أخر الاخبار

كيف غيرت الخيول التاريخ

الخيول هي حيوانات ثديية تنتمي إلى فصيلة الخيليات وتستخدم على نطاق واسع في العمل والرياضة والترفيه والحرب والزراعة. 

وهي تعتبر من أقدم الحيوانات التي تم استئ domestication وترويضها من قبل الإنسان، حيث يعود تاريخ استخدام الخيل إلى حوالي 4000-3500 قبل الميلاد في منطقة آسيا الوسطى.
Horse-history

تتميز الخيول بجسمها الضخم والقوي، وتتراوح أوزانها بين 380-1000 كيلوغرام. كما يتميز جسم الخيل بالسرعة العالية والقوة والمتانة، ولها قوة شديدة في العضلات والجهاز الهيكلي، مما يجعلها قادرة على التحمل الجسدي الكبير والعمل لفترات طويلة دون الإصابة بالتعب.

تتنوع أنواع الخيول حسب استخداماتها، حيث توجد أنواع خاصة بالرياضة مثل الفروسية والقفز، وأنواع خاصة بالعمل كالخيول الزراعية والخيول الحربية. وتشمل بعض الأنواع المعروفة العربية والإنجليزية والأمريكية والهولندية والفرنسية والإسبانية والتركية والصينية والإيطالية.

دور الخيول في تغيير وجه التاريخ

لزمن طويل، افتتن البشر بالخيل. حيث يسبق ظهورها أية حيوانات أخرى جاءت في النقوش الكهفية القديمة والتي تعود إلى 30 ألف سنة. 

فما هي رحلة الخيول من وجودها في البريّة إلى اتخاذ الناس لها أمام عربة، أو امتطائها، وحتى تحديدها لمصائر الحضارات، وتغييرها التاريخ بطريقة درامية؟ لقد ظهرت أصول فصيلة الخيل في أمريكا الشمالية.

 ربما منذ 4 ملايين سنة، بدأت أسلاف الخيل في التنقل عبر جسر بيرنغ البري. وانتشروا في أوراسيا، في نهاية الأمر، وفي إفريقيا.

 كيف ساعدت الخيول على تشكيل الحضارات

وتنوعوا في سلالات انتهت بهم إلى شكل الخيل الراهن، والحمير، والحمير الوحشية. السكان الأصليون، بمن فيهم الأجيال الأولى التي عاشت في الأمريكتين، كانت تصيد الخيل البرية، وكانت أحيانا تستخدم عظامها في صنع الأدوات.

 وبين 15 ألف و5 آلاف سنة، وفيما يبدو أنه بسبب التغيُّر المناخي، والصيد، والمنافسة مع الثور الأمريكي، اختفت الخيل من الشواهد الأثرية الأمريكية. 

لكنها في نهاية الأمر عادت. في غضون ذلك، على الجانب الآخر من العالم وفي حوالي 2000 قبل الميلاد، استجدت أشياء ذات تبعات خطيرة: ألف الخيلَ قاطنو المناطق العشبية بغرب آسيا .

ومن وقتها، رعى أولئك السكان العديد من الحيوانات وما لبثوا أن استخدموها في جر العربات. ولكن لأن الخيل بشكل عام كانت أسرع وصعبة المراس، طوّر سكان المناطق العشبية تلك نظام التلجيم والعربات الخفيفة ثنائية العجلات.

 في وقت سوف تتكامل فيه الخيل مع كثير من الثقافات القديمة. في مقابل العربات التي تجرها الخيل، شهدت ظاهرة ركوب الخيل ندرة في ذلك الزمن. تقول الشواهد الأثرية أن الأشخاص الذين امتطوا الخيل في هذه المرحلة المبكرة فعلوا ذلك من دون سَرج أو رِكاب.

الخيول ودورها في الحروب والانتصارات

وأحيانًا كان ينتج عن هذا ضرر وتحوير لعظام كلٍ من الخيل والركاب. استمر السكان في تربية وإنتاج خيل أكثر ألفة. 

مع قدرة أكبر على التحمُل والجَلَد وقابلية أكبر على حمل الأوزان. وقاموا بتطوير أساليب وأدوات التحكم والراحة. وفي غضون الألفية الأخيرة قبل الميلاد، ظهر سلاح الفرسان في معارك عبر كثير من مناطق آسيا.

وعُرف سكان المناطق العشبية والصحراوية على السواء ببراعتهم في ركوب الخيل. وشقت الخيل الاحتفالية طريقها في الجنائز في بعض الثقافات القديمة.

 تحتوي واحدة من مقابر إحدى حضارات آسيا الوسطى في القرن التاسع قبل الميلاد على بقايا ما يقرب من 200 حصانًا بتجهيزات الركوب الخاصة بهم. 

وكان رجال الدولة في الصين قديمًا يولون أهمية خاصة لما تمتاز به خيل الدول المجاورة، وسعى البعض لضم هذه الدول -الأوفر حظًا بالخيل الأجود- إلى إمبراطوريتهم. خلال القرن الأخير قبل الميلاد، ذاع أن الإمبراطور الصيني أمر 30 ألف محارب الذين ضربوا حصارًا على إحدى المدن وقتلوا ملكها، وكان ذلك لأن مدينة “فرغانة” اشتهرت ب 3 آلاف “جياد الجنة“.

تاريخ ترويض الخيول وتأثيره على العالم

في الحقبة بين القرنين الرابع والثامن الميلادي، سرّب سكان المناطق العشبية إلى ثقاقات أخرى تقنيات ركوب الخيل، مثل السَّرج. وفي النهاية، اندمجت جماعات من البادية في جحافل عسكرية على ظهور الجياد.

 ثم برزت الأمبراطورية المغولية في القرن الـ13 الميلادي، وراجت تجارتها، وانتشرت غزواتها، وعصفت بإمبراطوريات تشغل مساحات شاسعة. وقد ابتكروا نظام حصان البريد الذي كان بمقدوره الركض لمسافة 60 ألف كيلومتر. لقد ارتكزت نجاحاتهم على الأداء الجيد للجياد، وقد أدرك قاداتُهم هذه الحقيقة.

في سنة 1252، وقبيل إطلاق واحدة من حملاته العسكرية، أرسل منكو خان رجال دولته إلى مناطق رعي الماشية لتكون مرتعًا وفير الإنتاج لحاجته من الجياد. واستمرت الخيل في الانتشار، إلى أن وصلت الإمبراطوريات التي تمطي الخيل إلى شرق الصحراء الكبرى.

 بحلول القرن الـ14، قرر الإمبراطور المالي تشكيل سلاح فرسان قوامه يفوق 10 آلاف للسيطرة على مليون كيلومتر مربع من الغرب الإفريقي. وبحلول سنة 1500، عادت الخيول لأمريكا مجددًا.

تطور استخدامات الخيول عبر العصور

 ويبدو أنهم هربوا سريعًا من السيطرة الإسبانية، حيث تبادلهم السكان الأصليون من بامباس إلى السهول الكبرى عبر شبكات التجارة الواسعة.

لقد ساعد الاستعمار والتجارة على انتشار الخيل في أرجاء البسيطة. ومع القرن العشرين، صارت الخيل حاجة أساسية للسفر والترحال. لكنها لم تخلُ من مشاكل: لقد طرأت مسألة النظافة والرفاهية، في المدينة على نحو خاص. وفضّل كثير من الناس التعايش مع أنظمة النقل الميكانيكية مثل السيارة. 

ومع ذلك، حافظ البشر على علاقات متعددة الوجوه مع الخيل، سواء ركوبها، أو رعيها، أو التسابق بها، أو اقتناؤها، من منطاق منغوليا العشبية إلى براري مونتانا، وتستمر منذ ذلك الحين.



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-