ملخص كتاب: المتلاعبون بالعقول تأليف هربرت شيللر
ملخص كتاب: المتلاعبون بالعقول , بعد نهايه يوم طويل مرهق بتفتح التلفزيون عشان تسلي نفسك شويه قبل ما تنام او انت بتاكل وبالمره تشوف ايه اخبار الدنيا بتجيب اشهر برامج توك شوف البلد او بتمسك الموبايل وتقلب شويه في السوشيال ميديا بتشوف بقى خبر من هنا على معلومه من هناك.
مشكله جوه البلد على كارثه من بره حرب اقتصاديه على حرب عسكريه مش عارف مين رجع لمين ولا التاني بيتخانق مع مين مين اللي كسب البطوله ومين اللي عمل حفله وايه فقره الطبخ اللي جايبينها لي في الاخر دي كمان بعد ما بتخلص بتقف مع نفسك كده في لحظه استفهاميه هو في ايه هو ايه اللي حصل بس بتتاوب كده وافتكرت انك نعسان دلوقتي.
فماعلينا الصباح رباح لا تعال هنا ما علينا ايه بس الاربع ساعات دول كافيين يغيروا في طريقه نظرتك للاحداث وحكمك عليها ووقعوك في الشباك اساطير الاعلام الخمسه يعني ايه الاساطير الخمسه دي وايه اللي وسائل الاعلام بتغيروا فيك حتى لو كنت بتابع برامج التسليه والترفيه بتاعه المشاهير.
بالتأثير الخفي: دراسة في علم النفس الاجتماعي.
او حتى يا عم بتتفرج على افلام وثائقيه عن الطبيعه او سمكه التونه العنيده على ناشونال جيوغرافيك او مقضيها افلام ديزني وانيميشن برده ده كله بياثر علينا بشكل او باخر وهنعرف ازاي من خلال كتاب مقال النهارده المتلاعبون بالعقل لمؤلفه اللي درس فيه ازاي وسائل الاعلام الامريكيه بتاثر على وعي المجتمع الامريكي.
يلا بقى نشوف الاعلام بيلعب بعقولنا ازاي ونبدا بالسؤال الاهم ازاي وسائل الاعلام بتاثر فينا ببساطه يا صديقي من خلال خمس اساطير مشهوره كاذبه بيتم تمريرها في المحتوى الترفيهي او الاخباري او المعرفي عشان تحاول تقنعك انهم حقيقه.
اول اسطوره هي اسطوره الفرديه او الاختيار الشخصي عندنا عمرو مثلا بيتعرض لمحتوى اعلامي بيقول له طول الوقت انت حر وتقدر تعمل اللي انت عايزه وعشان انت حر لازم تبقى اختياراتك فرديه يعني تعيش في بيت لوحدك ومعاك عربيه ليك بس وتشتغل في مشروعك الخاص وما فيش قيود اجتماعيه توجهك.
يقول لك تعمل ايه وما تعملش ايه عارف ليه عشان انت استثنائي مش زي الباقي يوم ايه عمرو يروح بقى يتغار ويطمن ان عقله ده يوزن بلد وهو المتحكم الاول والاخير في حياته وكل ما الشركات تعرض اعلاناتها على المحتوى اللي بيتفرج عليه عمرو يفضل يشتري ويشتري ويسمع الكلام وهو فاكر انه كده بياكد حريته لكن لو جه في يوم حس بالظلم او برغبه في تغيير وضعه الاجتماعي او يعترض على مشكله ما.
ساعتها يحس انه صغير قوي بالنسبه لها ما هو فرض لوحده هيقف قصاد المشكله دي ازاي وكله بيقول ان الحل في ايده هو كفرد.
تاني اسطوره هي الحياد عمرو برضو مصدق ان اكيد وسائل الاعلام دي محايده ومش هتكذب عليه اكيد اللي بيقولوه كله في مصلحتنا ليه هينحازوا لطرف معين لكن هربرت شيلر بيقول لك يا صديقي ان ما فيش اعلام محايد وان كل الوسائل الاعلاميه هي عباره عن مشاريع تجاريه.
ومصلحتها مع مصالح المعلمين الممولين والشركات الكبيره فهتمشي مع مصلحتها يمين يمين شمال شمال حتى وهيقولوا الكلام وعكسه لان الهدف النهائي هو الربح عندك مثلا ايام غزو العراق كان في معلنين بيرفضوا ان البرامج اللي هيتعرض اثناء اعلانهم تتكلم عن الحرب عشان ده هياثر على مزاجك وهيقلل الاندماجك مع الاعلان بتاعه وفعلا بيهدده بسحب اعلاناتهم وده بيكون كفيل بخساره هائله للقناه.
فهم الأساليب السرية للتلاعب الإعلامي.
فبتسمع الكلام عادي تالت اسطوره بقى هي ثبات الطبيعه الانسانيه من كتر ما عمرو بيتفرج على حروب وجرايم ومصايب وفقر ومجاعات وجرعات مكثفه من العنف بقى مقتنع ان دي حاجات حتميه خلاص هنعمل ايه يعني هي الدنيا كده وهتفضل كده ناس وحشه وناس كويسه والمشكلات الكبيره دي ملهاش اسباب وما فيش حد يقدر يحلها فانا تصالح مع وجودها بقى ونكمل حياتنا عادي ونتخلى عن امنيات التغيير.
اما رابع اسطوره هي غياب الصراع الاجتماعي سيبنا من عمرو بقى خالص كفايه كده عليه وتعالى لي بقى جرب كده تفتح اي فيلم امريكي هتلاقي مليان مشاهد اكشن وعنف كانه بقى حاجه اساسيه في اي فيلم وزي ما هيربرت شيلر بيقول فالعنف شيء امريكي مثله مثل فطيره التفاح لازم تلاقيه في الفيلم وطبيعي يبقى في ناس طيبين وناس اشرار.
بس الغريب بقى ان ده خيارهم الفردي البطل بقى كويس او وحش عشان هو اختار كده مش عشان في جذور لظلم اجتماعي او استغلال للشركات تعرف ان بعض الشركات مثلا كانت بتحارب ظهور فيلم اسمه المهاجر عشان بيعرض استغلالها للعماله المهاجره ونقلت كل اعلاناتها من القناه اللي عرضت الفيلم.
فلا يا عم احنا عايزين افلام وبرامج ترفيه مش عايزين اي حاجه فيها مشاكل خالص لاجتماعيه ولا اقتصاديه ولا سياسيه حاجه كده ايه اخر روان والله عمرو رجع بقى يدافع عنك شويه يا اخضر خلاص مش عاجبك حاجه اتفرج على غيرها ما قدامك يجي الف قناه ده غير مواقع السوشيال ميديا اكيد وسط كميه القنوات دي هتلاقي اللي انت عايزه.
احب اقول لك للاسف يا صديقي هي دي الاسطوره الخامسه اسطوره التعدديه لكن اللي انت محتاج تعرفه ان لاعيبره مش بعدد القنوات ولكن باختلاف المضمون اعمل كده زي ما يجيب لك 50 علبه بسكوت مختلفين بس في لون الغلاف وانت فاكر ان كده انت بتختار بحريه ما بين اختيارات متعدده.
والحقيقه يا صديقي انك محكوم في اطار مرسوم كل حاجه فيه بتتكرر عشان مصالحهم واحده دول كده الاساطير الخمسه اللي عمنا هيربرت بيقول ان الاعلام بيسيطر على وعي الناس بها طيب ما اختلفناش ازاي بقى الاساطير دي بيتم تمريرها عن طريق تقنيتين مهمين جدا هم:
- التجزئه
- والفوريه
جرب كده تفتح اي برنامج اخبار لمده نصف ساعه وعد كم خبر مختلف هيعدي عليك هتلاقي خبر في الرياضه وبعدها في السياسه وبعدها حادثه على فلان اتجوز وعلان مات المحصله مجموعه اخبار ملهاش علاقه ببعض اصلا وما تقدرش تعرف ايه اسبابها وما فيش اي نوع من الربط في الاخر هتحس ان كل المشكلات بسيطه وسطحيه.
سلطة الإعلام: كيف يشكل وعينا وسلوكياتنا.
انت بس يا مسيو اللي بتحب تكبر المواضيع ده غير ان بيفصل بينهم فواصل اعلانيه تخليك تقول هو انا كنت بتفرج عليه قبل الاعلان وهي دي تقنيه التجزئه اما بقى تقنيه الفوريه فهي ان كل الاخبار والمعلومات بتتقدم ورا بعضه طخ طخ طخ كله ضرب ضرب مفيش شتيمه وما فيش حد فاصل بين الهزار والجد بين القضايا المهمه المصيريه والترندات.
انا بقى عايزك تسال نفسك سؤال مهم بعد ما تخلص فرجه هو انا المفروض اعمل ايه دلوقتي بعد معرفه المعلومات دي واراهنك على اشتراك في التطبيق انك هتلاقي نفسك مش عارف تعمل ايه او ايه المطلوب منك اصلا بس اخضر عارف وهيقول لك ايه المطلوب انك تسمع الاخبار المتجزاه الفوريه وتصدق الخمس اساطير عشان تحقق الهدف الاخير للاعلام.
اللي بيخلي اصحابه يصرفوا مليارات كل سنه عشان بس يشوفوك متفرج سلبي قد الدنيا ما تغيرش او تعترض على حاجه يتقال يمين يبقى يمين شمال يبقى شمال ما تعملش قلق يعني بس خلاص اقدر شكرا اتعقدت من برامج الاخبار والتوك شو ومش هتفرج اللي على برامج المسابقات والمشاهيرعشان اسلي نفسي شويه هتطلع لي فيها ايه!!
دي كمان يا صديقي انا بساعدك بس مش قصدي انكد عليك والله لو جينا نبص المحتوى الترفيهي والتسليه سواء كان مرئي او مسموع او مقروء هنلاقيك بتروح لهروب او زهق او عايز تسترخي شويه وتفصل بس كده انت بتدخل فقاعه بتعذلك عن الواقع اللي حواليك ولو مؤقتا بينطبق عليها نفس اللي اتكلمنا عنه في السلبيه والاساطير الخمسه.
بس زياده عنهم بقى ان محتوى التسليه والترفيه بيحفز عندك سلوكيات معينه ويخليك تشوفها مهمه وتحاول عاملها ومهما قال لك ان الترفيه محايد وما فيهوش اي ايدولوجيات او توجه معين فده شيء غير صحيح تماما بس خلاص انا هروح اشوف ناشونال جيوغرافيك انا ولا اتفرج على افلام ديزني ولا تقول لي بقى اساطير خمسه وتجزيئيه ومش عارف ايه برضو يا صديقي ما بعدناش عن التلاعب بعقلك ووعيك.
ناشونال جيوغرافيك مثلا بتخلي العالم في ذهنك عباره عن شويه اماكن جميله مرتفعات جبليه وسهول خضراء وانهار ومزارات سياحيه وغابات مناظر تخليك تحلم وتقول يا سلام انا اول ما هتجوز هوفر فلوس الفرح واخد مراتي ونلف العالم بس في صوره غايبه تماما عنك.
الأساطير الحديثة: كيف تُشكلها وسائل الإعلام.
وهي الصوره الحقيقيه ان الاماكن الجميله دي جوه بلاد فيها مشاكل وصراعات سياسيه واجتماعيه ولو هي في دول افريقيا فغالبا شعبها اصلا بيعاني من مجاعات وفقر وحروب اهليه كل ده بقى انت مش عارفه ولا بيوصل لك مع انه اهم من شويه المناظر الطبيعيه بس لا مش عايزينك تشوفه وعشان كده هتبقى متضايق.
على سبيل المثال بيقول لك انهم قعدوا حوالي 50 سنه ما جابوش سيره اي صراعات في ولايات الجنوب الامريكي ولا مشاكل التمييز العنصري مع السود ولا جماعات الكوكلوكس كلام كمان ايام حرب فيتنام ومع بدايه تدخل امريكا ناشونال جيوغرافيك نشرت كتير عن فيتنام.
لكن لما الناس بدات تعترض على تدخل امريكا والراي العام بدا يتوتر توقفوا تماما عن النشر عن اي حاجه تخص فيتنام يعني حتى الاختيارات مش محايده ولا حاجه اهو طب وافلام ديزني مالها بقى يامسيو!!
ما هو عالم خالي وزي الفل اهو نفس القصه يا صديقي عالم خيالي ما فيهوش صراعات اجتماعيه حقيقيه الاشخاص فيه يا اما اشرار او اخيار باختيارهم مش باسباب اجتماعيه فاكر اسطوره الاختيار الشخصي وغياب الصراع الاجتماعي هي دي نفس النقطه الموضوع برده مش محايد خلي بالك.
يعني كنت دايما تلاقي في افلام ديزني البطل امريكي وابيض وغني وبيطلع رحلات للبحث عن كنز او استكشاف البلاد الثانيه لغرض المغامره وبيوصل البلاد دي يلاقيها جزيره ناقيه اهلها متخلفين وبدائيين وهو البطل الابيض المتفوق اللي هو هنا طبعا امريكا هيحن عليهم ويبدا يعلمهم الصح والغلط ويسيطر عليهم ويستخدم مواردهم لصالحه ومش مهم بقى مصير الناس دي ايه او ايه التاثير على البلد او الجزيره لانهم كده كده يستاهلوا اللي هيحصل لهم.
ولو خدت بالك يا صديقي وسائل الاعلام السينمائيه الامريكيه غيرت السياسه دي مع الوقت بتغير التوجه العام يعني جت فتره كده ان كل الابطال لازم يبقى لونهم اسود حتى لو البطل طول عمره الناس عارفاه انه ابيض لا مش عاجبني هات سوبر مان اسود ومؤخرا تلاقي الشخصيات الكرتونيه بقى عندهم ميول شاذه وبتتقدم في سياق ان ده عادي وطبيعي.
لا كمان يحاول يحببك في ده عن طريق انه يخلي الشخصيات معينه الناس بتحبها تبقى شاذه كده فجاه وتيجي تقول لي تسليه محايده وفي الاخر زي ما قلت لك كل ده نتيجته النهائيه هي السلبيه تامه ولينعزال عن العالم الحقيقي والاستسلام للافكار اللي بتتقال يمين يمين شمال شمال.
انا متخيلك دلوقتي بتقوم تجيب الريموت وتطفي التليفزيون خالص عشان تريح دماغك وبتمسك موبايلك وبتفضل تتنطط من الفيسبوك لتويتر للانستجرام قال يعني انت كده هربت من مسيو.
بالمناسبه الكتاب ده قديم من السبعينات كده وايامهم ما كانش لسه في السوشيال ميديا بس عيب عليك يا صديقي وانا هسيبك برده ده انت حبيبي ايه المنصات الاجتماعيه برده مؤسسات وشركات كبيره جدا ليها مصالحها العملاقه واهدافها الخاصه وبتعتمد على الربح طبعا لو بصيت حواليك ان الناس كلها بتشارك المعلومات والاخبار بحريه تامه بس ده مش حقيقي اللي بيظهر لك بيبقى بناء على بياناتك وتفضيلاتك.
تحليل الإعلام وتأثيره الخفي في حياتنا.
ده غير ان في حاجه معينه سياسات المنصات دي مش بتقبلها او بتقلل من انتشارها ومع الوقت وتعرضك المستمر لطوفان الترندات والمعلومات بيكون لها اثر سلبي كبير على صحتك النفسيه لان كل مصادر المعلومات بتتنافس على جذب اهتمامك وتفاعلك بطرق ومحتوى ساعات بيكون عنيف جدا او مثير او جدلي او تافه.
وواحده واحده بتفقد الثقه في مصادر المعلومات كلها وتيجي تشتكي للناس كلها كدابه يا اخضر الناس ما بقاش فيها اخر زي زمان يا اخضر وبتروح تدخل في فقاعه كده من اخبار هواياتك وشخصياتك المفضله تعمل فولو لفريقك اللي بتشجعه كل اللي لعبته على الفيس والانستا واتبع اخبار نجومك المفضلين وتغريداتهم.
يعني بتعمل عالم خاص بك بتنعزل فيه عن المحيط الخارجي وده برده مش صح باستثناء طبعا انك تتابع حسابات اخضر على السوشيال ميديا وتحمل التطبيق عشان ما ازعلش منك ها بس قل لي امال ايه الصح يا اخضر من الاخر كده والله يا صديقي في حاجات كده ملهاش حل.
واكيد كفايه بس انك تكون فاهم تاثيرها عليك عشان تقللها او تمنعها خالص ولما تكون المعركه على وعيك يبقى كل تركيزك لازم يبقى على الافكار اسال نفسك ازاي الافكار دي دخلت دماغي وايه مصادرها وايه مصلحه المصادر دي عشان تقدر تكون خلفيه عامه كويسه تساعدك تاخد قرار انت هتتابع ايه وايه اللي انت هتطنشه خالص.
ونصيحه مني بقى ما تسمعش لما مصادر الغلط او لبرامج التسليه والتفاهه وتقول مش هتاثر انا عارف انا بعمل ايه كويس لان زي ما وريتك النهارده التاثيرات اغلبها بتحصل بشكل خفي وانت مش حاسس اصلا واخر حاجه يا صديقي اي حد يقول لك يمين او شمال ما تمشيش وراءه قبل ما تفكر كويس وبس كده.