ليه بقينا بالقسوة دي ، ملخص كتاب: مستقبل المشاعر.
ملخص كتاب مستقبل المشاعر - في شركه انتاج سينمائيه بيدخل كريم سيناريست جديد حماسه عالي عشان يسمع راي المنتجين في السيناريو بتاعه, دخل قاعه الاجتماعات ولقى وشوشهم مش ولا بد كده واول حاجه قالها المنتج المسؤول ان مشهد البدايه بشع, ازاي يا استاذ عايزني اقدم للناس فيلم اول مشهد فيه بيظهر خمس شباب مراهقين بيصوروا راجل عنده اعاقه بيغرق وماحدش بيساعده.
هي الناس ناقصه كابه انت عايزهم يقولوا اننا بنروج للعنف,وكل ما كريم يحاول يتكلم المنتج يسكته لحد ما كريم قال له على فكره الموضوع ده حصل بجد. فالمنتج قال له انت بتقول ايه اتفضل اطلع بره احنا ناصحين يا ابني.
بس هو فعلا بالرغم من بشاعه الحكايه الا انها حصلت سنه 2017 في امريكا, وظهر في فيديو على السوشيال ميديا لمجموعه من المراهقين متجمعين حوالين حمام سباحه بيصوروا راجل بيغرق قدام عينيهم وهم بيضحكوا وماحدش فيهم فكر يساعده.
وطبعا الفيديو ده عمل قلبان كبير جدا لدرجه ان بعض الناس طالبت بمحاكمه الولاد دول , وبدا الكلام عن تاثيرات سوشيال ميديا وازاي بقى اول رد فعل عن اي حاجه بتحصل اننا نطلع الموبايل ونصور.
وتطور الحديث عن ان العيشه في عالم مهووس بالتكنولوجيا خلتنا نفقد جوهر انسانيتنا وهو التعاطف وهو ده موضوع كتابنا النهارده مستقبل المشاعر .
التحول الرقمي للعواطف: لماذا نشعر بالقسوة في عصر التكنولوجيا؟
خلق التعاطف في عالم مهووس بالتكنولوجيا للكاتبه الصحفيه كاتلين اوجيك فيليبس ,ايه هو التعاطف بقى التعاطف يا صديقي بكل بساطه هو القدره على تخيل مشاعر الطرف الثاني وبالتالي هو اللي بيخلينا نهتم ببعض ونحب بعض وطبعا نفهم بعض وكمان يخلينا نغضب اقل ونبقى مبدعين اكتر وهو اللي بيفرقنا عن الالات.
يعني ممكن ممكن نقول ان التعاطف هو جزء كبير من علاج كل الامراض الاجتماعيه لانه اساس الحب والتربيه والاهتمام ومش بس كده ده الاشخاص المتعاطفين بينجحوا اكثر في حياتهم العمليه,لان التعاطف ده هو اساس تطوير المنتجات ومساعده العملاء وتلبيه رغباتهم واللي عندهم تعاطف اكتر بيكونوا اصحاب قدره عاليه في حل المشكلات والتكيف وتقدير الذات.
والتعاطف نوعين :
تعاطف غريزي ده المقصود به ردود الافعال العاطفيه اللي بتحصل بشكل فطري وال واحد مش بيقدر يتحكم فيها , زي انك تعيط لو شفت حد بيعيط او وشك يحمر لو حصل موقف محرج لشخص ثاني قدامك .
والثاني تعاطف فكري , وده معناه انك تعرف الشخص الثاني بيحس بايه لكن من غير ما انت تحس بيه , جميل التعاطف صح جميل فعلا بس المشكله بقى ان التعاطف دلوقتي في حاله تدهور حاد ليه !!
بسبب التكنولوجيا , التكنولوجيا الاجتماعيه بتعرف نفسها على انها بتساعد على خلق التواصل بين الناس لكن الحقيقه انها مش بتتبنى التعاطف المطلوب عشان تحقق التواصل الحقيقي بين الناس , الناس بتتواصل اه تقنيا بالرسائل والصور واللايكات لكن لما بينزلوا على ارض الواقع مش بيعرفوا يتعاملوا مع بعض .
وفي دراسات كتير اثبتت ان التكنولوجيا جردت الشباب من التعاطف , وكمان في ابحاث قالت ان المراهقين اللي بيستخدموا وسائل التواصل الاجتماعي لاكثر من ساعتين يوميا , صحتهم العقليه بتتوتر وبتزيد عندهم مستويات القلق والاكتئاب والافكار الانتحاريه.
بس الموضوع مش مقتصر على عدد الساعات الفكره في طريقه استخدامهم للمنصات دي واللي بقت سلبيه تماما , مليانه تنمر وتجريح في الاخرين لان ببساطه الاهانه هنا سهله وما فيش عواقب , وما بقاش في اهتمام بازاي الكلمه اللي هكتبها دي هتاثر في الشخص الثاني !!
طيب هل ده كان هدف المنصات وكل التكنولوجيا من البدايه !! لا هي كان هدفها التواصل فعلا بس هل بتضمن لنا نوع التواصل اه احنا قدرنا نكون صداقات مع ناس اجنبيه والعلماء من بلاد مختلفه قدروا يتواصلوا مع بعض , ويحققوا اكتشافات وانجازات مهمه بس على الناحيه الثانيه بقى المنصات دي فتحت الباب للمتحرشين والمرضى .
عالم المشاعر المستقبلي: دراسة في تغيّر طبيعة الإحساس وظهور القسوة
والنت بقى مختبر لشكل جديد من اشكال التواصل وبالتالي ممكن يكون ايجابي او سلبي , يعني زي ما زرار اللايك بيدي دفعه ايجابيه وقبول وشعور بالاعجاب والثقه , ممكن يبقى وسيله تنمر واستبعاد والفكره كمان في الحده يعني ممكن شخصين اختلفوا على راي معين في العالم الواقعي يكون الحوار هادي وفي ضحك وود , لكن نفس الحوار ده على المنصات ممكن يفسد صداقات وعلاقات بقى لها سنين لاننا مش شايفين بعض ومش سامعين نبره صوت بعض والوضع كله بيبقى عدواني اكتر .
بس برده لازم نقول ان مش منصات التواصل الاجتماعي اللي خلت الناس تكلم بعض حلو او وحش بس , هي ساهمت في اظهار ده بسبب كتر الموضوعات والاخبار اللي بنشوفها يوميا واللي بتشتت طاقتنا العاطفيه.
وعشان نشحن الطاقه دي محتاجين ننمى التعاطف , ايوه التعاطف مهاره ممكن نكتسبها ونزودها عندنا لو بس سمعنا بعض وهنلاقي ساعتها اننا بنتفق اكتر ما نختلف بعد ما الكاتبه قرات اكثر عن الموضوع سالت نفسها لو تواصلنا الانساني متاثر قوي كده بموبايلات وبمواقع التواصل .
طب ماذا لو دخلت التكنولوجيا في حياتنا اكثر من كده زي ما صناع التكنولوجيا بيتمنوا فالموضوع ممكن يوصل لايه , وهل ممكن باستخدام التقنيات اللي اتسببت في المشكلات دي انها تصلحها , بعد زياده قلق الاهل والمدرسين بخصوص اللي بتعمله التكنولوجيا حاليا في قدرات الاطفال على التعاطف .
بدا يبقى فيه تطبيقات والعاب وتجارب الواقع الافتراضي بتنمي التعاطف بس مع ظهورها بقى في مخاوف من تاثيرها ومن استخدامها لفترات طويله لان في ابحاث قالت ان الحاجات دي بتقلل من مدى الانتباه بتاع الطفل, وابحاث ثانيه بتقول انها ادوات مهمه للطفل لانها بتثير اهتمامه وطالما كده كده الاطفال هيفضلوا ليل نهار ماسكين الموبايل والتابلت فليه الاهالي والمدرسين ما يستخدمو التكنولوجيا الصالحه!!
التكنولوجيا اللي بتحاول تعلمهم دروس اللطف والتعاطف والرحمه , واحده من محاولات التكنولوجيا دي تطبيق اسمه تايني بوب التطبيق ده بيسمح للاطفال انه يستكشفوا اساليب واماكن عيش مختلفه بدايه من البيوت الامريكيه العاديه لحد الاكواخ في افريقيا .
والهدف هنا هو تحفيز الفضول وتنميه الشعور بالقرب مع الثقافات الثانيه وطرق العيش الثانيه , وكمان اكتشاف اوجه الشبه بين الشكلين المختلفين من الحياه .
صاحبه التطبيق ده جت لها رساله من ام يمنيه عايشه في امريكا شكرتها على الاختراع لان بنتها استخدمته عشان تشوف بيت جدتها وكمان بدات توريه لاصحابها في المدرسه وحست بالفخر اكثر ببلدها.
خبراء بيقولوا ان التعاطف بيبدا يتشكل في عمر معين بين تسع شهور وسنتين وساعتها بيبدا يتجاوبوا بالحزن , مثلا لو شافوا حد بيتاذي قدامهم بدل التجاهل عشان كده في ناس بتتمنى ان التكنولوجيا زي التطبيق ده ممكن تساعد او تشجع الاطفال انهم يوظفوا التعاطف عمدا وهم بيستخدموا التكنولوجيا .
بس للاسف ما فيش قوانين بتطبق حراس على التطبيقات اللي بيستخدمها الاطفال ده غير كمان سرقه البيانات , بس المطلوب هنا اننا نعرف مخاطر اي اداه ونتعلم ازاي نتحكم فيها بدل ما نستخبى منها لان الامتناع التام برده مش حل .
بجانب بقى الالعاب والتطبيقات جه الدور على الواقع الافتراضي , هل الواقع الافتراضي ممكن يخلينا متعاطفين اكتر !!
رحلة القلوب في عصر الاندماج التكنولوجي: ملخص كتاب مستقبل المشاعر
ايه هو الواقع الافتراضي الاول , النظارات اللي بتنقل لنا لعالم ثاني دي مجرد مثال عليها لكنها موجوده في حاجات ابسط من كده , وبتعتمد على تكنولوجيا الاندماج زي لعبه بوكيمون وفلاتر انستغرام وسناب شات , اللي واحده واحده بدانا نقبلها كجزء من حياتنا .
ايوه دي نستخدمها ازاي عشان ننمي التعاطف سنه 2015 في واحده من مؤتمرات تد شرح الفنان وصنع الافلام الامريكي كريس ميلك القدره التعاطف الرهيبه اللي بتملكها تكنولوجيا الاندماج وقالوا انه يقدر من خلالها يبني اله التعاطف المطلقه , وانه زي ما الافلام كانت وسيله لتحفيز مشاعر التعاطف عند المشاهد تجاه الشخص اللي على الشاشه في طرق دلوقتي ممكن تدمج الجمهور في القصه بشكل اكبر باستخدام عناصر تفاعليه .
وكل اللي هيحتاج المشاهد مجرد شاشه و وفعلا تعاون مع الامم المتحده وقدر ينتج فيلم الواقع الافتراضي كلاودز اوفر سيدرا اللي بيحط المشاهد في وسط ازمه اللاجئين السوريين بالتعرف على رحله بنت اسمها سيدرا عندها 12 سنه والفيلم ده نجح جدا والناس اتاثرت بيه , عشان كده ملك قال اننا نقدر نغير العقول اللي حوالينا من خلال الالات دي بس رغم التاثير ده في ناس لقت كلامه مبالغ فيه شويه.
اه الناس ممكن تتاثر باللي شافته وتفكر في حاجه مختلفه لكن تجربه زي دي مش هتدي لتغيير فعل في الحياه مثلا والشعور بالحزن مش بيخدم القضيه ايا كانت ايه , ولكن الافعال هي اللي بتغير ده غير كمان تحيزات ان احنا الشخصيه اللي ممكن تاثر في درجه تعاطفنا.
وفي ابحاث كمان قالت ان لو تجارب الواقع الافتراضي بتحفز مشاعر التعاطف فهي ممكن تحفز مشاعر ثانيه سلبيه زي التوتر والقلق , وممكن تصيب بعض الناس بكرب ما بعد الصدمه يعني الواقع الافتراضي ده زي اليورانيوم هو قوي جدا فيقدر يدفي البيوت وممكن يدمرها .
الموضوع متوقف على طريقه تعاملنا معاه وفهمنا ليه ولكل اثاره وجوانبه غير بقى مجال السينما دخلت ,التكنولوجيا بقوه في مجال الصحافه المهدد فهل هتساعده ولا تقضي عليه صناعه الصحافه.
حاليا بتتطور بشكل كبير خصوصا مع سرعه انتقال الاخبار واختصارها على السوشيال ميديا فالصحفي كيني مور وهو سجين سابق قضى سنين في الحبس الانفرادي والتجربه كانت للاحساس بشعوره في المكان ده , وتاثيراتها عليه التجربه دي اتقال عنها انها مستقبل الصحافه لانها بتساعد الصحافه تجذب الانتباه اكتر وتسلط الضوء على قصص معينه تستحق مننا ده .
وقبلها ساعه اعصار كاترينا سنه 2005 قدر موقع ام اس ان بي سي انه يعرض فيديو صحفي بابعاد 360 درجه يصور ابعاد الكارثه واي حد يشوفه كانه في مكان اللي اتاثر باللي حصل .
وفاز المشروع ده بجائزه افضل موقع صحفي سنه 2006 وساعد في الهام نوع جديد من الاخبار وتم الاشاده باستخدام الواقع الافتراضي في المجال ده لانه بيمنح المشاهد احساس تواصل عاطفي فريد مع الاشخاص والاحداث .
بس ثانيه واحده مش المفروض ان الصحافه تكون شفافه وموضوعيه فازاي ممكن يحققوا ده وهم بيطلبوا من المشاهدين انهم يكونوا جوه القصه والمشهد وبتوجيه كمان انهم يحسوا بحاجه معينه بسبب الاسئله دي , بعض الناس وصفوا الظاهره دي بالصدمه الاباحيه باعتبارها مشهد بيخلي المشاهدين يحسوا بالرضا عن نفسهم لكن مش بيقدم اي فايده ثانيه .
وكمان ممكن يؤذي المجتمعات اللي بيتم تصويرها , الكاتبه بتقول ان هدف شغلها الصحفي انها تشرح اللي بيحصل للناس وتخليهم يحسوا بالتواصل لكنها مش عايزه تولد التعاطف على حساب الحقيقه او انسانيه الناس اللي بيتم تصويرهم , وان يمكن تم الافراط في استخدام الواقع الافتراضي كالة للتعاطف لكنها في نفس الوقت مش بتنكر انها اداه قويه لو تم استخدامها صح,
في عالمنا بقى العادي بتظهر اهميه التعاطف وضرورته مش بس في التعاملات الانسانيه ولكن في التعاملات المهنيه , سنه 2016 اصدرت لجنه تكافؤ فرص العمل تقرير بيقول ان ثلث الشكاوى اللي عددها 90,000 شكوى كانت متعلقه بالسلوكيات السيئه والمضايقات في مجال العمل.
زي التحرش الجنسي والعنصريه بسبب السن او الاعاقات الجسديه وكل الحوادث دي طبعا كان ليها تاثير سلبي على معنويات الموظفين وانتاجيته .
ومع نمو حركة تايمز اب ومي 2 في امريكا بدات المنظمات تطلب خضوع الموظفين لنوع من التدريب العملي حوالين ايه المقبول في مكان العمل او لا وكلام طبعا عن التحرش الجنسي والاختلاف والاندماج , بس مع ذلك المشكله لسه موجوده والحاجات دي لسه بتحصل وده خلى الكاتبه تتساءل هل التدريب على التعاطف هو الحل !!
في منظمات كتير مؤمنه بكده زي مايكروسوفت وامازون وغيرهم وبيقولوا كمان ان التدريب على التعاطف ده مش بس بيمنع الموظفين انهم يتصرفوا غلط لكن بيخليهم كمان متحفزين اكتر ومنتجين اكتر .
لان موضوع التصرفات السيئه ده مش مرتبط بس بتخويف الناس بالقوانين وباحت الماليه الرفد لكن الاهم هي فكره ازاي نخلي ثقافه الشغل فيها تعاون اكتر , وبالتالي الكل يستفيد نفسيا وماديا .
طيب ده في البزنس وخدمه البص الكبير في الاخر عشان شغله يمشي في مجال بقى زي الطب اللي التعاطف فيه المفروض ان هو جزء من الشغلانه , ايه اخبار التعاطف فيه للاسف الشديد مستويات التعاطف بقت بتقل في كليه الطب وسنوات الاختصاص مع ان الدراسات اثبتت ان التواصل الايجابي اللي بيكون فيه التعاطف والرافه واضحين بين الطبيب والمريض .
ده بياثر بشكل ايجابي على صحه المرضى طيب ليه نسب التعاطف دي بقت تتراجع دلوقتي !!
السبب هو زياده الضغط والارهاق او الاكتئاب والتعامل السيء من الرؤساء او المشرفين , وفي سبيل حل الموضوع ده اظهرت الابحاث ان ادخال التكنولوجيا المقصوده والموجهه ممكن تحسن من تعاطف الدكاتره .
وبدا فعلا المتخصصين يستخدموا منتجات المحاكاه الطبيه والواقع الافتراضي للتدريب العملي على برامج التعاطف عن بعد زي برنامج سمبلس اللي صنع لمحاكاه شعور المريض وبالتالي يقدر الدكتور يحس بيه فعليا زي ارتعاشات مريض باركنسون مثلا .
وكمان في تجارب واقع افتراضي برده ممكن تحاكي العيشه مع اصابات مختلفه وفي امل ان الحاجات دي مش بس تساعد على تنميه التعاطف , لا كمان ممكن تساعد على ابتكارات طبيه تكون نتيجه التجارب دي .
واخيرا التكنولوجيا سلاح ذو حدين ممكن تجرد من انسانيتنا وممكن تزود منها , بس الموضوع بيتوقف على فهمنا لكل جوانبها وكمان طريقه تعاملنا معاها , واسال نفسك قبل ما تستخدم اي اداه هل هتحسن من حياتي هل هتخليني شخص احسن وحسب اجابتك قرر وبس كده سلام .