ملخص كتاب : شفرة الموهبة - التفوق لا يولد بل ينمو
الشقه التانيه بقى فيها اشرف وبرضو ماسك الموبايل ومتضايق من تعليق واحد صاحبه على صوره رسمها ونزلها على الفيسبوك بيقول له فيها يا بختك يا عم الموهوب كده عندنا اتنين متضايقين واحد بيتمنى انه يكون موهوب والتاني كاره انه يتوصف بالموهبه ايه الحكايه بقى.
الحكايه ان المثالين دول بيكشفوا خطا كبير جدا الناس بتقع فيه وهو الاعتقاد بان الموهبه دي حاجه ربانيه بعض الناس بتتولد بيها وناس تانيه لا.
عشان كده ايمن متضايق لانه متخيل انه من الناس التانيه دي واشرف متضايق لان الناس متخيله انه اتولد بيرسم بالشكل ده وما يعرفوش ايه اللي وراها.
اكتشاف القدرات: رحلة تطوير المهارات وتحقيق الإنجازات.
طيب ايه اللي وراها بقى وايه المعنى الحقيقي للموهبه وبتيجي ازاي والحقيقه ان موضوع الموهبه ده كان محير الكاتب وقرر انه يروح في رحله للاماكن اللي تعتبر مكان للموهبه عشان يكشف اسرارها وقدر فعلا يكتشف العناصر الثلاثه اللي بتفك الشفره بتاعتها.
وحطها لنا في كتاب مقالنا النهارده شفره الموهبه التفوق لا يولد بل ينمو , ها هي الطريقه , لو بصينا حوالينا كده ودورنا بين اكتر الناس موهبه وشهره في العالم هنكتشف ان مفيش حد منهم زي التاني لك ظروف ولا تعليم ولا اي حاجه عشان كده التغطيه الاعلاميه بتتعامل مع كل موهبه بتظهر على انها ظاهره استثنائيه تستحق اننا نقف قدامها مندهشين.
من غير ما نسال ده حصل ليه وازاي لان ما فيش اجابه وده طبعا اللي رفضه دانيال وبعد رحلته في مكان من الموهبه المختلفه اكتشف سر الموهبه اللي بيتمحور حوالين اكتشاف علمي وثوري عن عازل العصبي لو اعتبرنا ان دماغنا دي دايره فالدايره دي مليانه اسلاك بتربط مناطق الدماغ ببعض.
والمايلين بقى عباره عن عزل حوالين الاسلاك الكتير دي والعزل ده حاجه حلوه يعني طبعا العزل ده بيساعد في توصيل الرسائل بشكل اسرع وفعال اكتر وبيقلل فرص الاخطاء طب ازود المايلين ده.
ازاي بقى والله المايلين ده بينمو استجابه لاشاره معينه يعني مثلا لو بتتعلم ترسم ورده ساعتها المايلين بيستجيب بانه يلف طبقات من العزل حوالين الدايره العصبيه الخاصه بالمهاره دي.
وكل ما بذلت طاقه ووقت في التمرين هتضاف طبقه جديده من العزل وده هيخليك بعد كده ترسم الورده صح وبشكل تلقائي كانك بتكتب اسمك كده والكلام ده بينطبق على كل المهارات اي نعم الرسامين وبتقعد تنس والنجار الشاطر اللي يبدو ان مش بيجمعهم حاجات مشتركه كتير.
الا ان الشيء المشترك الوحيد هو ان عندهم مايلين كثير والمايلين ده ما تكونش على اساس تخيلاتهم واحلام اليقظه بتاعتهم لكن اتكون كاستيجابه لعمليه التدريب المستمر والطاقه المبذوله بشغف وهي عناصر شفره الموهبه لان شفره الموهبه صديقي بتتكون من ثلاث عناصر هم:
- التدريب العميق
- اشتعال
- تدريب متخصص
وهنتكلم عن كل عنصر منهم بتفصيل اكتر, دلوقتي وهنبدا باول جزء من الشفره اللي هو التدريب العميق واسمح لي يا صديقي اخضك كده من اولها واقول لك ان التدريب العميق يعني فشل ايوه زي ما سمعتني كده التدريب العميق بيشجعك تجرب وتفشل وتجرب تاني وتفشل تاني وهكذا.
تحول الإمكانيات: كيفية استكشاف الموهبة وتطويرها.
وتعالى نضرب مثال بس بالراحه بواحده من ابرز مكان من الموهبه اللي زارها الكاتب وهي البرازيل المشهوره بتقديم مواهب عظيمه في كره القدم لكن ما كانش في حاجه ممسوكه تقيس اسباب الموهبه الكرويه دي في المكان ده بالذات.
والموضوع ده كان لافت نظر ناس كتير في مجال الكوره ومنهم المدرب البريطاني سيمون كلفورد اللي قرر يسافر البرازيل عشان يعرف السر ده واكتشف هناك لعبه غريبه كده شبه كره القدم بس الكوره بتاعتها حجمها اصغر واتقل منها بكتير وما كانتش قادره تنط حتى وسموها بالكره الخماسيه.
ودي تعتبر لعبه الطفوله اللي بيلعبها الاطفال البرازيليين واللي من ضمنهم كان جونينيو رونالدينيو اللي بقوا من اعظم اللعيبه في العالم طب اشمعنا بقى تفرق ايه اللعبه دي عن الكره الشراب بقى ايه الفرق ان اللعبه دي بتخلي اللعيبه يلمسوا الكره اكتر وعشان حجمها الصغير وتقلها بتحتاج دقه وتركيز اكتر في التعامل معها.
وبالتالي كانوا بيغلطوا كتير جدا وبعدين يصححوا اخطائهم وهو ده التدريب العميق بس كده اول سر في الموهبه هو التدريب مش بنتولد بها يعني زي ما الاستاذ بيقول لا خالص مايكل انجلو نفسه بيقول لو الناس عرفت انا كان لازم اتعب قد ايه عشان اوصل للعظمه اللي بيقولوا عليها دي ما كانوش اعتبروها عبقريه او شافوا الموضوع رائع.
كده مشكلتنا في التعرف على الموهبه هي اننا بنشوفها بس بعد ما بتكون اتبلورت يعني بنشوف المنتج النهائي اللوحه او الاغنيه او الروايه لكن مش بنشوف التجارب الشاقه اللي كانت وراها ولا التدريب العميق طيب هو ليه اسمه التدريب عميق كلمه تدريب بس اثرت معاك في حاجه هو اسمه عميق.
لان مش اي تدريب هيخليك عظيم في مجالك اما التدريب العميق فليه ثلاث قواعد مهمين جدا لازم تفهمهم كويس وتطبقهم القاعده الاولى هي التجميع وده بيحصل على ثلاث مراحل المرحله الاولى هي انك تمتص كل شيء وده معناه انك تقضي وقت في تامل ومشاهده المهاره اللي انت عايز تنميها.
سواء كانت حركات فرشه رسم او طريقه مسك مضرب التنس وده هيخليك تمتص صوره المهاره لحد ما تكون قادر تتخيل نفسك بتعملها وبعدين تعملها فعلا المرحله الثانيه هي انك تقسم المهاره لاجزاء صغيره وده هيخليك تتقن كل جزئيه صغيره وكمان عشان ما تبقاش متخوف من المهاره اللي بتحاول تتعلمها لو كبيره.
المرحله الثالثه والاخيره بتقول لك بطاها يعني ما تستعجلش وانت بتتعلم الابحاث بتقول عشان تتقن مهاره لحد العبقريه محتاج تتدرب عليها لمده 10,000 ساعه ايوه يعني ما تبداش تتعلم مهاره النهارده وتزعل بكره لان ما بقتش عبقري فيها وبكده تكون اول قاعده من قواعد العمل العميق خلصت.
نيجي بقى للقاعده التانيه وهي التكرار ما فيش اي حاجه فعاله في بناء الموهبه غير انك تعملها عايز تنمي موهبه الرسم ارسم وارسم وارسم ولو قضيت سنين بتتعلم مهاره وقعدت شهر بس بت الموهبه دي هتتبخر التدريب اليومي مهم جدا مهما حسيت ان مستواك متقدم فلاديمير هوردز عازف البيانو المشهور بيقول انا لو بطلت تدريب ليوم واحد بس.
تطوير المهارات: الطريق نحو التميز والابتكار.
بلاحظ ده ولو بطلت اليومين زوجتي بتلاحظ ولو لتلاته العالم كله بياخد باله القاعده الثالثه والاخيره للتدريب العميق بتقول لك نمي احساسك والمقصود هنا انك تهتم بكل تفصيله خاصه بالتدريب وما تدخلوش كده وانت زهقان وعايز تنجز لكن المفروض تهيا نفسك تماما لمهمه التدريب.
بحيث لو عملت غلطه لمده ثانيه بس تحس بها وتدركها كده خلصنا الجزء الاول من شفره الموهبه واللي كانت تدريب العميق نيجي بقى للجزء الثاني واللي بيحكي في اكتر حاجه بتتقال لما بنتكلم عن الموهبه وهي الشغف لكن هنا بيسميها الكاتب الاشتعال.
احنا قلنا ان التدريب العميق بيزود المايلين والمايلين ده هو اللي بيحسن من مستوانا ايه علاقه الشغف بقى الفكره ان من غير الشغف وعمليه الاشتعال دي مش هتقدر تبذل الجهد الكافي علشان تتدرب بشكل عميق وبالتالي هنا المايلين مش هينموا.
اوضحهالك الاشتعال مع التدريب العميق بيشتغلوا مع بعض بنفس الطريقه اللي بيشتغل بها خزان البنزين مع الموتور عشان العربيه تشتغل يعني الاشتعال بيزود الطاقه والتدريب العميق بيترجم الطاقه دي لخطوه لقدام لما زار دانيال مكامل الموهبه كان بيلاحظ الشغف ده في طريقه شيل الناس للكمنجات وفرش الرسم وفي نظرات عينهم المليانه في دول ولهفه وحب.
ولما حاول يسالهم عن مصدر الشغف ده بصوا له كده وقالوا في نفسهم ايه السؤال الغريب ده وما كانوش قادرين يفتكروا امتى حبوا الموسيقى او الرسم بالشكل ده وليه بس دي مش الحاله على طول في حالات نقدر نعرف بالضبط امتى اشتغل فيها الشغف.
يعني مثلا لاعبات الجولف في كوريا الجنوبيه اشتغل عندهم الشغف ده يوم 18 مايو 98 بالظبط ليه اليوم ده كسبت فيه بنت من كوريا الجنوبيه عندها 20 سنه اسمها سيري باك بطوله ماكدونالدز الاتحاد الجولف للسيدات وقبلها ما فيش حد من البلد كلها نجح في رياضه الجولف.
ومن بعدها بقى وفي نقله رهيبه احتلت بنات كوريا الجنوبيه بطوله اتحاد الجولف للسيدات ب 45 لاعبه فازوا كلهم تلت المسابقات عالميا وكل ده لانه واحده بس منهم قدرت تحقق ده وشافوا ان المستحيل بقى ممكن واشتعل الشغف.
طب هل في طرق تانيه بيشتغل بيها الشغف ده اه طبعا عندك مثلا في التسعينات كان في حاجه محيره الاهالي ومدرسين الموسيقى وهي ليه في عيال بيتقدموا بسرعه في دروس الموسيقى وعيال تانيه لا وعملوا بحث لدراسه الموضوع ده واكتشفوا ان لا مهارات الطفل ولا.
حتى عدد ساعات التدريب كان هو السبب لكن السبب كان اعتقاد الطفل ده بانه هيستمر في عزف الاله دي لمده طويله وشعوره بانه موسيقار فعلا وهو ده كان اساس تفوق بعض الطلاب عن غيرهم.
النمو الشخصي والمهني: استثمار المواهب لتحقيق النجاح.
يعني من الاخر ما تخافش من فكره البحث عن الشغف لانه ببساطه جدا ممكن تلاقيه بعد ما شفت فيديو عن التطريز صدفه وقررت انك تجرب وبعدين حبيت الموضوع واستمريت فيه مش لازم يعني تلف القاره عشان تلاقي حاجه بتحبها وعامه الاشتعال ده ما لوش طريقه محدده.
هو بيحصل استجابه لاشارات مختلفه بنشوفها حوالينا ممكن تكون كبيره او بسيطه عشان كده انت محتاج تفتح عينيك ودماغك على التجارب الجديده والمختلفه وما اتعيدش نفسك باي فكره يمكن انت بكره اللي تلهم الناس بحاجه شافوها مستحيله.
طيب كده شعللنا الشغف اهو اتدربنا التدريب عميق فاضل ايه فاضل السر الاخير وهو التدريب المتخصص تدريب تاني اه بس التدريب ده بقى على ايد الاساتذه والمختصين اللي هيعلموا من موهبتك طبعا جه في بالك دلوقتي الكوتش بتاع الفيلم الاجنبي اللي قاعد يزعق في اللعيبه قبل الماتش ويقول لهم خطاب حماسي بيخليك انت شخصيا تتنطط وانت بتتفرج.
او الكوتش توفيق عبد الحميد في فيلم حلم العمر وهو بيضرب حماده هلال عشان يلعب طب وعلى ايه وجع القلب ده لازم يعني مدرب اصلا هو مش ضروري بالشكل ده حرفيا لانك ممكن توصل للنجاح لوحدك لكن يفضل وجود مدرب او مينتور بيفهم عشان يساعدك تحقق العظمه وكمان تسد الفجوه اللي ممكن تبقى في تدريبك.
زي الكابتن حمدي نوح اللي لاحظ قدرات محمد صلاح وحبه لكره القدم لما كان عنده 14 سنه وقرر يدربه عشان يحسن من العيوب اللي كانت عنده واللي خلته دلوقتي من اعظم اللعيبه في العالم والنوع ده من المدربين مش بتوع كلام وخطب لا دول ناس عندهم خبره كبيره في مجالاتهم تخليهم يقدموا تعديلات صغيره ومحدده جدا بعد ما يعرفوا الشخص.
وبيدربوه كويس ودول بيسميهم الكاتب محرضوا الموهبه وعشان تعرفهم فهم بيتمتعوا باربع صفات مهمين جدا الصفه الاولى هي العمق المعرفي اغلب المدربين اللي قابلهم دانيال في مكامل الموهبه كان سنهم بيتراوح بين الستينات والسبعينات.
يعني قضوا عشرات من السنين من عمرهم بيتعلموا ازاي يدرسوا ويدربوا صح وبالتالي لما بيوصلوا للستينات مثلا بيقدروا يلاحظوا كل طالب محتاج ايه بالظبط عشان يتحسن ويساعده في الوصول للحاجه الناقصه دي وبعدين يحقق الهدف اللي هو عايزه.
الصفه الثانيه بقى هي سرعه الادراك المدرب الشاطر مش بيعامل طلاب كلهم بنفس الطريقه لان كل طالب له حكايته وطريقته وهدفه وذكائه عشان كده كل واحد بيحتاج معامله خاصه تناسبه واللي بيحددها المدرب اللي بيشوف كل ده وبيختار طريقه المعامله الصفه.
تفعيل الإمكانيات الكامنة: كيفية النمو والتطور لتحقيق الإنجازات الكبرى.
اللي بعدها بيسميها دانيال الجي بي اس التلقائي وبيقصد بيها الحسم يعني المدرب مش بيقول للي بيدربه لو سمحت ولا ايه رايك تعمل كذا لا هي كده وهتعملها كده زي الراجل ده بتاع فيلم وبلاش ومفتري شويه بس استاذ.
الصفه الرابعه والاخيره للمدرب هي الصدق المسرحي زي ما قلنا المدرب بيفصل كلامه توجيهاته حسب كل طالب واللي بيحتاجه وعشان كده محتاج من الاخر انه يعيش الدور بتاعه كويس سواء كان جامد وجد او مفرفش وبيهزر عادي طب اجيبه منين الاخ ده والله هو ما فيش دليل ازاي تلاقي شخص زي ده.
بس الاكيد ان في وقتنا الحالي المدرب الكويس او الكوتش اللي تحب انه يساعدك مش شرط يكون حد بتقابله يوميا وبشكل مباشر ممكن يبقى حد تعرفه اون لاين.
بس المهم انه يقدر يفيدك ويتمتع بالصفات دي وبس بكده يا صديقي نكون خلصنا شفره الموهبه تدريب عميق زائد اشتعال زائد تدريب متخصص دورك بقى انك تستعين بالعناصر دي عشان تنمي المهاره اللي بتحبها او اللي بتتمناها وتشيل من دماغك فكره انا ما اتولدتش موهوب دي وبس كده.