ملخص كتاب فن الانتقاء - للكاتبه شينا اجارالهندية
لو في قطر بيتحرك بسرعه كبيره والفرامل بتاعته اتعطلت والقطر ده ماشي في سكه فيها خمس عمال بيشتغلوا وفي ايدك تغير مسار القطر وتخليه يروح السكه الثانيه واللي فيها عامل واحد بس وللاسف مش بايدك تنبه اي حد فيهم هتعمل ايه هتختار ايه يموت شخص واحد ويعيش خمسه ولا العكس وهتختار على اساس فطرتك ولا مشاعرك ولا حسك بالعداله.وبصراحه ده مش سؤال عادي دي معضله افتراضيه اسمها ترولي ديليما بتوضح طريقه افكارنا واختياراتنا ولكن في حياتنا عامه ولو اعرضت لموقف مشابه او اخف شويه بتختار ازاي هل بتلج للقرعه وحادي بادي ولا شويه دوافع وتحيز.
وازاي اختياراتك بتاثر على حياتك طب هل انت واثق في اختياراتك وعارف ايه العوامل اللي بتاثر فيها طب هل كل لما كان عندك اختيارات اكتر هتاخد قرار او اختيار صح اكتر في مقال النهارده المبني على كتاب فن الانتقاء للكاتبه شينا اجار.
هنجاوب على كل التساؤلات دي بتجارب علميه ونفسيه وهنتكلم نكلم عن كل حاجه تخص الاختيارات والقرارات اللي بناخدها في حياتنا.
سيد قرارك: دليل عملي لفن الانتقاء
يعني ايه بقى فن الانتقاء خلينا في الاول نعدي على حياه الكاتبه شينا انجار ونطمن على اختياراتها ونفهم هي ليه بتكلمنا عن فن الانتقاء من اسمها كده فهي هنديه وهي واهلها بيؤمنوا بالمعتقد السيخي وده يعتبر اول ريد فلاج في قصتها لان المعتقد السيخي بيسيب مساحه صغيره للفرد في اختياراته.
فبيح دد له ياكل ايه ويلبس ازاي ويدرس ويشتغل ايه لحد يتجوز مين من غير ما يختاره وصفات شريكه ايه وحاجات ثانيه برده ومساحه الاختيارات الصغيره اللي سابها المعتقد للكاتبه ما استمتعت بيها قوي لان وهي صغيره اتصابت بمرض نادر في شبكه العين وبقت كفيفه.
فاهلها بقوا ياخدوا كل القرارات نيابه عنها من منطلق يا بنت احنا شايفين مصلحتك حرفيا لكن بلاش نحكم على شينا دلوقتي وخلينا نشوف المرحله الثانيه من حياتها.
وهي لما سافرت مع اهلها لامريكا وهناك عاشت وكبرت واتعلمت واختلطت بالشعب الامريكي اللي عقليته فري وكل حاجه معاه قشطه فاحنا حاليا مش عارفين هل شينا ملتزمه بالمبادئ السيخيه ولا اوبن مايندد بعقليه امريكيه وفي الحقيقه هي استفادت جدا من المكس ده وقدرت تفهم من خلاله ازاي الثقافات والديانات والمجتمعات بتاثر على اختياراتنا وخدت دكتوراه في علم النفس الاجتماعي من جامعه ستانفورد.
كمان بالنسبه لنقطه انها كفيفه فده ساعدها انها تشوف الامور ببصيرته من غير ما تتاثر بشكلها ولونها وطريقه تقديمها لدرجه انها بقت شخصيه مؤثره وقدمت محاضرات في تد اعتقد كده بقينا فاهمين اختيارات الكاتبه فخلينا نبدا نتكلم عن الاختيارات ونشوف هل الاختيار ده رغبه فطريه فينا ولا احنا مسيرين في كل حاجه.
ولو جينا نشوف العلم بيقول ايه وعملنا رنين مغناطيسي ام ار اي على الدماغ فهن الاقي جزئين بيساعدونا في عمليه الاختيار.
اول جزء هو الخطوط القشريه بواسط الدماغ والخطوط دي مسؤوله انها تجمع المعلومات عن طريق الحواس زي اللمس والشم والسمع والبصر وتقييمها زي ما تدوق السكر وتقول طعمه حلو وده بيساعد في توجيه القرارات .
استراتيجيات فن الانتقاء: تحكم بمصيرك واصنع قراراتك
اما الجزء الثاني فهو قشره الفص الجبهي وهو المسؤول عن انه ياخد القرارات العفويه طيب ده كلام علمي شويتين ممكن ماتصورش بشكل كافي بيحصل ازاي نشوف تجارب علم النفس بقى بتقول ايه اول تجربه اتعملت على اطفال رضع عمرهم اقل من اربع شهور.
في بدايه التجربه الباحثين ربطوا ايد الاطفال باوتار خفيفه كل ما يشدوها يسمعوا نوع معين من الموسيقى وبعدين الباحثين قطعوا الوتر ده وبقوا يسمعوا الاطفال على فترات عشوائيه نفس القدر من الموسيقى وقاسوا مستوى رضا وسعاده الاطفال في الحالتين وتتصور النتيجه كانت ايه؟
في الحاله الثانيه لما الباحثين قطعوا الوتر الاطفال اطفال كانوا متضايقين وما كانوش عايزين يسمعوا الموسيقى كانوا عايزين انهم يحددوها ويختارها وتبقى على مزاجهم.
وعندنا تجربه ثانيه اتعملت سنه 1976 بس المره دي في دار مسنين اسمه اردن هاوس الدار ده متكون من دورين في الدور الاول ادوا لكل مسن نبات معين بس الممرضات اللي هتهتم بيه.
وحددوا للمسنين مواعيد ثابته يتفرجوا فيها على الافلام والمسلسلات يوم الجمعه والسبت وهنا الدار فهمهم انه مسؤول عن رعايتهم في الدور الثاني الوضع كان مختلف شويه.
المسنين هناك هم اللي بيختاروا نوع النبات اللي هم عايزينه وهم اللي بيهتموا بيه وهم اللي بيحددوا المواعيد اللي عايزين يشوفوا فيها الافلام يوم الجمعه والسبت والدار وضحت لهم ان دي حياتهم وهم المسؤولين عنها.
وبعد ثلاث اسابيع العلماء اللي في التجربه لاحظوا ان مسنين الدور الثاني كانوا اكثر سعاده ومستوى صحتهم اتحسن بنسبه 90% اما المسنين اللي في الدور الاول فمستوى صحتهم ادهور بنسبه 70% وبعد ست شهور من التجربه العلماء لقوا ان وسنين بتوع الدور الاول اعمارهم كانت اقل من اللي في الدور الثاني.
ومن كل التجارب والابحاث اللي فاتت نقدر نقول ان الاختيار رغبه فطريه عندنا وكل ما الانسان يحس انه متحكم اكتر في حياته وفي قراراته بتبقى حالته النفسيه احسن.
طيب يا ترى هل الدين والمجتمع بياثروا على اختياراتنا نشوف التجارب ونحكم ونبدا بتاثير الدين وخلينا نحط الدعاء على سبيل الافتراض ان تعيم الاديان والاوامر والنواهي بتقيد حريه الانسان وان الانسان المتدين اقل سعاده من غيره عشان الدين بيتحكم في قراراته.
كتابة تحفيزية: اكتشف قوة الانتقاء وقادرتك على التحكم
فتعال نشوف صحه الكلام ده من التجربه اللي الكاتبه عملتها بنفسها على 600 شخص بينتمي لتسع معتقدات وملحدين وغير متدينين لمده سنتين وفي التجربه كانت بتخليهم يملوا ثلاث استبيانات مختلفه.
اول استبيان كانت بتسالهم عن مدى التزامهم بالدين في كل امور حياتهم وتاني استبيان ايه هو مستوى تفاؤلهم لو اتعرضوا لمواقف صعبه زي لو خسروا وظيفتهم مثلا اما الاستبيان الاخير فبتسال عن هل اعرضوا لنوبات اكتئاب فقدان في الوزن انهيار عصبي وما شابه كده.
واليك يا صديقي نتيجه التجربه اصحاب الديانات الاساسيه كانوا اكثر ليونه وتفاؤل من غيرهم وقدرتهم على مواجهه الصعاب وتفسير الكاتبه ان فكره القيود اللي في الاديان هي فعلا بتقلل الاختيارات بس بتدي شعور اكثر بالسيطره على حياتنا وان الدنيا مش سايحه ولابد من بعض الحدود.
طيب والمجتمع ازاي بياثر علينا وعلى اختياراتنا!!
في الحقيقه المجتمعات بتاثر جدا وبتم لي عليك طريقه تفكير معينه عشان ما تكونش حاسس بيها وهنقسم المجتمعات لنوعين مجتمع فردي ومجتمع جماعي هنعرف ايه هما والفرق ما بينهم من التجربه الجايه.
التجربه دي اتعملت في مدرسه ابتدائيه في سان فرانسيسكو بين اطفال من اصل اسيوي وامريكان من اصل انجليزي الاطفال اتقسموا لثلاث مجاميع وهيدخل اوضه فيها ترابيزه عليها ست اوراق بتحدد نوع الامتحان وست الوان ماركر يجاوبوا بيها وهيبقى معاهم مس سميث المدرسه بتاعتهم.
اتطلب من اطفال المجموعه الاولى انهم يختاروا الورقه والقلم اللي عايزينه اما المجموعه الثانيه ف مس سميث حددت ليهم الامتحان والقلم اللي يحلوا بيه والمجموعه الثالثه سابوا لهم حريه الاختيار زي المجموعه الاولى بس قالوا لهم ان مامتهم بتحب نوع معين من ورق الامتحان ومن الاقلام.
وفي الاخر كل الاطفال امتحنوا نفس الامتحان والاسئله وكانت النتيجه كالاتي بالنسبه للاطفال الامريكان من اصل انجليزي فكان مستوى اجاباتهم في الامتحان في المجموعه الاولى احسن حاجه اما الاطفال الاسيويين فكانوا احسن حاجه في المجموعه الثالثه واما اقل مستوى ليهم كلهم كان في المجموعه الثانيه.
وخلينا نركز شويه مع المجموعه الثالثه وهنلاقي الاطفال الامريكان حاسوا بالاحراج تضايقوا لما عرفوا ان امهاتهم كانوا عايزينهم يختاروا حاجه معينه على عكس الاسيويين شافوا ان اختيار الحاجه اللي حددتها امهاتهم يعتبر وسيله للتعبير عن حبهم.
وده تفسير نظريه المجتمع الفردي المتمثله بالشعوب الغربيه ومعناها ان الفرد بيعتمد على الاستقلاليه لما بياخد اي قرار على عكس المجتمع الجماعي واللي احنا كشعوب عربيه شرقيه منهم الفرد فيه لما بياخد قرار بيراعي المجتمع وبيفكر في اهله ودائرته حتى لو ما كانش احسن حاجه ليه.
رحلة الاكتشاف الذاتي: الفن في اختياراتنا وقراراتنا
المهم يبقى احسن لعيلته زي لما تلاقي حد داخل كليه مش حبيبها عشان اهله او اشترى لبس ينفع له وينفع اخواته ودلوقتي يا صديقي بعد ما خلصنا تاثير الدين والمجتمع على اختياراتنا تفتكر هل في عوامل ثانيه بتاثر على اختياراتك وطريقه تفكيرك وبتوجيه لقرارات معينه من غير ما تاخد بالك!!
اه في وقبل ما اقول لك هي ايه خليني اوضح لك انظمه التفكير هم نظامين نظام اوتوماتيكي سريع وبياخد القرارات على اساس المشاعر والعواطف ونظام تاملي عقلاني بياخذ الامور بعد وقت وتفكير ولما حد يحب ياثر على قرارك بيعتمد على طريقه تفكيرك للنظام الاتوماتيكي ازاي في اربع طرق احذر منهم.
اول طريقه هي الاغراء وان الحاجه تتقدم لك بطريقه صعب تقاومها زي تجربه المارشملو لما حطوا حاجه حلوه قدام الاطفال وخيروه يا اما يرنوا الجرس وياكلوها دلوقتي او يستنوا حبه وقت وياخدوا قطعه ثانيه اغلب الاطفال ما قدروش يستنوا اكثر من ثلاث دقائق.
اما اللي عرفوا يصبروا فشتتوا نفسهم عن اغراء الحاجه الحلوه ثاني طريقه هي طريقه تقديم المعلومات وصياغتها بشكل يحسسك ان الموضوع ده في مصلحتك وان دي فرصه ما تفوتها.
اما ثالث طريقه من طرق التاثير على القرارات هي وضع افكار يمكن ما تكونش موافق عليها وسط افكار انت مقتنع بيه فتوافق على الكلام كله واخر طريقه هي التقليد والتاثر براي شخص مشهور او الناس بتحبه.
ووسط كل المؤثرات دي على قراراتنا واختياراتنا هل تعتقد يا صديقي ان في عالمنا المعاصر عندنا اختيارات كتير فعلا خاصه بعد التكنولوجيا والاختراعات الحديثه والحاجات الجديده اللي كل شويه عماله تظهر في الحقيقه الاختيارات الكتيره دي تعتبر خدعه لانها في الاصل تعتبر حاجه واحده بس متغير شكلها بفروق بسيطه.
زي مثلا المشروبات الغازيه في شركات بتقدم نفس الطعم ولكن بتغير شكل العلبه تقلل السكر تزوده وهكذا طيب خلينا نتساءل لو فعلا حوالينا اختيارات كتير هل كل ما يزيد عدد الاختيارات هتزيد احتماليه اننا نوصل للاختيار الصح او الحاجه اللي عايزينها ولي نحسها متفصله علينا!!
هنعرف الاجابه من خلال تجربه المربى في محل في سان فرانسيسكو برده الكاتبه شينا انجار اقترحت على صاحب المحل انها هتعمل كشك صغير قرب المدخل ومره هتعرض فيه نكهات كتير من المربى حوالي من 24 ل 28 طعم وفي مره هتعرض ست نكهات بس وهتشوف سلوك المستهلكين في الحالتين.
في الحاله الاولى كان عدد الناس اللي وقفوا عند الكشك عشان يجربوا النكهات اكبر من الحاله الثانيه بنسبه 60% لكن معدل الشراء في الحاله الثانيه كان اعلى والتفسير هنا ان زياده عدد الاختيارات بيخلي الموضوع جذاب اكتر لكن الدراسات اثبتت ان الناس عاده بيرتك بوا اخطاء لما يجوا يميزوا بين اكثر من خمس لتسع حاجات وممكن يفقدوا القدره على التمييز.
اصلا لو زاد العدد عن تسعه طيب خلاص متفقين ان الاختيارات الكتير مشتته وبتزود احتماليه عدم وصولنا القرار لكن السؤال دلوقتي هل كتر الاختيارات ووفرتها بيخلينا نشعر بسعاده اكبر واننا نملك الدنيا وما فيها حتى لو ده على حساب القرار النهائي؟
في الحقيقه مش شرط ده بالعكس ممكن يسبب مشاعر زي الندم والحسره فممكن تحس في نفسك انك فوتت اختيار كان احسن من اللي معاك وممكن الشعور ده يزيد معاك لدرجه انه يضيع فرحتك بالحاجه اللي معاك وواضح كده ان فعلا اختياراتنا بتاثر على مجرى حياتنا ونفسيتنا وخلينا نتاكد بتجربه كمان.
والمره دي عايزك يا صديقي تتخيل انك بقيت اب وانت يا صديقتي القارئة بقيتي ام واول طفله لكم هنسميها جولي هو اه ما فيش حد بيسمي جولي دلوقتي بس يعني ايه لزوم التجربه.
المهم ان جولي اتولدت قبل معادها وبوزن اقل من الطبيعي وعندها نزيف دماغي وهي في العنايه المركزه ومتو بجهاز تنفس صناعي وللاسف بعد ثلاث اسابيع من العلاج ما حصلش اي تحسن في حالتها قدامك ثلاث سيناريوهات.
اول سيناريو ان الاطباء شايفين ان الحل الامثل لجولي انهم يشيلوا عنها جهاز التنفس وينقلوا ليك كاب او ليكي كام خبر الوفاه .
ثاني سيناريو الاطباء هيكلموك عن وضع جولي وهيخيروكم بين اننا نشيل جهاز التنفس وتموت جولي في ساعتها ولا يسيبوها عليه وساعتها ممكن تعيش لكام يوم كمان وتموت بعدين ولو عاشت هتكمل حياتها وهي عندها عجز تام في المشي وفي التفاعل مع الناس وهيقولو لكم انهم كاطباء شايفين ان القرار الصح هو رفع جهاز التنفس عنها.
اما السيناريو الثالث فهو نفس السيناريو الثاني مع فرق ان الاطباء مش هيقدموا لكم اي نصيحه وهيسيبه لكم كامل الاختيار تشيلوا الجهاز ولا تسيبوه.
استعادة السيطرة: كيف تصبح سيد قرارك في عصر الاختيارات الصعبة
هو موقف صعب جدا فخلينا نشوف نتائج التجربه دي للناس اللي اتحطوا في نفس الم موقف بدراسه في جامعه كولومبيا الناس اللي اعرضوا للسيناريو الاول حالتهم النفسيه كانت احسن من كل اللي كان في باقي السيناريوهات.
والناس اللي في السيناريو الثاني وسمعوا نصيحه الاطباء مستوى تقبلهم للوضع كان كويس ومستوى الضغط عليهم مش كبير اما الناس اللي في السيناريو الثالث فكانوا اسوا حالا واغلبهم اتصاب بالاكتئاب واللي وافق منهم على نزع الجهاز حس بالذنب والحسره.
وفي النهايه يا صديقي حياتنا فعلا مليانه بالاختيارات والقرارات منها المصيري ومنها العادي والنهارده عرفنا طبيعه الاختيارات وتاثيرها علينا نفسيا وعمليا وازاي هي بتتاثر بالعوامل المختلفه وبعد ما تفهم ماهيه الاختيارات هتعرف تلاقي احسن قرار مناسب ليك.
قول لنا في كومنت كنت هتحس بايه في كل سيناريو من تجربه جولي وكنت هتختار ايه في معضله القطر وبس كده سلام .