يعد التصنيف الائتماني للدول من الأدوات المهمة في الاقتصاد العالمي، حيث يساعد المستثمرين والمقترضين على فهم وتقييم مخاطر الاستثمار أو الإقراض في دول معينة.
يتمثل التصنيف الائتماني في تقييم قدرة الدولة على سداد ديونها، ويتم إصداره من قبل وكالات التصنيف الائتماني العالمية المعروفة مثل "موديز" و"ستاندرد آند بورز" و"فيتش".
تعتمد وكالات التصنيف الائتماني على عدة معايير في تقييم الدول، بما في ذلك الاستقرار السياسي والاقتصادي ومستوى الدين العام والتضخم والنمو الاقتصادي والتنوع الاقتصادي وغيرها من العوامل.
وتقيم هذه الوكالات الدول وفقًا لمجموعة من التصنيفات المختلفة، مثل التصنيف العالي الدرجة AAA والمتوسط الدرجة BBB والمنخفض الدرجة CCC، حيث تعتبر درجة AAA هي أعلى تصنيف و CCC هي أدنى تصنيف.
وبشكل عام، يمكن أن يؤثر التصنيف الائتماني للدول على تكلفة الاقتراض الدولي وعلى قدرة الدولة على جذب الاستثمارات الأجنبية وعلى ثقة المستثمرين والجهات الدولية.
ومع ذلك، فإن التصنيف الائتماني للدول ليس مجرد عدد، ولكنه يمثل تقييمًا شاملا للوضع الاقتصادي والمالي للدولة، ويجب أخذه في الاعتبار مع العوامل الأخرى المؤثرة في قرارات الاستثمار والإقراض.
الفروقات بين تصنيفات الدول في التصنيف الائتماني وماذا تعني؟
في العام : 1900 م في الولايات المتحدة الأمريكية كان هناك شخص يدعى : جون مودي ينشر تقييمه الأول للسوق المالية والذي أطلق عليه دليل مودي للأوراق المالية و أنشأ شركة بإسم جون مودي.
و حقق نجاحًا مبكرًا حيث بيعت أول نسخة مطبوعة في أول شهرين لها اضطر مودي لبيع شركته عام 1907 بسبب نقص رأس المال لكنه عاد في عام 1909 بأفكار جديدة واسم جديد لشركته (Moody's Corporation) .
انها شركة موديز حيث يعتبر جون مودي مخترع التصنيفات الائتمانية الحديثة و بسبب متابعة الأفراد والشركات والدول لتصنيفات موديز أصبح لها تأثير كبير على عالم الاقتصاد و أدت لتشكيل شركات أخرى مختصة بالتصنيف الائتماني للدول .
نحن نعيش في ظل عالم تحكمه قواعد الاقتصاد الرأسمالي المبني في أحد أركانه على الإقتراض و تمويل مشاريع الأفراد والشركات والدول وبالتالي نجد أن الدَّيون كآلية لها أهمية كبرى فهي التي تمول مشروعات الشركات والدول.
وعليها تُبنى الكثير من القرارات والإستراتيجيات الاقتصادية ومن هنا وجدت الحاجة لتنظيم عالم الديون فكانت أحد أهم المقتضيات لتحقيق هذا التنظيم هي الوقوف على إمكانيات المستدين وقدرته على السداد المنتظم الذي لا يربك السوق.
ويضمن حقوق الدائن وغالباً ما تنشر وسائل الإعلام تقارير عن وكالات التصنيف الائتماني ولا بد أن الجانب الأكثر أهمية بالنسبة للتصنيف الائتماني هو ما يتعلق بالدول فعليه تترتب أوضاع إيجابية أو سلبية بالنسبة لتكلفة الاقتراض.
عملية التصنيف الائتماني للدول والمعايير المستخدمة فيها.
فالتصنيف الائتماني للدول هي : درجة معيّنة تظهر مدى قدرة دولة ما على سداد ديونها و يرمز لدرجاتها بالأحرف (A , B , C , D) سأوضح لكم أمر هام هو أن :
الكثير من الناس يخطئ في تقدير عدد شركات التصنيف بسبب حيازة 3 شركات كبرى على نسبة ضخمة من سوق التصنيف الائتماني لكن الحقيقة هي أنه: يوجد قرابة 150 وكالة تصنيف ائتماني تعمل في 32 دولة .
ولكن هناك 3 وكالات بالتحديد يُطلق عليها اسم الشركات الثلاث الكبرى و هي شركات أمريكية المنشأ اعتمدتها هيئة الأوراق المالية الأميركية في عام 1975 كشركات ذات مصداقية .
- قد يهمك :
زواج الأقارب :اختبار فحص ما قبل الزواج, مهم جدا
هذه الشركات هي مؤسسة موديز التي تحدثنا عنها سابقاً والتي تسيطر على ما يقارب 40% من سوق تقييم القدرة الائتمانية حول العالم الشركة الثانية هي ستاندرد آند بورز وهي نتاج لدمج شركتين هما:
شركة بورز لمالكها : هنري ڤارنم بور وشركة ستاندرد ستاتيستك لمالكها: لوثر لي بليك بدأت عملها الحالي عام : 1941 م المؤسسة الثالثة مؤسسة فيتش للتصنيف أسسها : جون نولز فيتش .
في 24 ديسمبر 1913 وتسيطر على تصنيف 15% فقط من إصدارات الديون في العالم. للتصنيف الائتماني درجات يتم اعتمادها : يعني الدولة ( AAA) الي تاخد تصنيف يعني أن الدولة لها كفاءة عالية وقدرة قوية على السداد وهي أعلى درجة للتصنيف الائتماني.
AA:يندرج تحتها مستوى جودة عالي ومخاطرة قليلة جدا Aأمابالنسبة للدولة اللي تاخد التصنيف يعني قدرة عالية على السداد مع مخاطرة قليلة.
BBBالنوع الثاني بالنسبة للدولة التي تأخذ التصنيف يعني أن الدولة لديها قدرة كافية على الدفع BB أما بالنسبة للتصنيف يعني احتمالية لسداد الدين مع مخاطرة.
Bأما بالنسبة للتصنيف يعني احتمالية لعدم السداد، ومخاطرة عالية الآن نروح على التصنيف الثالث CCC.
وهو وهو يعني احتمالية كبيرة لعدم السداد CC تتضمن أعلى درجات المخاطرة وعدم الالتزام. فهي قمة المخاطرة Cأما بالنسبة ل بالنسبة للفئة الرابعة والتصنيف الأخير D .
وهو التصنيف هناك تعثر في السداد، ويكون هناك مخاطر للإفلاس. مثل ((لبنان)) تستخدم شركات التصنيف في بعض الأحيان ( إشارتين + أو _ ) وهي دلالة للنظرة المستقبلية للاستقرار تعني تصنيف مستقر و متفائل + تعني تصنيف غير مستقر وسلبي _ بالنسبة للمستقبل.
طبعاً 2023 لنذكر تصنيفات بعض الدول لهذا العام AAA دول ذات التصنيف الأعلى سويسرا وكندا إيطاليا BBB التصنيف السلفادور وعربياً تونس CCC التصنيف الآن نروح على أهمية الحصول على تصنيف ائتماني عالي:
العلاقة بين التصنيف الائتماني للدول والأزمات المالية الدولية.
النقطة الأولى في خفض مستوى الفائدة التي يتوجب دفعها بالنسبة للدول لما تقترض والنقطة الثانية زيادة عدد الدول والمستثمرين الذين يرغبون بتقديم الديون كل مارتفع التصنيف زاد عدد الدول التي ستقدم ديون بفائدة منخفضة .
وكل ما انخفض التصنيف الائتماني قل عدد الدول التي ستقدم القروض ولكن إذا قدمت قروض ستكون بفائدة عالية والنقطة الثالثة القدرة على طلب الاقتراض في الحالات الطارئة بسرعة لنبسط الأمر.
كلما ارتفع التصنيف الائتماني انخفض مستوى الفائدة على القروض وكلما انخفض التصنيف الائتماني زاد سعر الفائدة وبالتالي : نكتشف أنه هناك مخاطر لانخفاض لهذا التصنيف ينعكس سلباً على تقييم المؤسسات المالية وسوق الأوراق المالية والبنوك و المواطنين أيضاً .
يعني أنت كمواطن سيؤثر على حياتك بشكل غير مباشر وكمثال على هذا التأثيرعلى المواطنين بالنسبة لكم النقطة الأولى.
صعوبة الحصول على القروض اذا انخفض التصنيف الائتماني للدولة النقطة الثانية ارتفاع نسبة الفوائد على الديون بسبب عدم القدرة على السداد النقطة الثالثة ابتعاد المستثمرين المحليين عن الدول ذات التصنيف المنخفض .
النقطة الرابعة سوف تلجأ الدولة الى إجراءات تقشّفية قاسية تطال الدولة والمواطنين كما أنه يهدّد الفقراء والقطاع الصّحي والتعليمي فمثال على ذلك فخلال وباء كورونا ظهرت فجوة واسعة بين البلدان الغنية والفقيرة من حيث المبالغ التي تنفقها لمكافحة تأثير فيروس كورونا .
وبالتالي انخفض دعم البنية التحتية للرعاية الصحية فالدولة ذات التصنيف المنخفض قررت الحفاظ على استقرار تصنيفاتها الائتمانية وعدم الغرق بالديون وتخلّت عن دعم القطاع الصحي في تلك الفترة ولكن هنا يأتينا سؤال هل هناك حيادية لدى مؤسسات التصنيف الائتماني؟؟
تأثير التصنيف الائتماني للدول على اقتصاداتها وتمويلها الدولي.
من المهم جداً معرفة مدى ثقة ومصداقية هذه التصنيفات , حيث اثبتت بعض التصنيفات في بعض الأوقات أحياناََ أنها كانت مسيّسة، وفق إرادة القوى الكبرى مثلاً في عام 2010 بعهد الرئيس الأمريكي .
وهو ما أغضب أميركا وطالبت أميركا الوكالة بسحب تقريرها خلال 24 ساعة و فعلاً تمت إعادة التصنيف الائتماني لأميركا AAAعند أعلى درجاته كما كانت على عكس ذلك في عام 2018 تركيا :
تم تخفيض تصنيفها الائتماني على الرغم من أدائها الاقتصادي الجيد وذلك بسبب خلافها السياسي مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب. تكرر الوضع مع نحو 9 دول أوروبية عند تفاقم الأزمة المالية لأوروبا بعد عام 2010.
حيث قام الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية بحظر تعامل شركات التصنيف الكبرى مع روسيا وعدم إصدار تصنيفات لها وقالت المفوضية في بيان أن هذه العقوبات ستساهم بشكل أكبر في زياد الضغط الاقتصادي على روسيا .
وهدّد الاتحاد الأوروبي شركات التصنيف الكبرى بفقدان رخصها للعمل في الاتحاد الأوروبي إذا خرقت الحظر, في الخاتمة إن انخفاض التصنيف الائتماني لدولة ما لا يعني نهاية العالم ولكن يجب معرفة سبب نزول التصنيف الائتماني لهذه الدولة DأوC إلى المستوى.
وأحد أهم الأسباب هو الفساد الحكومي أو الإداري لهذه الدول ونضيف على ذلك وجود حكومات ليس لديها خطط وقدرة على التنمية والإبداع الاقتصادي حيث يمكن القول أن وجود حكومة رشيدة ذات خطط اقتصادية حقيقية بعيداُ عن الفساد .
وذات شفافية ولديها نظام اقتصادي حديث متطور كافي لتطوير مستوى الدولة الائتماني بشكل معقول ولكن التغيير نحو الأفضل لا يأتي دائماً من خلال الحكومات هنا يأتي دور الشعوب بالإحساس بالمسؤولية والعمل على الوقوف بوجه الفاسدين .
وبالتالي من خلال هذه المعلومات التي قدماناها أتمنى أنها ساعدتكم على فهم التصنيف الائتماني للدول حيث أن وجود شعوب واعية وذات ثقافة عالية يساعد على إنشاء حكومات رشيدة وجيدة ومبدعة.
وبالتالي تحسين الوضع الاقتصادي لأي دولة نتمنى أن تكونوا استفدتم من هذه المعلومات وإذا كانت لديكم تعليقات أو اقتراحات عن هذا الموضوع نسمعها في تعليقاتكم وسنجيب عليها إن شاء الله.