أخر الاخبار

ساعات العمل وتحقيق أقصى إنتاجية

في عالمنا الحديث، تعد ساعات العمل والإنتاجية موضوعًا هامًا يثير الكثير من النقاشات والاهتمام. إذ يتعلق الأمر بكيفية قضاء الوقت في العمل وتحقيق الإنتاجية القصوى وتحقيق الأهداف المرجوة. 

تُعد الإنتاجية مفهومًا هامًا في العمل الحديث، حيث يُركب عليها نجاح الأفراد والشركات والمجتمعات بشكل عام.

تُعد ساعات العمل هي الفترة التي يقضيها الأفراد في أداء الأنشطة المهنية أو العملية، سواء كانت داخل الشركات أو في الأماكن الأخرى التي يمارس فيها الأفراد أعمالهم المهنية. 

وتتفاوت الساعة في العمل من شخص إلى آخر، حيث يعتمد ذلك على الوظيفة، والمجال، ونوع الصناعة، والبيئة الثقافية، والقوانين المحلية.

مقارنة بين ساعات العمل والإنتاجية

بالنسبة للإنتاجية، فإنها تشير إلى كفاءة وفاعلية الأفراد والمنظمات في تحقيق الأهداف وإتمام المهام بطريقة تكون فيها أقصى استفادة من الوقت والموارد المتاحة. 

ويمكن تحقيق الإنتاجية من خلال العديد من العوامل، مثل التخطيط الجيد، والتنظيم الفعال، والاستخدام الذكي للوقت والمهارات الشخصية، والتكنولوجيا الحديثة.

يعتبر تحقيق توازن صحي بين ساعات العمل والإنتاجية أمرًا هامًا لتحسين الأداء والرفاهية العامة للأفراد والمنظمات.

ساعات العمل والإنتاجية: توازن حاسم.

هل تعلم معنى الكلمة اليابانية كاروشي أو نفس المعنى باللغة الصينية غولاوسي أو نفس المعنى باللغة الكورية الجنوبية هانغا إن جميع هذه المصطلحات لها علاقة بعدد ساعات العمل؟

 وبما أننا نتساءل عن الأفضل بالنسبة لقطاع الأعمال والبزنس ونجاح الشركات وخاصة فيما يتعلق بساعات العمل ماهو الأفضل لنجاح الشركات ساعات عمل أقل أو أكثر من 8 ساعات ؟

ماهي الظروف التي تجعل الموظف مخلص لعمله وينسى أمر ساعات العمل إذا أجبنا على السؤالين السابقين هل سنحصل على شركة ناجحة وموظفين كفء؟

كفاءة ساعات العمل: طريقك إلى الإنتاجية.

 ساعات العمل , هذا الموضوع هام جداً وحساس لماذا؟ لأنه يتعلق بإنتاجية الشركات واقتصاد الكثير من الدول وخاصة المتطورة منها وحتى الدول النامية أيضاً بالإضافة لتعلقه بصحة الموظفين النفسية والجسدية التي ممكن أن تتأثر بسبب ضغط العمل والإرهاق.

 لكن السؤال المهم جداً من قال أنه يجب علينا العمل 8 ساعات وكيف اعتمدت هذه الطريقة في العمل حول العالم.

 بين منتصف القرن 18 والقرن 19 حدث ما يعرف ب الثورة الصناعية طبعاً ثورة صناعية مو يعني مظاهرات وتخريب للمنشآت الصناعية بل هي عملية انتقال العالم من الاعتماد الكلي على الجهد العضلي إلى الاعتماد على جهد فكري أكثر وآلات أكثر وجهد عضلي أقل .

وبهذه الفترة كان العامل في المصانع قد يعمل حوالي16 ساعة باليوم وقت مخيف أليس كذلك؟ وطبعاً النقابات العمالية بالولايات المتحدة وأوروبا لم تسكت بل بدأت بالمطالبة بتقسيم اليوم ل 3 أجزاء ثمانية ساعات عمل وثمانية ساعت استراحة وثمانية نوم.

  • قد يهمك :

مفهوم التضخم الاقتصادي وأسباب حدوثه

مفهوم التضخم الاقتصادي وأسباب حدوثه

تأثير التفوق المستمر على الصحة النفسية للطلاب

 وتم تطبيق مبدأ عمل ال8 ساعات في اليوم من قبل شركة هنري فورد عام 1914 وضاعفت معه أجر العامل لكن برأيكم هل سبب ذلك خسائر للشركة وضعف بالإنتاج؟

 بالطبع لا بل حققت شركة فورد إنتاج أعلى وهوامش ربح أكبر وهذا الأمر جعل الكثير من الشركات تعتمد نفس مبدأ ساعات العمل لدى فورد , ويختلف عدد ساعات العمل بين الدول.

 فكوريا الجنوبية واليابان قد يصل عدد ساعات العمل فيها ببعض القطاعات إلى 52 ساعة بالأسبوع لكن الأمر الذي من المهم التحدث عنه هو بعد أكثر من 100 عام من إقرار مبدأ 8 ساعات عمل باليوم مالذي تغير؟

 الشيء المختلف في وقتنا الحالي هو أننا نعيش في عصر المعلومات والانترنت والتكنولوجيا والعمل عن بعد وبالتالي الإنجاز لم يعد يقاس بعدد ساعات عمل الموظف أو فترة تواجده في مكان العمل.

تحسين الأداء: كيف تؤثر ساعات العمل؟

 بل أصبح هناك أدوات قياس أخرى حيث تشير بعض الأبحاث أنه قد يكون الموظف منجز للعمل لمدة حوالي 3 ساعات فقط من أصل 8 ساعات عمل في وظيفته إذاً والساعات المتبقية أين ذهبت؟

 أنتم كمتابعين معنا لديكم وظائفكم وأعمالكم برأيكم الوقت الضائع من أصل 8 ساعات عمل أين يذهب؟ قد يذهب الوقت المتبقي في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي أو شرب الشاي واللعب على الموبايل والتحدث مع زملاء العمل أو قراءة مقالات ليس لها علاقة بالعمل.

 لكن هل يمكننا اعتبار الموظف الذي يفعل ذلك أنه غير مخلص ماهو رأيكم ؟

 من وجهة نظري كرجل و رائد أعمال لديه عدد من الموظفين في شركتي فإنه إذا كان لدي موظف يعمل 8 ساعات أو أكثر ويأتي بإنتاج 60بالمئة من المهام اليومية المطلوبة منه.

 ولدي موظف آخر يعمل 3 ساعات فقط من أصل الوقت الكامل للدوام ولكنه ينتج 100بالمئة من واجبه اليومي أو يأتي بأفكار إبداعية جديدة, فإنني بالتأكيد سأكافئ الموظف الذي يعمل ساعات أقل بإنتاجية أعلى.

 هناك بعض التجارب التي تتعلق بزيادة أو تقليل ساعات العمل منها خطة ثمانين _عشرين التي طرحتها شركة جوجل عام 2004 .

وهي أن الموظف سيخصص 80بالمئة من وقت العمل لتنفيذ المهام و 20بالمئة لتنفيذ مشاريع جانبية خاصه به أو أفكار جانبية للعمل, فهل لك أن تتخيل أن بريد غوغل جيميل وخرائط غوغل التي تستخدمها هي نتاج لمشاريع جانبية!!

 هذا مدهش حقاً يعني كان إنتاج 20 بالمئة أكبر من إنتاج 80 بالمئة من الوقت بصيغة تفكير مختلفة إذاً الأمر لا يتعلق بزيادة أو تقليل عدد ساعات العمل وإنما يتعلق بالاستفادة من ساعات العمل بمرونة أكثر.

 وهناك نوع من الوظائف يجب أن يعمل بها الموظف لعدد ساعات محدد لأن هذه الوظائف قد تطلب التواصل في وقت معين ولفترة زمنية معينة مع أشخاص أو خدمات أخرى, الأمر الغريب هو تفاوت وجهات النظر حول الوظائف.

ساعات العمل الذكية تعزز الإنتاجية.

 فبعض المفكرين نظروا للوظيفة على أنها نوع من أنواع العبودية فمثلاً الأديب المصري عباس محمود العقاد عباس محمود العقاد كتب مقال في عام 1907 بعد أن ترك وظيفته أسماه الاستخدام رق القرن العشرين.

 ويقصد بالاستخدام هنا الوظيفة أما النوع الآخر من وجهات النظر كان من خلال توجيه الناس لريادة الأعمال وشحنهم بالكثير من الكلام المؤثر ودعوتهم لترك الوظيفة وتأسيس مشاريعهم الخاصة والتخلص من ساعات العمل الطويلة.

 لكن مالا يعلمه الكثيرين على الرغم من أن ريادة الأعمال مجال رائع لكن أنت كمتابع إذا كنت تفكر بريادة الأعمال سأخبرك بمفاجأة أنت لن تتخلص من ساعات العمل الطويلة في وظيفتك بل ستكون بحاجة لطاقة وجهد وساعات عمل مضاعفة.

 يعني إذا كان الموظف بدوام كامل يعمل 40 ساعة بالأسبوع فإن رائد الأعمال يحتاج 80 ساعة بالأسبوع حتى يتمكن من وضع الأساسات والأفكار اللازمة لنجاح مشروعه إذاً الأمر يتعلق بالشغف والراحة النفسية والجسدية للموظف حتى يقوم بكامل الأعمال المطلوبة منه.

 بغض النظر عن ساعات العمل , ربما تتساءلون هل جميع المتطلبات تقع على عاتق الموظف ماهي واجبات المدير حتى يحصل الموظف على هذه الراحة وهذا الحب لوظيفته؟

 من الرائع جداً أن يجعل المدير موظفيه يشعرون بالانتماء , أقصد الانتماء للشركة ومكان العمل يعني بشكل أبسط تكون لديهم القناعة بأن نجاح العمل وتفوق اسم شركتهم هو نجاحهم وأنه سيساهم في دفعهم مادياً ومعنوياً للأمام.

 بالإضافة لذلك طريقة اختيار الموظف لها تأثير كبير فعندما يتقدم موظف للتقديم على طلب الوظيفة ربما يكون مبتدئ ولكن لديه الشغف والرغبه في التعلم , هنا الأمر المدهش بعض رواد الأعمال وأصحاب الشركات يوافقون على موظفين مبتدئين لكن لديهم الرغبة بالتطور.

 فتحدث المفاجأة , المفاجأة أن هؤلاء المبتدئين أصبحوا ذوي كفاءة عالية وإخلاص للشركة لدرجة أنهم قد لا يهتمون لساعات بقدر اهتمامهم للإنتاجية هذا ما يفعله إيلون ماسك .

في إحدى مقابلاته تم سؤاله عن كيفية اختيار موظفيه فكان إحدى إجاباته أنه لا يهتم بالشهادة الجامعية بقدر اهتمامه بالشغف والمجال الذي قد ينجح به هذا الموظف.

 ويقول أيضاً ستيف جوبز لم يتخرج من الجامعة ولكن إذا حظيت بفرصة توظيفه ستكون فكرة في غاية الروعة, هذا مضحك ستيف جوبز موظف لدى إيلون ماسك.

 إذا ًماذا نستنتج إن إنجاز الأعمال اليومية بساعتين أو 3 ساعات بكفاءة عالية وإخلاص أفضل بكثير من إيهام نفسك أن العمل 8 ساعات متواصلة مفيد وأنا متأكد أن أكثر من نصف هذا الوقت سيكون الموظف في شجار مع عقارب الساعة حتى يمر الوقت بسرعة.

كفاءة العمل: تأثير ساعات العمل على الإنتاجية.

 نعود للمصطلحات التي ذكرناها في بداية الموضوع , كاروشي و غولاوسي و هانغا باليابانية والصينية والكورية الجنوبية.

 أول ظهور لهذه المصطلحات كان في اليابان بإسم كاروشي عام 1978 , كاروشي تعني الموت بسبب الإرهاق , وأول حادثة كاروشي حصلت عام 1969 حيث توفي شخص يعمل في صحيفة يابانية شهيرة بسكتة دماغية بسبب ضغط العمل الذي كان يتعرض له.

 ولنختصر الخاتمة في نقاط محددة : النقطة الأولى هناك خلط عن الكثير من الناس وبشكل خاص في دول العالم الثالث أن العمل لمدة 8 ساعات هو عمل حقيقي وهذا الشيء خاطئ 100بالمئة.

 حيث أن الإنتاجية للشخص تأتي أولاً قبل عدد الساعات وثانياً الدقة والمبادرة الإيجابية أيضاً أهم بمراحل من عدد ساعات العمل فإن أغلب هذه الدول غير قادرة على المنافسة مع دول تمتلك مفاهيم الإنتاجية والإبداع.

 المشكلة الآن أن قيم العمل الحقيقية في أوروبا وأمريكا في حالة انخفاض لأسباب كثيرة أحدها ظهور جيل من الشباب المدلل الذي لا زال يتمتع بآثار الوفرة الاقتصادية السابقة وبالتالي تشكل وعي جمعي وثقافي منخفض الجودة بالنسبة للأعمال.

 مرتكز على أعمال المدى القصير وهذا أحد المؤشرات السلبية لاقتصاد هذه الدول, في النهاية لاتطلب النجاح ولا تتوقعه على مستوى الفرد والمؤسسة والدولة إذا لم يكن عملك ذو قيمة حقيقية مطلوبة في السوق العالمي.

 لمجرد أنك تعمل 8 ساعات أو 10 ساعات أو حتى 14 ساعة هذه الفكرة التي حاولت أن أشرحها لكثير من الموظفين في شركتي من الدول التي تعد عدد ساعات العمل بشكل أساسي لأنني أفضل كما قلت سابقاً موظف واحد ذو إنتاجية حقيقية.

 يعمل أقل من ثمانية ساعات أفضله على عشرة موظفين  يعملون وقت أكثر دون إنتاجية لذا النجاح في عالم المنافسة العالية يبدأ في العقلية هنا إذا كان لديكم اقتراحات أو تعليقات يرجى مشاركتنا بها ليستفيد الجميع شكراً جزيلاً السلام عليكم.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-