارفة؟
ممكن بعض الناس يقولون أنه كان يظهر في التلفزيون
ولكن هناك شيوخ كثيرون جدا جدا يظهرون في التلفزيون.
بل هناك شيوخ الآن عندهم قنوات يملكونها هناك
شيوخ الآن عندهم قنوات ملك الشيخ يظهر فيها ليلا ونهارا.
ويفعل فيها ما يريد ومع ذلك لم يصل أحد إلى منزلة أو مرتبة الشيخ رحمه الله .
إذا فالموضوع فيه سر بين هذا الرجل الصالح رحمه
الله وبين رب العالمين جل جلاله الذي وضع له القبول في الأرض.
القصة
التي سأحكيها لكم اليوم من الممكن أن تضع أيدينا على سبب من أسباب هذه الحالة
الغريبة والفريدة.
بداية قصتي مع الشيخ الشعراوي .
هذه
القصة أنا أقول أنها قصة حصرية لأنني أتصور أنه لا يوجد أحد من حضراتكم سمعها قبل
ذلك أبدا، ولكن ما هو السبب؟
هل لأنني كنت مقربا من الشيخ رحمه الله وأطلعت
على ما لم يطلع عليه غيري؟ الإجابة:
أبدا
ولكن لأن الشخص الذي حكي لي هذه القصة هو الشخص الذي حصلت القصة بينه وبين الشيخ
مباشرة.
والرجل
صاحب هذه القصة شخص بسيط جدا يعني ليس شخصا مشهورا فيكون عنده فرصة أن يحكي هذه
القصة للناس فيعرفها الناس ولكن هو حكى لي هذه القصة بقدر ربنا جل جلاله.
هذه
القصة حصلت بينه وبين الشيح هذا الرجل سائق تاكسي عجوز كبير في السن ورجل طيب
وجميل من آبائنا الطيبين.
محبة الناس للشعراوي إمام الدعاة.
حكى لي القصة قال لي أنه لما حب يتزوج في شبابه
من فترة زمنية كبيرة جدا طبعا هو كان لا زال في بداية حياته ويعمل سائق تاكسي أيضا
وظروفه يعني بسيطة جدا.
وكمان
والده متوفي وليس له أحد لا عم ولا أحد يساعده فكان يكافح بشدة حتى يبني بيت
ويتزوج ويكون له أسره.
ذهب إلى شخص من جيرانه وتقدم ليتزوج ابنته، الرجل حماه كان رجلا طيبا قبله واتفقوا على تجهيزات الزواج.
- قد يهمك :
تفسير أفعال الخضر مع النبي موسى
وفعلا اتفقوا وهذا
الشاب استطاع أن يجهز الأشياء المطلوبة منه ولكن طبعا مع تعب شديد جدا، وتداين.
وأصبحت حالته صعبه للغاية المهم الأشياء كلها
جهزت، وذهب إلى حماه واتفقوا على موعد الفرح اتفقوا أن الفرح يكون يوم الخميس
القادم.
وكان من الأِشياء المعتادة في مصر يمكن لحد فترة قريبة أن كثير من الناس يفضل أن يكون عقد القرآن الذي نسميه في مصر كتب الكتاب .
الذي هو الإجراءات الرسمية الذي هو توثيق إجراءات الزواج والشهود وهذه الأِشياء.
كان دائما الناس يفضلون أن يفعلوا هذه الأمور قبل الفرح بيوم يعني يذهبوا إلى المأذون.
أو يأتيهم المأذون يعملوا الإجراءات
الرسمية يوم الأربعاء، ويكون الفرح يوم الخميس.
اتفقوا على ذلك أن يوم الأربعاء كتب الكتاب ويوم الخميس الدخله ذهب العريس يوم الفرح ومعه أهله.
والناس عمالين يزغرتوا وفرحانين والكلام دا دخل العريس بيسلم على حماه،
فحماه قال له:
أين المأذون يا بني؟ فطبعا تفاجأ. فقال له: المفروض أنك أنت تكلم المأذون؟ قال:
لا يا
بني، المفروض أنك انت اللي كنت تكلم المأذون اكتشفوا أنهم لم يتفقوا أصلا مع مأذون
فكان موقفا محرجا جدا وصعبا جدا.
طبعا العريس اتخض جدا، ولم يعرف كيف يتصرف حماه رجل طيب، قال له:
يا بني لا تقلق، خذ السيارة واذهب إلى مسجد السيدة نفيسة كانوا
قريبين من مسجد السيدة نفيسه.
مسجد السيدة نفيسة هو أحد المساجد المشهورة جدا في القاهرة.
قال له اذهب إلى المسجد، واسأل هناك عن أي مأذون
من المؤكد أنك ستجد مأذونأ احضره معك، وإن شاء الله الأمور تمر بخير.
طبعا
هذا الشاب أخذ السيارة وأسرع إلى مسجد السيدة نفيسه وبدأ يسأل عن مأذون، فأحد
الناس أشار له إلى بيت أمام المسجد وقال له اطلع واسأل عند الشيخ.
طبعا هو تصور أن هذا البيت فيه مأذون فطلع الشاب
وطرق الباب ففتح له شخص ما، قال له: هل الشيخ موجود؟
قال
له: تفضل يقول لي: يا شيخ دخلت، وإذا بي أجد الشيخ الشعراوي رحمه الله جالس على
الكنبة في الصالة أمامي وجها لوجه.
طبعا الرجل اتخض أنت متخيل الشيخ الشعراي بنفسه
في هذه الوقت كان شهرته كبيرة للغاية، إذا كان حتى الآن شهرته كبيرة للغاية فما
بالك بهذا الوقت كيف كانت شهرته؟
قال لي: والله عندما رأيت الشيخ نسيت كل شيء
نسيت أنني عريس، ونسيت الفرح، ونسيت كل شيء طبعا جري على الشيخ يقبل رأسه ويقبل
يده.
فالشيخ
معتاد أن الناس تأتي لتسأله عن فتوى فقهية مثلا فالشيخ رحب به، ثم قال له خير يا
بني ماذا تريد؟ هنا افتكر الفرح، فقال له:
يا شيخ أنا موضوع في ورطة والوضع كذا وكذا
والناس أشاروا لي على البيت أنا تصورت أن هذا البيت فيه مأذون.
قال
لي فلما قلت للشيخ هذا الكلام، أسند الشيخ ظهره على الوسادة وضحك وقال له يعني أنت
جئت إليّ من أجل أن (أكتب لك كتابك؟).
قال له: لا يا شيخ لا أقصد ولكن الناس أشاروا لي على البيت، فأنا تصورت أن هنا يوجد مأذون فقال الشيخ له:
طيب ما رأيك أنه لن يقوم
بإجراءات زواجك أحد غيري أنا.
فطبعا الشاب لم يصدق قال له: يعني فضيلتك يا شيخ
ستقوم بنفسك بإتمام إجراءات الزواج؟ قال: نعم.
اذهب
فورا وأتي بعروستك، وحماك، والشهود وتعالى وأنا الذي سأقوم بإجراءات الزواج طبعا
الشاب لم يصدق نفسه.
نزل الشاب مسرعا وذهب إلى حماه، وقال له: أن
الشيخ الشعراوي هو الذي سيقوم بإجراءات الزواج.
فقال له حماه يا ابني هل انت شارب شيء! كيف
سيقوم الشيخ الشعراوي (بكتب الكتاب)؟ فقال له:
والله يا عمي أنا لا أكذب عليكم المهم ذهبوا
معه، طبعا كان الشيخ رحمه الله طلب من ابنه قال له اتصل بفلان لكي يأتي بدفتر
توثيق الزواج عندما وصل.
وجد فعلا الرجل الذي يوثق إجراءات الزواج موجود، والأوراق جاهزة فاستقبلهم الشيخ رحمه الله.
وقام بعقد القران لهذا الشاب بنفسه
يعني يلقنه صيغة الإشهار: زوجني موكلتك، قبلت زواجها، ومثل هذا الكلام الجميل.
المهم بعد أن تم توثيق الزواج وبدأ الناس في الإنصراف فالشاب ذهب إلى الشيخ، وقال له:
يا
مولانا أنا لا أعرف كيف أشكرك ولكن أنا معي مبلغ من المال كنت جهزته للمأذون وأنا
ليس معي غيره.
وأخرج من جيبه مبلغ من المال على اعتبار أن التوثيق بيكون هناك مبلغ يدفع كأجرة للمأذون.
وأيضا رسوم التوثيق الحكومية بيكون
هناك مبلغ يعني ليس بالقليل.
كرامات الشيخ الشعراوي .
فهذا الشاب أخرج المبلغ الذي معه وقدمه لل.شيخ فقال لي:
عندما رأى الشيخ الأموال ضحك جدا وقال له طيب انتظر، ونادى على ابنه وقال
له: هات الشنطة فذهب ابنه وجاء بشنطة.
وقدمها للشيخ فقام الشيخ بفتح الشنطة قال الرحل: والله وضع يده في الشنطة وأخرج (قبصة فلوس) .
قبصة فلوس بالتعبير المصري، يعني رزمة
فلوس، أو كم كبير من الأموال.
وقال
لي خذ هذه هي النقطة بتاعتك فقال له يعني كمان يا شيخ ستعطيني أموال بالرغم أنني
من المفروض أن أدفع.
فقال
له خذ هذه الأموال واشتري بها أي شيء ناقص في بيتك أنا مثل والدك فقال لي والله
عندما قال لي ذلك لم أتمالك نفسي وجلست أبكي بكاء شديدا.
تأثرا
بموقف الشيخ رحمه الله الشيء الجميل في هذه القصة أن ابن الشيخ جلس يهدئه وقال له.
هل تعرف أن الشيخ تلقي دعوة من الشيخ زايد رئيس الأمارات.
حتى يعقد قران شخص ما في الأسرة الحاكمة في الإمارات والشيخ اعتذر فقال
له يعني الشيخ اعتذر، وعقد لك أنت قرانك.
يعني انظر إلى تواضع الشيخ رحمه الله وغفر له وأنه جبر خاطر هذا الشاب جبر.
خاطره عندما
دخل عليه والشاب في ورطة ولا يعرف كيف يتصرف وليس له أحد.
لا اب ولا عم ولا حد يقف بجانبه فالشيخ شعر
باحتياج هذا الشاب، وشعر كم يحتاج هذا الشاب لأحد يمد له يد المساعدة.
فالشيخ رحمه الله لم يترك هذا الشاب ينزل من
عنده مكسور الخاطر وحزين ولكن جبر خاطره، وأدخل على قلبه السعادة.
قال النبي صلى الله عليه وسلم (أحب العمل إلى الله سرور تدخله على قلب مسلم).
أتصور أن هذه القصة وأمثالها من القصص التي تدل على
الجوانب الإيمانية الصادقة في حياة هؤلاء الأخيار وهؤلاء الصالحين.
تعطينا
دلاله أو تعطينا إرشاد لماذا الشيخ الشعراوي رحمه الله ربنا سبحانه وتعالى وضع له
هذا القبول في الأرض وجعل محبته باقية.
فهو ميت الآن منذ خمسة وعشرين سنة والناس لازالت تحبه، وتدعو له، وتذكره بالخير
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يغفر للشيخ
الشعراوي وأن يرفع درجته في الفردوس الأعلى من الجنة وأن يتجاوز عما زلت به قدمه.
وأن
يجعلنا وإياكم من الصالحين.
ولن أنسى في الأخير أن أذكر حضراتكم، إذا وجدتم أن القصة مفيدة أن تساعدونا على نشرها ولا تنس عمل إعجاب والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.