ملخص كتاب: سيكولوجية الجماهيرللكاتب الفرنسي جوستافلو
ملخص كتاب: سيكولوجية الجماهير, سنه 1978 في وسط غابه في دوله غيانا بامريكا الجنوبيه حصلت اغرب حادثه انتحار جماعي في التاريخ الحادثه دي مات فيها اكتر من 900 شخص فيهم رجاله وستات واطفال بتاثير من كلام شخص واحد اسمه جيم جونز.
مين ده بقى وايه حكايته!! جونز ده كان واعظ ديني امريكي وكان رافض العنصريه اللي كانت منتشره ساعتها وكان بيدعو للمساواه بين البشر كلهم وكان كل كلامه ورد وجميل بس العنصريين اللي حواليه رفضوا دعوته دي وقرر انه ينتقل هو اتباعه لدوله غيانه.
وهناك يا صديقي الكلام الوردي اتحول لسواد ما بعده سواد اتباع جونز راحوا معاه املا في مكان ما فيهوش عنصريه ولا اضطهاد لكن لقوا نفسهم في سجن كانوا بيشتغلوا لساعات طويله جدا مقابل اكل قليل وكمان كانوا بيتعرضوا لاساءات جسديه ونفسيه وانعزلوا عن العالم الخارجي.
بالتأثير النفسي للجماهير: دراسة في علم النفس الاجتماعي.
وبعد ما الاحوال الحقيقيه للمكان ده اتكشفت اوهمهم انهم تحت التهديد وان الجيش الامريكي اقصفهم حالا والحل الوحيد هو الانتحار الثوري وقد كان.
الناس شربت السم بايديها كل اللي شغل علماء النفس الاجتماعي وقتها وبعد سنين كمان هو ازاي قدر ياثر على الناس دي كلها وما طلعوش غير بنتيجه واحده انه استخدم تاثير قوه الجمهور عشان يتحكم في سلوك الناس دي وافكارهم.
ايه قوه الجمهور دي بقى ده اللي هنعرفه في مقال النهارده من كتاب سيكولوجيه الجماهير للكاتب الفرنسي جوستافلو اللي صدر من اكتر من 100 سنه ولسه بيناقش لحد النهارده.
نبدا من الاول يعني ايه جمهور اصلا او ايه اول حاجه بتيجي على بالك لما تسمع كلمه جمهور ناس متجمعه تتفرج على ماتش او مسرحيه او يمكن ناس بتراقب خناقه في الشارع هو الحقيقه في معنيين:
- المعنى الاول معنى حرفي بيقول ان الجمهور ده عباره عن تجمع لمجموعه من الافراد وخلاص.
- المعنى التاني بقى وده الاهم بيقول ان الجمهور ده عباره عن مجموعه من الافراد بيجمعهم هدف او فكره مشتركه وبيتعرضوا لنفس الدوافع.
فرقت يعني فرقت كتير لان الجمهور بالمعنى ده بتتشكل عنده روح جماعيه وهويه واحده ودي اللي سماها جوستاف الوحده العقليه للجماهير يعني ايه برضو يعني الافراد المكونين للجمهور ده بيكونوا حاجه قبل الانضمام للجمهور وحاجه تانيه خالص بعده.
وده بيحصل بسبب اكتسابهم مجموعه من الخصائص او الخاصيه هي فقدان الشخصيه الواعيه للافراد يعني ايا كان نوع الافراد اللي بتشكل الجمهور ده واهتماماتهم بمجرد ما بينضموا لجمهور بيتبنوا اهداف وسلوكيات ما كانتش هتحصل لو فضلوا لوحدهم تاني خاصيه هيمنه الشخصيه اللاواعيه.
فهم الديناميات الجماهيرية: تحليل نفسي لسلوك المجموعات.
ودي بتعتمد على الغرائز لان الجمهور بيميل اكتر للبدائيه والهمجيه تالت خاصيه والاخيره بتتمثل في سهوله الايحاء للافراد للتوجه ناحيه عواطف افكار معينه الثلاث خواص دول موجودين بوضوح في اتباع جيم جونز اللي ضمه ناس من خلفيات مختلفه بس كلهم صدقوا ان الراجل ده يقدر يخليهم يعيشوا احرار في مكان من غير حكومه.
وبعد ما ظهرت حقيقته قدر برضو يوحي لهم بان ما فيش مفر غير بالانتحار ولما واحده من الجمهور اترجت ويلاقي حل تاني باقي الجمهور هو اللي سكتها السؤال بقى دلوقتي الصفات دي بتظهر ليه والحقيقه انها بتظهر نتيجه تلات اسباب.
اولها ان انضمام الفرد لجمهور بيخليه يكتسب شعور بالقوه وانه قادر يعمل اي شيء تاني سبب بقى هو العدوى والمقصود هنا انتشار المشاعر والافعال بسهوله وبسرعه داخل اي جمهور.
تالت سبب والاهم هو ظاهره التحريض ودي بتبقى شبه التنويم المغناطيسي لان الفرد المنتمي لجمهور بيكون غير واع الافعاله وبتضيع ارادته اقرب مثال لتاثير الصفات دي في عصرنا الحالي هو ظاهره التحديات على تيك توك واللي اغلبها بيكون منافي تماما للمنطق والعقل.
ومع ذلك جمهور التطبيق اغلبه بيعملها زي تحدي ابتل كتيره من دواء بنادريل عشان يشوفوا هلاوس والتحدي ده اتسبب في موت اكتر من شخص وبكده بنفهم ان الجمهور في منزلها اقل من الفرد من الناحيه الفكريه حسب كلام جوستافل.
طب من الناحيه العاطفيه هنلاقي ان الجمهور بيبتسم باربع طباع من الناحيه العاطفيه اول طبعا هو سرعه الانفعال زي ما قلنا ان الجمهور بيقودوا اللاوعي وبالتالي بيكون سهل تحريضه وقيادته في اي جهه وده بيخليه متقلب وممكن في ثانيه ينتقل من الهمجيه الشديده للبطوله والكرم تاني.
طبعا هو سرعه التاثر والسذاجه والخضوع افراد الجمهور بيتاثروا بسهوله وبسرعه بسبب الايحاءات وبينتج عنه حاجه اسمها توجه والتوجه ده بسرعه بيتحول لفعل وزي ما بيحصل حاليا في السينما والمسرح لما يكون ممثل عامل دور شرير وتلاقي الجمهور كاره الممثل فعلا وعايز يؤذيه.
تالت طبع من طباع الجماهير هو المغالاه في العواطف والتبسيط المفرط لها يعني يا حب صرف يا كره صرف الطبع الاخير هو التعصب والاستبداد الجمهور هنا يقبل فكره ما قبول تام يا بيرفضها رفض تام معندوش وسط وده بيظهر مع الخطابات اللي ممكن فجاه تتحول من تشجيع لصراخات غضب ومطالبات بالطرد.
لو اللي اتكلم غلط في حاجه كده خلصنا طباع الجمهور العاطفيه ايه اللي فاضل بقى اللي فاضل الاخلاق وعشان نتكلم عن اخلاقيه الجماهير محتاجين نعرف.
الاول نقصد ايه بالاخلاق يعني لو الاخلاق دي هي احترام التقاليد والتحكم في الرغبات يبقى الجمهور ده عديم الاخلاق لكن لو قصدنا بالاخلاق صفات زي التفاني والاخلاص والتضحيه فكده الجماهير اخلاقها عاليه عاليه جدا ايه اللخبطه دي بقى ما فيش لخبطه ولا حاجه.
قوة الاقتناع الجماعي: دراسة حول التأثير الجماعي في صنع القرارات.
افعال الجماهير ممكن تظهر انحطاط اخلاقي لانها بتلبي الغرائز البدائيه وبتخلي الفرد يامن العقاب بس في نفس الوقت الجمهور بيكون مخلص ومستعد للتضحيه بنفسه في سبيل فكره وهدف معين بس المشكله هنا ان الافكار اللي بيكون مستعد للتضحيه بنفسه عشانها ويرتكب جرائم باسمها مش دايما بيكون فاهمها اصلا.
ازاي بقى هقول لك من الافكار اللي بتتاثر بها الجماهير النوع الاول هو الافكار العرضيه والمؤقته ودي بتظهر فجاه وتختفي فجاه تحت تاثير اللحظه النوع الثاني هو الافكار الاساسيه المستقره في اذهان الجمهور زي المعتقدات الدينيه والافكار الديمقراطيه والشيوعيه في بعض المناطق.
يعني مثلا في فتره كتابه الكتاب ده كان في حركات اشتراكيه بتحاول تتخلص من النظام الاقطاعي وجوستافو كان رافض للحركات دي وعشان كده بيقول على الفتره دي انها شهدت اهتزاز الافكار الاساسيه العظيمه بس بشكل عام مهما كانت طبيعه الافكار اللي بتحول تحرض الجماهير فهي متقدرش تفرض سيطرتها الا لو تم تبسطها على الاخر.
يعني اي فكره مهما كانت عظيمه بتجرد من عظمتها علشان تقدر توصل للجمهور طب هل ده معناه ان الجمهور ما عندوش عقل خالص لا طبعا احنا ما نقدرش نقول ان الجماهير مش بتفكر بعقلانيه لكن اللي نقدر نقوله ان الحجج المنطقيه اللي بتستخدمها متدنيه جدا وبتعتمد على روابط سطحيه.
وده بيودينا على مخيله الجماهير اللي بيكون اسهل اهدافها والتاثير عليها وعشان كده بيتقال من يعرف فن التاثير على خيال الجمهور يعرف ايضا فن حكمهم حلو قوي بياثروا ازاي بقى في نوعين من العوامل يقدروا ياثروا على اراء ومعتقدات الجماهير اول نوع هو العوامل البعيده ودي العوامل الاساسيه اللي بتمهد لنجاح الافكار الجديده او فشلها.
ودي بتضم العرق وده اهم عامل واكثرهم تاثيرا والمقصود به هنا مجموعه الافراد اللي عاشوا في مكان واحد ولهم تقاليدهم وثقافتهم وعشان كده.
العامل الثاني هو التقاليد غير الزمن اللي يعتبر سبب في نجاح بعض الافكار في عصر ما وفشلها في عصر تاني بالاضافه للمؤسسات السياسيه والاجتماعيه والتعليم والتربيه واثر ده كله على عقول الافراد كده العوامل البعيده عملت شغلها وجهزت اساس لتقبل التغيير في بعض الاراء.
ودلوقتي بنيجي للعوامل القريبه اللي تاثيرها بيكون اسرع العوامل القريبه بتضم اولا الصور والكلمات زي ما قلنا ان خيال الجماهير بيتاثر اكتر حاجه بالصور والصور دي بيتم من خلال الكلمات بس اي كلمات الحقيقه ان اكتر كلمات صعب تحديد معناها هي اللي بتؤثر اكتر.
زي كلمه الديمقراطيه والحريه ودي كلمات بتحتاج مجلدات عشان تشرح معناها بس لها قوه سحريه بتحسس الجماهير انها هتحل كل مشاكلهم تاني عامل هو الاوهام من بدايه الحضاره كانت الجماهير بتتاثر بالاوهام والاكاذيب لان دي اللي بتمنحها الامل وبتكدب الحقايق اللي بتزعلها.
نابليون نفسه قال لم استطع انهاء حرب الفوندي الا بعد ان تظاهرت بانني كاثوليكي حقيقي ولم استطع الاستقرار في مصر الا بعد ان تظاهرت بانني مسلم تقي.
وعندما تظاهرت بانني باباوي متطرف استطعت ان اكسب ثقه الكهنه في ايطاليا ولو انه اتيح لي ان احكم شعبا من اليهود لاعدت من جديد معبد سليمان تالت عامل من العوامل المباشره هو التجربه وتعتبر التجربه هي الطريقه الوحيده الفعاله لترسيخ حقيقه معينه في نفوس الجماهير.
تحليل السلوك الجماعي: فهم أسس وميكانيكيات التفكير الجماعي.
بس لازم التجربه دي تتعمل واسع وتتكرر اكتر من مره لان مش دايما الجماهير بتتعلم من التجارب السابقه العامل الاخير هو العقل وده مش عامل مؤثر قوي لان الجماهير بتستجيب بعواطفها اكتر اكبر واشهر مثال على تتابع العوامل البعيده والقريبه هو الثوره الفرنسيه اللي كانت عواملها البعيده كتابات الفلاسفه.
وتجاوزات طبقه النبلاء والتقدم العلمي وعواملها القريبه كانت خطابات القاده وتعنت الملكيه اللي خلت الثوره تشتعل في نفوس الجماهير كده عرفنا التكوين العقلي للجماهير والعوامل اللي بتحركها وتاثر عليها فاضل بقى نعرف مين اللي بيستخدم العوامل دي وازاي اي جمهور بيميل انه يحط نفسه تحت سلطه زعيم او قائد يوجههم وياخدهم.
ومن غيره مش هيكون لوجودهم اي لازمه اساسا يعني مثلا في واحده من اضرابات سائقي البساط في باريس بمجرد ما الزعماء بتوعهم اتمسكوا الاضراب وقف لان اللي كان بيحركهم مش الحاجه للحريه لكن الخضوع للزعيم.
بس هل اي حد لم ناس حواليه خلاص بقى قائد لا طبعا في نوعين من القاده نوع عنده اراده قويه بس نفسه قصير بمجرد ما الشيء اللي حفزهم يختفي بيرجعوا زي ما كانوا زي جوزيه الوطن الايطالي اللي كان شويه يحارب مع الصور وشويه حارب مع الحكومه وعشان كده جوزها بيقول عنه المغامر بلا موهبه.
وتاني نوع عنده اراده بس دائمه ودول بيكون لهم تاثير كبير جدا وعندهم ملكه نادره انها تسيطر على اللي حواليهم زي هتلر السؤال هنا بقى ازاي بيعملوا كده لما يكون هدف القاده انهم يطلعوا بنتيجه فوريه بياثروا على الجمهور بمحرضات ودوافع سريعه لكن لما يكون الهدف ترسيخ افكاره ومعتقدات لمده طويله.
بيلجا القاده لثلاث عمليات مترابطه هي:
- التاكيد
- التكرار
- العدوى
التاكيد ده بيكون خالي من البرهان العقلي ومع ذلك هو من اسهل الطرق لادخال فكره في اذهان الجمهور وعشان يكون للتاكيد ده تاثير حقيقي فعلا لازم يتكرر على طول وبنفس الكلمات عشان الجماهير تقبلها كحقيقه مثبته وبعد فتره هينسوا مين صاحب الجمله دي.
يعني مثلا للترويج للحرب العالميه الاولى جانب الحلفاء فضل يقرر جمله ان الحرب لانهاء كل الحروب عشان يشجع الناس على التطوع لها ويؤمنوا بضروريتها فعلا والكلام ده طبعا ما كانش حقيقي وبعد عشرين سنه منها قامت حرب اكبر واعنف.
وبعد التكرار بيتشكل طيار الراي العام وبتبدا العدوى وزي ما قلنا ان الافكار والعواطف عند الجماهير بيكون عندها قوه معديه رهيبه زي عدوى الانفجار الثوري اللي حصل سنه 1848 في باريس وامتد الجزء كبير من اوروبا وحطم انظمه ملكيه كتير بس كده اي حد يقعد يكرر كلامه وياكد عليه خلاص بقى قائد!!
لا طبعا في سر خطير هو القادر على نجاح الطرق دي او فشلها وهو الهيبه الهيبه دي قوه غامضه كده ونوع من انواع الهيمنه اللي ممكن يفرضها شخص او فكره وبترجع قوتها انها بتخلينا نندهش كده ونحترم الشخص اللي قدامنا حتى واحنا مش فاهمين ليه وكمان بتشل قدراتنا النقديه والهبه نوعين.
- هبه مكتسبه دي بتيجي عن طريق الاسم والثروه والسمعه والمنصب زي افراد عائله كاندي مثلا في امريكا.
- هبه شخصيه ودي ممكن تتواجد من غير سمعه او منصب زي ما لكم اكس مثلا , او نابليون اللي كان له هيبه من قبل حتى ما يمتلك سلطه.
والكلام ده بشهاده جنرالات قابلوه في حمله ايطاليا وكانوا متخيلين انهم يسحقوا الشاب الجديد ده لكنه قدر يروضهم بنظره واحده من عينيه بس مش الكتاب ده قديم شويه اخضر يعني هل كلامه ليه سيصلح لدلوقتي اقول لك يا صديقي وقت صدور الكتاب ده كانت فرنسا مدمره من حركات ثوريه بتحصل جواها.
وكمان تهديدات خارجيه والقوه الحاكمه كانت ضعيفه ومش قادره تسيطر وساعتها خرج جوستافلوب بنظريه بتقول ان كل الكوارث اللي حلت على فرنسا بترجع لهجوم الجماهير على مسرح التاريخ نال جوستاف مكان علميه رفيعه واتقابلت نظرياته بالقبول والاحترام.
بس القبول ده حاليا بيتبص له بعين الشك لان المفكرين والسياسيين اللي اشادوا بالنظريه كان في مصلحتهم انهم يلقوا اللوم على الجمهور بدل ما يتحملوا اي مسؤوليه فبدا علماء علم النفس الاجتماعي من 30 سنه تقريبا انهم يراجعوا النظريه واكتشفوا عدم صحتها في بعض الجوانب.
فن القيادة والتأثير: دراسة في علم النفس الجماعي.
زي ما فيها التام لفردانيه الشخص ووعيه لو انضم لجمهور وده مش حقيقي اما اللي سبب صحته فعلا وباسوا الطرق هو طرق التحكم في الجماهير والاستعان بها هتلر ومسوليني وبدل ما يستخدم الكتاب ده لتحذير الشعوب بادليل ارشادي للطغاه وده طبعا ما كانش هدف.
بس حتى مع كل الجدل ده يا صديقي بيرجع لجوستافلو بوبو الفضل في نشاه علم نفس الجماهير وبكده يا صديقي نكون خلصنا فاضل بس انك تسال نفسك هل في سلوكيات او افكار معينه بتتبناها ومش عارف ايه السبب لو ايوه بص حواليك كده وشوف هل ده تاثير الجمهور وبس كده.