أخر الاخبار

مفهوم التضخم الاقتصادي وأسباب حدوثه

يعتبر التضخم الاقتصادي من المفاهيم الهامة في عالم الاقتصاد، إذ يشير إلى ارتفاع متوسط ​​مستويات الأسعار للسلع والخدمات في الاقتصاد على مدى فترة زمنية محددة. ويمكن أن يكون التضخم ناتجًا عن عدة عوامل.

 بما في ذلك زيادة الطلب على السلع والخدمات، ونقص المعروض، وارتفاع التكاليف، وغير ذلك الكثير.

على الرغم من أن التضخم قد يعد نتيجة طبيعية للنمو الاقتصادي وزيادة الإنفاق، إلا أنه يمكن أن يؤدي إلى تأثيرات سلبية على الاقتصاد. ومن بين هذه التأثيرات، زيادة تكاليف المعيشة والتضخم المفرط وارتفاع أسعار الفائدة وانخفاض القوة الشرائية للعملة.

تعريف التضخم الاقتصادي

وبالتالي، فإن مكافحة التضخم يعد من أولويات الحكومات والبنوك المركزية في معظم البلدان.

ويتم ذلك من خلال استخدام مجموعة متنوعة من الأدوات النقدية والمالية، بما في ذلك تغيير أسعار الفائدة والحد من إنفاق الحكومة وتطبيق سياسات مالية ونقدية صارمة، وغير ذلك. ويهدف كل ذلك إلى الحد من التضخم والحفاظ على الاستقرار الاقتصادي في البلد.

تأثير التضخم على الاقتصاد والمجتمع.

هل التضخم النقدي مفيد اقتصاديا أم ضار؟ يجب النظر في مخاطر التضخم الاقتصادي ودور الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وبنك النقد الدولي، وتأثير التضخم على الركود الاقتصادي وأسعار الصرف والعملات مثل الدولار واليورو.

 بالإضافة إلى ذلك، يجب مراعاة أنواع التضخم النقدي - التضخم الزاحف والأصيل والمكبوت - وتأثيرها على مناطق مثل الشرق الأوسط والاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى الوضع الاقتصادي في ألمانيا.

حرق النقود بالمدفأة قد يكون أوفر من شراء فحم التدفئة,هذه الجملة غريبة وغير منطقية أليس كذلك لكن المدهش في الأمر أن هذه الحادثة حصلت بشكل حقيقي ففي أكتوبر عام 1923 بلغ معدّل التضخم الشهري في ألمانيا حوالي 29500 % في الشهر أدى ذلك لانخفاض معدّل صرف المارك الألماني.

 حيث وصل إلى 2 ترليون مارك لكل دولار والأمر المثير للدهشة هو أن الأسر الألمانية لجأت لحرق العملات الورقية بدلاً من شراء الفحم للتدفئة حيث كان حرق العملات أرخص من شراء فحم التدفئة بالإضافة لذلك كان الألمان يستيقظون يومياً على ارتفاع جديد بالأسعار.

 فالمبلغ الذي كان يشتري لهم طعام اليوم لن يكفي لشراء نفس السلع باليوم التالي كل هذا حصل بسبب التضخم فما هي أسباب التضخم وكيف يمكن السيطرة عليه .

  التضخم اليوم هو من أكثر الأمور التي تشغل الإعلام والناس والاقتصاديين لكن الكثير من الأشخاص يركز على أن هذا التضخم هو أمر غير مسبوق لكن سأخبركم بأمر في عام 1944 خلال الحرب العالمية الثانية % وصل معدل التضخم اليومي في اليونان إلى 18.

 وكانت أسعار السلع ترتفع على مدار الساعة و في نهاية العام نفسه وصل التضخم ل %13800 وهي نسبة ضخمة جداً لكن مايحدث اليوم بسبب الحرب الروسية الأوكرانية وبسبب الحرب الباردة بين أوروبا وأمريكا من جهة والصين وروسيا من جهة أخرى .

التضخم وتأثيره على سياسات الاستثمار وخطط المستثمرين.

وبعد مرور سنوات من أزمة كورونا التي ضربت العالم بأكمله وخاصة أن هذا الوباء الذي أصاب العالم كانت البداية لإعادة النظر وانتشار مصطلح التضخم أكثر بين الناس لكن الأخبار التي قد تكون سيئة أنكم ستسمعون بالتضخم أكثر هذا العام وخلال العام القادم بسبب استمرار الحرب الروسية الأوكرانية سببت الكثير من التغيرات الاقتصادية بالعالم.

 فأثرت على أسعار النفط والقمح وحركات الاستيراد والتصدير ومواقف الدول من هذه الحرب التي بدأت بتغيير اقتصادات بعض الدول الأوروبية أيضاً بسبب أزمة الغاز الروسي لنفهم في البداية ماهو التضخم هي حالة يمكن التعبير عنها بأكثر من طريقة فهي زيادة في أسعار السلع والخدمات .

مما يؤدي لتآكل القدرة الشرائية وهذا يعني بأنه نفس الدولار اليوم الذي يشتري سلعة ما مثلاً 1 كيلو غرام من الخبز لها سعر اليوم ولكن في اليوم التالي ستكون أكثر سعراًَ ويقول دين بيكر كبير الاقتصاديين في مركز أبحاث الاقتصاد والسياسة الأمريكي.

 القصة البسيطة هي أن الكثير من المال يطارد عددًا قليلاً جدًا من السلع والخدمات يعني المال أكثر من كمية السلع والخدمات وبصيغة أخرى ممكن أن يكون المال نفسه لكن السلع انخفضت سيؤدي ذلك أيضاً لحدوث تضخم بسبب الحروب أو الحصار كما حصل في العراق في التسعينيات.

 حيث وصل التضخم إلى أكثر من 24 ألف بالمئة قد يحصل التضخم أيضاً بسبب قلة المعروض من المنتجات بسبب تضرر شبكات النقل والتوصيل التي حصلت في فترة وباء كوفيد19 أيضاً قد ترتفع الأسعار بسبب الاضطرابات السياسية مما يمنع من إعادة الإنتاج.

 حيث كان قبل حدوث تلك الاضطرابات لنذكر أسباب التضخم الشهيرة هذا السؤال في غاية الأهمية سأوكد لكم مرة أخرى عادة ما يحدث التضخم في أوقات الأزمات الكبرى والحروب والحصار الاقتصادي وانتشار الأمراض.

 لكنه في الوضع العادي قد يحدث التضخم أيضا بسبب ارتفاع الطلب وانخفاض قدرة الدولة على تلبية هذا الطلب المرتفع أو زيادة تكلفة إنتاج بعض السلع أو قد يرفع التجار الأسعار لزيادة أرباحهم السبب الثاني لحدث التضخم بالحالة العادية زيادة الأسعار عندما ترتفع تكلفة الأجور والمواد.

 ثالثاً ارتفاع أسعار وتكاليف المواد الخام مثل ارتفاع أسعار النفط التي أثرت بشكل كبير هذا العام بالإضافة لذلك فإن تعديل سعر الصرف لعملة بلد ما يؤدي لخفض قيمة هذه العملة مثل لبنان فخلال هذا العام انخفضت قيمة الليرة عدة مرات أمام الدولار حيث تخطت 30000 ليرة مقابل الدولار الواحد.

أساليب مكافحة التضخم في الاقتصاد.

 والسبب الرابع هو الحصار الاقتصادي وبالتالي يتأثر الاستيراد والتصدير وقد يتوقف أيضاً في حالة الحصار الكلي مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات التضخم ولكن الأمر الذي قد يجهله البعض هو أن التضخم له أشكال متنوعة النوع الأول هو التضخم الأصيل يعني زيادة طلب على سلع معينة.

 ولكن يقابلها انخفاض في إنتاج هذه السلعة وبالتالي ترتفع أسعارها النوع الثاني هو التضخم الزاحف يعني ارتفاع بطيء بالأسعار بسبب زيادة الطلب وثبات الإنتاج النوع الثالث وهو التضخم المكبوت الذي يحدث بسبب سياسات دولة ما في منع السلع من ارتفاع أسعارها .

وبالتالي لاتصل هذه الحكومات لحلول مع المنتجين وترتفع الأسعار النوع الرابع وهو التضخم المفرط ارتفاع مفرط بالأسعار ونسبة التضخم مما يؤدي لسرعة تداول النقود بالسوق وبالتالي انهيار العملة المحلية للبلد وهنا يأتي سؤال هل تأثير التضخم يكون متساوي في جميع الدول؟

 بالطبع لا فالدول ذات الاقتصاد المرتفع قد تلجأ للاستعانة باحتياطي النقد الذي تملكه وبالتالي تتأثر بشكل طفيف الذي ولكن إذا ركزنا على منطقتنا منطقة الشرق الأوسط فهنا الأخبار الغير جيدة فالتضخم بمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.

 يتجه نحو الارتفاع أكثر مما هو عليه بالوقت الحالي طبعاً جميع الدول متأثرة لكن تتفاوت النسبة لكن التضخم في دول العالم الثالث والشرق الأوسط قد يصل إلى 100 أو 150 بالمئة وسرعة التضخم بهذه الدول أسرع من باقي الدول الغنية.

 تشير التقارير الأخيرة للبنك الدولي حول منطقة الشرق الأوسط بأن التضخم في العام الماضي ارتفع إلى 14.8 بالمئة وحذر بأن بعض دول الشرق الأوسط تشهد معدلات تضخم خطيرة ففي لبنان وصل التضخم إلى 154 بالمئة و في اليمن 30بالمئة و في إيران 43 بالمئة.

 وبيانات منظمة الأغذية والزراعة قالت أن 50 دولة كانت تستورد 30 بالمئة من احتياجات من القمح من روسيا وأوكرانيا ومن ضمن هذه الدول تونس ومصر وليبيا واليمن ولبنان وبالتالي برأيكم أنتم ما الذي قد تسببه هذه القفزة بمستوى التضخم في الشرق الأوسط من المؤكد أن ذلك سيؤدي لارتفاع أعداد الفقراء لذلك سنتكلم عن الحلول التي قد تكون على المدى القصير والبعيد.

 من خلال ضبط الأسعار أي وضع حدود للأسعار تفرضها الحكومة وتطبق على سلع معينة أما الإجراء الثاني هو رفع سعر الفائدة وقامت الولايات المتحدة الأمريكية برفع سعر الفائدة إلى 1.75بالمئة هذا الإجراء هو حل كلاسيكي تلجأ إليه أغلب دول العالم.

 يجب إذا أن نفهم هذه المعادلة بين سعر الفائدة والتضخم فكيف يفيد رفع سعر الفائدة بالتقليل من خطر التضخم هذا الإجراء يسمى بالسياسة النقدية الانكماشية يعني تقليل العرض من النقود مما يساهم بالحفاظ على قيمة العملة ويمنع المستثمرين من المخاطرة بالاستثمارات والنزول بسيولة مالية عالية على السوق .

تحليل مستويات التضخم وتأثيره على العملة والتجارة الدولية.

وثالثا زيادة الإنتاج المحلي ويقول البروفسور روبرت هوكيت أستاذ القانون في جامعة كورنيل الأمريكية يقول بأن زيادة الإنتاج مهمة جداً لتحقيق توازن بين العرض والطلب على السلع بالإضافة لذلك هناك إجراءات أخرى مثل وقف الحرب التجارية وتحسين سلاسل التوريد ووضع الضرائب على الأثرياء.

 لأن الأثرياء أصحاب الأموال الكثيرة يمكنهم الشراء بسعر أعلى وبالتالي يحدث تضخم ولنكون أكثر وضوح يجب أن أذكر لكم تجارب بعض الدول التي عانت من التضخم وعالجت الأمر سابقاً ألمانيا في القصة التي ذكرتها لكم في بداية الموضوع.

 قامت الحكومة الألمانية بإنشاء بنك مركزي مستقل وأدخلت عملة جديدة تدعى (الرنتنمارك) الذي يمكن تحويله إلى سند ذو قيمة ذهبية وأدى ذلك لخفض التضخم وفي بوليفيا عانت بوليفيا من تضخم وصل إلى 60000% في عام 1985 .

وكان الحل للتخلص من هذا التضخم من خلال تغيير السياسات المالية والنقدية ووقف طباعة النقود الجديدة وتوسيع نطاق الضرائب ورفع أسعار السلع التي تقدم من قبل القطاع العام لكن السؤال الأكثر أهمية هنا أنت كمواطن لا تملك القرار أو السيطرة على الأمر.

 وخاصة إذا كان التضخم في بلدك ناتج عن ارتفاع أسعار النفط والمواد الضرورية كيف يمكنك أن تصمد أمام هذا التضخم وتدير أموالك ما ينصح به الكثير من الاقتصاديين بهذه الحالة أن يقوم المواطنين بتغيير ثقافتهم الشرائية والاتجاه نحو السلع الضرورية.

 كما أنه من المهم جداً تنويع مصادر الدخل أو الاستثمار في المجالات الرابحة كالعقارات إذا كان المواطن يمتلك المال الكافي لشراء العقارات أو الذهب في النهاية التضخم حالة مستمرة في النظام الرأسمالي والذي هو النظام السائد حالياً في العالم.

 وهناك حالة إيجابية للتضخم بأنه تلجأ الدول للسماح للتضخم بين 1إلى 2بالمئة لأن هذه النسبة المسموحة تساعد المؤسسات والمصانع والخدمات على الحصول على أرباح تضخمية بنسبة 2 بالمئة في جميع الأحوال.

 وبالتالي يساعد على دفع الاقتصاد والنمو للأمام لكن إذا تجاوز ال2 بالمئة يصبح التضخم مشكلة حقيقية وربما حان الوقت للتفكير بإيجاد عملة عالمية مرتبطة بالمعادن النفيسة ومن المهم أن نحمي أنفسنا من التضخم من خلال شراء الأصول الثابتة.

 في النهاية التضخم على مستوى العالم موضوع خطير له الكثير من التشعبات السياسية والاقتصادية والثقافية وكل دولة مسؤولة عن السيطرة على التضخم حتى لا يقلل مستوى معيشة المواطن .

التضخم الزائد والتضخم الراجع: الفرق بينهما وتأثير كل منهما على الاقتصاد

العلاقة بين التضخم والبطالة وكيف يؤثر كل منهما على الآخر

تأثير تضخم الأسعار على الحياة اليومية للمواطنين وكيفية التخفيف من تأثيرها

دراسة مقارنة بين تجارب بعض البلدان في مكافحة التضخم ونجاحها في ذلك.




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-